الأربعاء, فبراير 5, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسورياهل ستنجح المساعي الروسية باحتواء تركيا وإجبار "قسد" على تنفيذ انسحاباتها؟

هل ستنجح المساعي الروسية باحتواء تركيا وإجبار “قسد” على تنفيذ انسحاباتها؟

وسّعت روسيا من دائرة حضورها العسكري عن طريق نشر بطّاريات دفاع جوي (S300) في مطار الطبقة العسكري، الأمر الذي بات يضمن لموسكو تغطية جوية متكاملة، تمتدّ من قاعدتها العسكرية في الساحل السوري، إلى مطار القامشلي في الشمال الشرقي من سوريا، وصولاً إلى محافظة الرقة في الشمال، وهو ما من شأنه ترسيخ منظومة الردع الروسية لمواجهة أيّ محاولات تمدّد تركية نحو مناطق باتت تحت إشراف موسكو.

وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن حالة من التفاؤل تسود بنجاح موسكو في تحقيق توازن يخفّف إلى حدّ كبير من حدّة التصعيد العسكري في الشمال الشرقي من سوريا، ويمهّد الأرض لاتفاقات من المنتظر أن تظهر نتائجها خلال الفترة المقبلة، عن طريق فتح طريق حلب – اللاذقية (M4)، واستعادة دمشق عدّة مناطق تسيطر عليها «قسد»، لتسحب بذلك ورقة «التهديد الكردي» من يد أنقرة.

وذكرت مصادر متقاطعة للصحيفة أن المساعي الروسية لاحتواء تركيا ستفضي في النهاية إلى إجبار «قسد» على الانسحاب من أربع نقاط تستهدفها أنقرة، هي تل رفعت ومنبج وعين عيسى وتل تمر، خصوصاً أن الأتراك أبدوا ترحيباً بعودة هذه المناطق إلى سيطرة دمشق.

وبينما تُطبخ تلك المعادلة على نار هادئة، تبدو قضية إدلب أكثر إلحاحاً، حيث تستحوذ على الجزء الأكبر من جهود موسكو، سعياً لإنهاء المماطلة التركية فيها، وإغلاق ملفّ طريق «M4» أوّلاً، وإدلب في وقت لاحق، وهو ما ناقشه وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والتركي خلوصي أكار، قبل أن يُعلَن عن زيارة سيقوم بها وفد عسكري روسي إلى أنقرة الأسبوع المقبل، وسط تسريبات تفيد بأن الهدف الرئيس من الزيارة وضع اللمسات الأخيرة على قضية طريق حلب – اللاذقية.

وتأتي التحرّكات الروسية الأخيرة كما نقلت الصحيفة بالتوازي مع تحرّك إماراتي نحو إيران وتركيا، وتحرّك تركي نحو إيران، ضمن المساعي الإماراتية لفتح طريق عبر إيران وصولاً إلى تركيا، وتنشيط طريق سوريا عبر معبر نصيب الحدودي وصولاً إلى ميناءَي طرطوس واللاذقية، الأمر الذي يتطلّب فتح طريق «M4».

وتسبق جولة المحادثات الجارية في الوقت الحالي بين الأطراف الإقليمية، وعمليات الضغط العسكرية المستمرّة للجيش السوري والطائرات الروسية على مواقع سيطرة الفصائل المسلحة في إدلب، اللقاء المرتقب للدول الضامنة لـ«مسار أستانة»، والمقرَّر عقده في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان في العشرين من الشهر المقبل، والذي سيضمّ وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا.

وسينعقد هذا اللقاء بينما تنجح روسيا، إلى الآن، في إعادة ضبط الميدان السوري، والدفْع نحو حلول سياسية تُجنّب الأطراف المتناحرة صراعاً عسكرياً مباشراً، وذلك عبر فصل ملفّ «قسد» عن إدلب، وتسريع وتيرة حلحلة عقدة إدلب، التي تُمثّل بالإضافة إلى أهمّيتها الاستراتيجية، تحدّياً قد تكون له آثار مستقبلية، كون المحافظة تُعدّ معقلاً لفصائل متشدّدة عدّة، بينها فصائل أجنبية.

ومن هنا بحسب الصحيفة يجري العمل على إيجاد حلّ تتابعي لهذا الملف، يبدأ بفتح طريق حلب – اللاذقية، وإبعاد الفصائل عن منطقة جبل الزاوية، لتتبع هذه الخطوة خطوات لاحقة، تبدو إزاءها دمشق متفائلة بقرب استعادة إدلب، بينما يبقى العائق الوحيد هو الوجود الأميركي الذي يعرقل إنهاء ملفّ «قسد»، والذي يبدو أن ثمّة تفاؤلاً أيضاً باقتراب موعد تجاوزه برحيل القوات الأميركية، والتوصّل إلى اتفاق شامل مع «الإدارة الذاتية».

مقالات ذات صلة