الأربعاء, أكتوبر 16, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباروسط مخاوف أردوغان.. هل ستندلع حرب بين تركيا و"إسرائيل"؟

وسط مخاوف أردوغان.. هل ستندلع حرب بين تركيا و”إسرائيل”؟

كشف الكاتب والصحفي التركي كمال أوزتورك، أن التساؤل حول احتمال اندلاع حرب بين تركيا و”إسرائيل” كان أحد أكثر الأسئلة المطروحة خلال الأسبوع الماضي، مبينا أن من أشار إلى هذا الاحتمال هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه.

ولم يدلِ أردوغان بهذه التصريحات في لحظة غضب أو بشكل عابر، ولم يُشِر إلى ذلك في مناسبة واحدة فقط، ولهذا السبب، عقد البرلمان التركي جلسة سرية لمناقشة حجم التهديد الإسرائيلي، وقدّم الوزراء البيانات اللازمة للنواب، بحسب ما أورده موقع “الجزيرة”.

وفي الأول من  تشرين الأول/أكتوبر 2024، تحدث الرئيس أردوغان عن ذلك خلال خطابه بمناسبة الدورة البرلمانية الجديدة، وقال: “الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، وتعتمد بالكامل على التعصب الديني، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان. الحسابات تدور الآن حول هذا الموضوع.. من الواضح أن حكومة نتنياهو تسعى وراء حلم باطل يشمل الأناضول وتلاحق أوهام الدولة الكاملة.. لقد أفصحت عن نواياها في مناسبات عديدة.

وتابع: “كل تطور منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يزيد من حجم هذا التهديد.. إذا كانت فلسطين ولبنان غير آمنتين، فهل تعتقدون حقًا أنكم ستكونون في أمان؟ نرى في كل تصريح متعجرف أن العدوان الإسرائيلي يشمل تركيا أيضًا. وسنواصل مواجهة هذا العدوان، وهذا الإرهاب بكل إمكاناتنا من أجل وطننا وأمتنا واستقلالنا”.

وبحسب أوزتورك، أثارت هذه التصريحات جدلا واسعا في تركيا والشرق الأوسط، ولكن أردوغان أعاد التأكيد عليها بعد بضعة أيام، مما أظهر مدى جديته.

وقال الرئيس التركي: “يتم تنفيذ خطة خبيثة في منطقتنا لا تقتصر على غزة والضفة الغربية ولبنان. ليس من الضروري أن تكون عرافا لتدرك الهدف النهائي لهذه الخطة.. كل من يعرف التاريخ والسياسة والدين يمكنه بسهولة إدراك الرابط بين هذه القضية ووهم الأرض الموعودة.

وأضاف: “نعلم جميعا ما هي الأرض الموعودة. وكأنهم يتحدّون تركيا من مسافة 30 كيلومترا. كل خريطة وكل تصريح من الإدارة الإسرائيلية يكشف عن نواياهم الحقيقية.. كما كان الحال في بداية القرن الماضي، يتم تنفيذ خطة لإعادة رسم الحدود بالدم. حماس مجرد ذريعة.. تُدار حرب قذرة جديدة لتقاسم النفوذ من خلال إسرائيل”.

ووفقا للكاتب التركي، بعد تصريحات أردوغان، عقد البرلمان التركي جلسة سرية، لن يتم الكشف عما نوقش فيها لمدة عشر سنوات، لأنها تعتبر من أسرار الدولة، حيث قدّم وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر معلومات للنواب حول الخطر الإسرائيلي.

ويشير الكاتب إلى أن العدوان الإسرائيلي في المنطقة يشكل تهديدا واضحا للأمن القومي التركي، متسائلا عن التدابير التي اتخذتها الدولة أو الإستراتيجيات التي وضعتها، موضحا أن تصريحات أردوغان تدل على أن الحكومة تعمل على منع هذا التهديد قبل أن يصل إلى الأراضي التركية.

وبحسب أوزتورك، هناك سببان واقعيان يجعلان أردوغان يعتبر أن “إسرائيل”، تمثل تهديدا لتركيا، هما الأرض الموعودة وتنظيم “وحدات حماية الشعب – YPG” الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

ويوضح أن خريطة “الأرض الموعودة” التي يرتديها الجنود الإسرائيليون، تتضمن أراضي تركية إلى جانب العديد من الدول الأخرى.

ويعتقد أردوغان أن المسؤولين الإسرائيليين، الذين لا يترددون في الإفصاح عن هذا الهدف، يشنون الحرب على غزة ولبنان وسوريا وإيران لتحقيقه، ويرى أن هذا الأمر يُطبّق حاليا وأنه مستمر،حيث يُعتقد أيضا أن الاحتلال الفعلي سيمتد إلى سوريا بعد غزة ولبنان، مما يعني أن هناك مواجهة محتملة بين “إسرائيل” وتركيا على الحدود، بحسب المقال.

ويشير الكاتب أيضا إلى أن الهيكل الذي تم تأسيسه وتسليحه بواسطة الولايات المتحدة وإسرائيل في شرق نهر الفرات في سوريا، والذي يرتبط بحزب العمال الكردستاني (PKK)، سيُستخدم كقوة تابعة لوهم الأرض الموعودة، حيث أشار أردوغان في خطابه في البرلمان قائلا: “نرى بوضوح كيف يريدون إنشاء دويلات صغيرة تابعة لهم من خلال استخدام التنظيمات الانفصالية كأداة في شمال العراق وسوريا”، مما يؤكد على اعتباره تهديدا مباشرا لتركيا.

ويشير الكاتب إلى أنه لا يُتوقع أن تشن “إسرائيل” هجوما على تركيا، وهي عضو في حلف “الناتو”، كما فعلت مع إيران وسوريا ولبنان، بل من المتوقع أن يهاجم تنظيم وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي YPG/PYD، الذي يضم أكثر من 90,000 مقاتل مزودين بأسلحة ثقيلة، تركيا بالوكالة عن “إسرائيل” وأميركا.

وتعتقد تركيا أن هذا التنظيم، الذي يسيطر على منطقة محمية من قبل الولايات المتحدة على الحدود السورية، ملتزم بالعمل وفق أوامر الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وذلك بسبب حلمه بإقامة دولة كردية مستقلة في منطقة “روجافا”. وبالتالي، فإن هجوم هذا التنظيم على تركيا يُعتبر فرضية محتملة بقوة على المدى القريب.

كما يرى أردوغان أن هذا التنظيم يخدم وهم الأرض الموعودة لإسرائيل. إذا احتلت “إسرائيل” جزءا من الأراضي السورية بعد لبنان، فيمكننا توقع أن الجيش التركي سيتأهّب للقتال.

ولكن قبل ذلك، يمكننا القول إنه في حال حدوث أي هجوم محدود من جانب التنظيم الانفصالي على تركيا، فإن أنقرة جاهزة للردّ بقوة مدمرة. سيتضح في المستقبل ما إذا كان هذا يعني بداية صراع بين تركيا و”إسرائيل” أم لا، بحسب المقال.

مقالات ذات صلة