تساءلت صحف عالمية حول مستقبل الحروب، بعدما هددت موسكو باستهداف الأقمار الصناعية الغربية التي تتورط بمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا.
و ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أنه يمكن استهداف أقمار “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس إكس” المملوكة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، بالصواريخ الروسية بعد أن هددت موسكو بضرب البنية التحتية الفضائية التي يتم استخدامها لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة عن كونستانتين فورونتسوف، مسؤول في وزارة الخارجية الروسية، قوله إن “البنية التحتية شبه المدنية قد تكون هدفا مشروعا لضربة انتقامية. نحن نتحدث عن تورط مكونات البنية التحتية الفضائية المدنية، بما في ذلك التجارية، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في النزاعات المسلحة”.
وقالت الصحيفة البريطانية، إنه رغم عدم ذكر موسكو أقمار “ستارلينك”، إلا أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي توفرها الشركة الأمريكية قد لعبت دورًا حيويًا في هجوم أوكرانيا المضاد في الأسابيع الأخيرة، مما مكّن القوات والقادة العسكريين من البقاء على اتصال خلال المعارك.
وكان ماسك، أغنى رجل في العالم، قد هدد مؤخرًا بسحب تمويل النظام بعد أن انتقدت كييف اقتراحه بشأن اعترافها بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم مقابل انسحاب القوات الروسية من البلاد. وقال لاحقًا إن” سبيس إكس” ستواصل تمويلها.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن التهديد الروسي بضرب الأقمار الصناعية الغربية، يفتح جبهة جديدة من الحرب الروسية الأوكرانية من جهة، ويضر بالمصالح الأمريكية ويؤجج التوتر من جهة أخرى، حيث حذرت واشنطن أن أي هجوم على البنية التحتية الأمريكية “سيقابل برد مناسب وبطريقة مناسبة”.
وفي مؤتمر سياسي بموسكو عقد أمس الخميس، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تنوي استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن التصريحات جاءت في الوقت الذي استمرت فيه التوترات بين موسكو وواشنطن في التصاعد، بعدما صرح فورونتسوف بأنه إذا تم استخدام الأقمار الصناعية الأمريكية لمساعدة كييف، فإنها “يمكن أن تكون هدفًا مشروعًا لضربة انتقامية”.
ووفقا للصحيفة، لا يمكن تحديد ما إذا كانت تعليقات فورونتسوف حول اتخاذ إجراءات ضد الأقمار الصناعية الأمريكية تشير إلى ضربات فعلية موجهة أم تعطيلها من خلال الهجمات الإلكترونية.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن محللين قولهم: “إنه تهديد ونوع من التصعيد يمكن أن يحول الفضاء إلى ساحة معركة في وقت أبكر مما كان متوقعًا”.
وأضاف المحللون: “في حين أن روسيا قد تمتلك التكنولوجيا اللازمة لتنفيذ مثل هذا الهجوم، فمن المحتمل أنها لا تملك ما يكفي من الصواريخ أو الأقمار الصناعية القاتلة لإحداث أضرار جسيمة،” مشيرين إلى أن أي ضربة يمكن أن تخلق حقلاً من الحطام الذي يمكن أن يلحق الضرر بالأقمار الصناعية الروسية أيضًا.
وأشارت الصحيفة أن روسيا كانت اختبرت في وقت سابق كلاً من أنظمة الصواريخ الأرضية والقمر الصناعي المطارد لتعقب وإسقاط المركبات الفضائية الأخرى، ما يدل على قدرتها على مهاجمة الأجسام في الفضاء.