بعد حادثة الزلزال الذي ضرب فجر أمس الاثنين جنوب تركيا ومناطق سورية مختلفة، عادت التجارب والأبحاث السابقة التي تتحدث عن فرضيات قوية حول سلوكيات وتنبؤات الحيوانات بحدوث الزلازل بوقت مبكر إلى الواجهة.
وتحدثت تقارير لسكاي نيوز عربية ووسائل إعلام تركية، أن الباحث في معهد ماكس بلانك لدراسة سلوك الحيوانات في ألمانيا، مارتن ويكيلسكي، قاد تحقيقاً في الأنماط السلوكية المتغيرة بين مجموعة من الحيوانات قبل أيام من وقوع الزلزال.
وزرع ويكيلسكي أجهزة استشعار على 6 أبقار و5 أغنام وكلبين كانت في منطقة بشمالي إيطاليا معرضة للزلازل.
تمت مراقبة هذه الحيوانات لعدة أشهر قبل وأثناء سلسلة من الزلازل التي ضربت موطنها، وجمع ويكيلسكي وفريقه من الباحثين بيانات كشفت عن تغيير في سلوك حيوانات المزرعة قبل 20 ساعة من وقوع الزلزال.
وأظهرت الحيوانات نشاطاً أكثر بنسبة 50 بالمئة خلال إطار زمني مدته 45 دقيقة مقارنة بالأيام السابقة، من خلال سلسلة من الحسابات، توقع الباحثون بدقة زلزال قوته أعلى من 4 درجات.
وبنفس الطريقة توقع الباحثون 7 من أصل 8 زلازل قوية.
موجة “بي”
وشرح الجيولوجي الأميركي جوزيف ل. كيرشفينك هذه الظاهرة في دراسة علمية نشرت عام 2000، قال فيها إن العديد من الحيوانات يمكن أن تشعر بموجة “بي”.
وموجة بي هي واحدة من النوعين الرئيسيين لموجات الجسم المرنة، تسمى الموجات الزلزالية في علم الزلازل.
تنتقل موجات بي أسرع من الموجات الزلزالية الأخرى، وبالتالي فهي أول إشارة من الزلزال تصل إلى أي موقع متأثر أو إلى جهاز قياس الزلازل.
وفسر الباحثون الأمر بأن التركيب الجيني الحالي لمجموعة واسعة من الفقاريات، يسمح بالإبلاغ عن سلوكيات “الإنذار المبكر” لأنواع أخرى من الأحداث، ومن الممكن أن بعض الحيوانات تحاكي هذا السلوك، وقد حولته إلى “استجابة هروب زلزالي”.
ورغم القرائن العديدة حول تنبؤ الحيوانات بوقت أبكر بالزلازل، إلا أن الأمر يبقى موضوعاً مفتوحاً أمام الدراسات العلمية والبحثية الطويلة، للوصول إلى نتائج أكثر دقة ومصداقية، ومن الممكن الاعتماد عليها مستقبلاً في رصد حركة الزلازل حول العالم.