Site icon هاشتاغ

هل تنتشر “اليونيفيل” على الحدود بين لبنان وسوريا؟

هل تنتشر "اليونيفيل" على الحدود بين لبنان وسوريا؟

هل تنتشر "اليونيفيل" على الحدود بين لبنان وسوريا؟

تريد “إسرائيل” من خلال إشعال أكثر من جبهة، بدءا من غزة مرورا بلبنان وصولا ربما إلى سوريا إلى إنهاء “حزب الله” و”حماس” وعزل سوريا، بهدف عزل إيران في المنطقة.

وتقف الولايات المتحدة كجبهة إسناد دبلوماسية وإعلامية وعسكرية ثابتة خلف المساعي والأهداف الإسرائيلية، إذ تنخرط بشكل واضح في جهود التفاوض ونقل الرسائل أو حتى فرضها إن أمكن.

وفي ظل هذه الأجواء، ثمة تحركات عسكرية وسياسية تشمل الساحة السورية، قد يكون هدفها عزل “حزب الله” عن سوريا، باعتبارها الرئة التي يتنفس منها. حيث يجري الحديث عن نشر قوات متعددة الجنسيات أو قوات “اليونيفيل” على طول الحدود اللبنانية السورية، وكذلك على الحدود مع العراق،

الكاتب السياسي السوري، مازن بلال، يرى أن مشروع نشر قوات أممية على الحدود اللبنانية – السورية ليس بجديد، فهو طرح بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، وتم التداول حوله خلال حرب 2006، وهو مخطط مرفوض من الأطراف كافة في “محور المقاومة”، وتنفيذه سيبقى مرهونا بهزيمة مطلقة لهذا المحور، لأنه يعني في النهاية تفكيك المحور نهائيا.

ويضيف بلال أن سوريا ستبقى جبهة لكنها في المقابل منطقة اشتباك دولي حاليا، فهي ليست هدفا إسرائيليا معزولا عن الولايات المتحدة وروسيا.

ويوضح: “حاليا بدأت الحرب تأخذ منحى جديدا نتيجة انتهاء بنك الأهداف الإسرائيلي، فالحلول باتت تحديا حقيقيا، لأن إسرائيل تحتاج لإنهاء حزب الله فيزيائيا أو تحقيق هزيمة مطلقة لإيران، وهذا الأمر سيؤثر حتى على الموازين الدولية.

ويختم بلال: مالم تبدأ المساعي السياسية بالبحث عن حلول تضمن التوازن وليس شطب طرف كامل من المعادلة فإن الأمور ستنزلق إلى حرب استنزاف طويلة للجميع.

من جهته، الخبير العسكري والإستراتيجي السوري كمال الجفا، يرى أن عمليات تطويق “حزب الله” وإيران مستمرة منذ سنوات، وإلا ما تفسير معظم الغارات الإسرائيلية على سوريا وضرب شاحنات الجيش السوري ومواقع حزب الله في سوريا، “بمعنى أن هدفها تقويض قدرات حزب الله ومنع إيصال الإمدادات والسلاح”، بحسب ما يقولون.

وبحسب ما نقله موقع “إرم نيوز”، يشير الجفا إلى أن “تقويض قدرات الحزب مستمرة منذ 13 عاما، عبر تعرض عشرات المواقع التابعة لحزب الله والجيش السوري والقوات الرديفة وعشرات الهجمات وتدمير مئات الأهداف”.

لكن ما يختلف اليوم، وفقا للجفا، هو محاولة “إسرائيل” اتخاذها غطاء لإضفاء شبه شرعية على عملياتها بالمساندة والدعم من قبل أمريكا وبعض قوى الغرب.

ويوضح: ما يجري اليوم هو عملية تجديد وتوسيع لحصار حزب الله عبر قطع خطوط الإمداد وضرب المعابر وتوجيه ضربات للقوات السورية واللبنانية، ولكن صدور قرار لنشر قوات لليونيفل سيفشل، خاصة وسط ما يجري من عمليات تفاوض تحت النار ضمن الشيك المفتوح على بياض مع مئات المجازر التي تقوم بها “إسرائيل” على جبهتي لبنان وفلسطين.

ويضيف الجفا “في السياق يتم العمل على تحصيل تنازلات لما يسمى اتفاق استسلام ضمن وجود خطة لتعديل القرار 1701 عبر انتزاع قرار موافقة من الحكومة اللبنانية يتم طرحها في مجلس الأمن، وبالتالي لا مكان للفيتو الروسي أو الصيني في حال كانت هناك موافقة من الحكومة اللبنانية”.

ويقول الخبير العسكري “اليوم العين على الميدان وتطوراته، وما سيتجه إليه الميدان سيقرر أي عمليه لوقف إطلاق النار.

ويعتقد الجفا أن “زيارة وزير الخارجية الأردني بالأمس إلى سوريا تضمنت الحديث عن إمكانية وجود قوات لحفظ السلام على الحدود، وهو لن يلقى الموافقة السورية بكل تأكيد ولا يمكن أن تسمح سوريا بنشر مثل هذه القوات”.

أما على جبهة لبنان فيرى أنه “في حال تم التوافق على اختيار رئيس جديد، خاصة مع طرح اسم قائد القوات اللبنانية والمقرب من الولايات المتحدة الأمريكية، ربما ستثمر الجهود توافقا على وقف لإطلاق النار مدة 21 يوما وبالتالي التفاوض على وجود مزيد من القوات، خاصة بعد تصريحات رئيس مجلس النواب، بالإضافة إلى تطورات الميدان وهي الكلمة الفصل في التوصل لأي قرار”.

تهويل إسرائيلي

من جانبه، الخبير العسكري السوري علي مقصود، يعتبر أنه “طالما لا يوجد قرار من مجلس الأمن الدولي لتواجد قوات على الحدود فإن الحديث عن نشر لقوات دولية، هو مجرد كلام وتهويل من قبل إسرائيل بعد فشلها في جبهات الحروب التي قامت بها، وغرقها في مستنقع غزة، ومن ثم نقل خمس فرق إلى حدود لبنان للقيام بعملية عسكرية برية”.

ويلفت الخبير العسكري إلى أن “ما جرى على الأرض هو أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها رغم الانتصارات التي تتباهى بها بعد اغتيال القيادات والاختراقات الأمنية، وانتهى الأمر بتوسيع دائرة النزوح والهجرة الخارجية وفتح المزيد من الاعتراضات والرفض الداخلي ومزيد من الخسائر في الاقتصاد”.

ويشير بالتالي، إلى أن الحديث عن نشر قوات دولية على الحدود السورية اللبنانية، أو السورية العراقية، عبارة عن تهديدات لا تستقيم مع موازين القوى في الميدان، ويقول إن الكلام ليس جديدا وهدفه تقويض تحركات “حزب الله”.

ويشير الخبير العسكري إلى أن “قضية سيناريو إغلاق الحدود وتطويق حزب الله أصبح مكشوفا، وإلا لماذا وضعت أمريكا قواعدها في المثلث الحدودي السوري اللبناني العراقي في التنف” إذ إن الهدف، وفقا لمقصود، منذ بدايه المشروع في سوريا فيما يسمى الربيع العربي كان “تمكين إسرائيل من تحقيق حلمها في التمدد من النيل وحتى الفرات وذلك عبر الأدوات العميلة الموجودة في سوريا وخصوصا في جنوبها وصولا للمنطقة الشرقية حيث تتواجد الفصائل المسلحة التي تعمل تحت إمرة أمريكا (قسد) وقادتها الذين يعملون مع الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية”.

ويقول الخبير العسكري إن “فكرة إعادة الحديث عن تطويق حزب الله وإيران يعني أن المشروع الإسرائيلي الأمريكي يحتضر بعد أن سقط في سوريا إثر 13عاما من الحرب.

ويضيف أن “أمريكا التي تواجه العالم دفاعا عن إسرائيل تآكلت قوتها ووجودها في المنطقة في الوقت الذي أعلنت فيه عن نيتها الانسحاب من المنطقة على اعتبارها أصبحت جبهة ثانوية، وكان الهدف من القرار أن الفراغ الذي يحصل قد تملأه إسرائيل.

وهذه الخريطة حاولت أن تتحكم فيها إسرائيل عبر نفوذها في الجنوب السوري لكنها سقطت”.

ويتابع الخبير: “خلال الأسابيع القليلة المقبلة سيرى العالم مزيدا من التحركات الأمريكية لإيجاد مخرج لإنقاذ إسرائيل، وما تفسير التهويل والعمليات المجنونة التي تقوم بها القوات الإسرائيلية إلا دليل على قرب الحلول الدبلوماسية لإنقاذ الكيان من المستنقع الذي تورط به” حسب الخبير العسكري.

ويتابع اللواء مقصود حديثه بالقول ” المعادلة هي إما أن نذهب لمواجهة كبرى، وهو ما لا تريده كل القوى، أو نذهب نحو الخيار الدبلوماسي”، ويرجح أن يتم التوصل لصيغة تُشعر “إسرائيل” بأنها أصبحت في بيئة تسمح لها بترميم نفسها من الصدوع والضربات التي لحقت بها.

ويخلص الخبير العسكري إلى أن أمريكا ستعمل على صيغة تقبل بها “إسرائيل” رغم أنها باتت تدرك أن نتنياهو يعمل فقط لمصلحته الشخصية.

Exit mobile version