تشهد دمشق انفتاحا دبلوماسيا متزايدا، وسط التحولات السياسية الجارية في سوريا، يتمثل في زيارات وفود عربية ودولية، وسط دعوات لتشكيل حكومة شاملة تضمن الانتقال السياسي السلمي واستقرار البلاد.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تكثيف الزيارات العربية إلى دمشق، من وفود لبنانية وسعودية وأردنية وقطرية، تعكس محاولات عربية لخلق أرضية مشتركة لدعم المسار الانتقالي.
يثير هذا الانفتاح العديد من التساؤلات حول دوافعه وتأثيره على مستقبل سوريا والمنطقة.
يرى الخبير في العلاقات الدولية مهند العزاوي، أن “الدول العربية تواجه تحديات كبيرة بسبب الاضطرابات في سوريا، ويتوجب عليها دعم سوريا لتجنب تفككها”.
وأكد العزاوي أهمية ملء الفراغ السياسي الذي خلفه تراجع النفوذ الروسي والإيراني، مشيرا إلى أن الدول العربية، خاصة الخليجية، تمتلك خبرة في إدارة أزمات المنطقة مثل اليمن وليبيا، وفقاً لـ”سكاي نيوز عربية”.
من جانبه، أشار الباحث في مركز الإمارات للسياسات، محمد الزغول إلى وجود فراغ قوة بعد إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، مما يتيح فرصة للدول العربية لملء هذا الفراغ.
وقال الزغول: “على الأطراف العربية تعزيز التنافس في مجالات البناء والإعمار بدلا من الصراعات العسكرية”.
رغم الإشارات الإيجابية، تبقى هناك مخاوف من احتمال انحراف المسار الانتقالي عن أهدافه، حيث يرى وزير الإعلام السوري الأسبق مهدي دخل الله، أن “السوريين يشعرون بالقلق من وصاية جديدة من دول مثل تركيا وقطر”، مؤكدا أن المرحلة المقبلة تتطلب وضع دستور متفق عليه يعكس إرادة جميع السوريين.
كما أشار دخل الله إلى تحديات كإعادة اللاجئين وإعادة هيكلة المؤسسات، مشددا على أن “السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط”.
من جهة أخرى، أكد طلال الشرفات، عضو مجلس الأعيان الأردني السابق، على أهمية إشراك جميع السوريين في صنع القرار السياسي، محذرا من أن التنافس السلبي بين الدول العربية قد يصب في مصلحة أطراف إقليمية مثل تركيا.
وقال الشرفات: “العقلية السورية قادرة على إدارة المشهد بذكاء يختلف عن باقي الشعوب العربية”.
ويبقى السؤال حول الضمانات العربية لدعم الاستقرار في سوريا، إذ يشير مهند العزاوي إلى أهمية التدخل العربي لتجنب الفوضى، محذرا من خطر تنشيط تنظيم “داعش” في حال غياب الدعم الفعال.
كما دعا محمد الزغول إلى تغيير منطق اللعبة نحو التنمية الاقتصادية والتنافس الصحي.