لم يمر حفل الكرة الذهبية الذي نظمته مجلة “فرانس فوتبول” أمس الاثنين بدون جدل وتشكيك في أحقية الفائز بالجائزة المرموقة لهذا العام.
الجدل والنقاشات في نسخة الكرة الذهبية لهذا العام والتي كانت استثناء بعد التعاون المشترك بين مجلة “فرانس فوتبول” والاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” من خلال دمج جوائز الأفضل في أوروبا مع جوائز الكرة الذهبية، اندلعت شراراتها بعد تتويج نجم مانشستر سيتي، الإسباني رودريغو هيرنانديز المعروف بـ”رودري” على حساب جناح ريال مدريد، البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي كان مرشحا فوق العادة لنيل الجائزة الشهيرة حتى قبل ساعات من بداية الحفل في مسرح “دو شاتليه” في العاصمة باريس.
فهل استحق رودري الكرة الذهبية أم سرقها من فينيسيوس؟
للإجابة عن هذا السؤال، يحب أولا استعراض معايير اختيار الفائز بالكرة الذهبية ووضع مقارنة بين أرقام رودري وفينيسيوس.
تمنح الكرة الذهبية بناء على تصويت 100 صحفي ينتمون إلى أول 100 دولة في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بحيث يختار كل صحفي في لجنة التحكيم 10 لاعبين من قائمة تضم 30 مرشحا.
ويحصل اللاعبون العشرة على النقاط حسب موقعهم في هذه القائمة: 15، 12، 10، 8 ،7، 5، 4، 3، 2 و1 نقطة، على التوالي.
ويعتمد في اختيار الفائز على ثلاثة معايير أساسية، تتضمن الأداء الفردي، الإنجازات الجماعية، واللعب الراقي والنظيف.
الفترة الزمنية التي يتم أخذها في الحسبان عند التصويت في جائزة الكرة الذهبية، هي الموسم الكامل وليس العام الميلادي، أي الفترة من أغسطس 2023 إلى أغسطس 2024، ما يعني إهمال أي إنجازات حدثت في بداية الموسم الحالي التي شهدت غياب رودري عن الملاعب بعد تعرضه لإصابة قوية في الرباط الصليبي مقابل تألق فينيسيوس.
أما الأداء الفردي واللحظات الحاسمة والمبهرة، فيتم تقييم أداء اللاعب طوال العام، ويعتبر الأداء الفردي البارز واللحظات الحاسمة والمبهرة التي قدمها اللاعب خلال المباريات من بين العوامل المهمة في اختيار الفائز.
أنهى فينيسيوس الموسم الماضي بـ24 هدفا و11 تمريرة حاسمة (35 مساهمة)، منها هدف في نهائي دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى حسم العديد من مباريات “الليغا” المؤثرة بأهدافه وتمريراته، بجانب تسجيله هدفين مع المنتخب البرازيلي في كوبا أمريكا لكنه غاب عن مباراة ربع النهائي بسبب تراكم البطاقات.
بينما رودري، فسجل 9 أهداف وقدم 13 تمريرة حاسمة مع مان سيتي وسجل هدفا واحدا في بطولة كأس أوروبا التي توجت بها إسبانيا واختير أفضل لاعب في البطولة.
وحول الإنجازات الجماعية، التي تعد هامة أيضا، حيث يلقى الضوء على الألقاب التي حققها اللاعب مع فريقه ومنتخب بلاده، مثل الفوز بالبطولات المحلية والقارية والدولية.
وبهذا الصدد، توج فينيسيوس بلقبين كبيرين: دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني مع ريال مدريد إضافة إلى السوبر الإسباني (السوبر الأوروبي في بداية الموسم الحالي وبالتالي لم يؤخذ بعين الاعتبار لتحديد الفائز بالكرة الذهبية لهذا العام.
رودري توج بلقبين كبيرين: الدوري الإنكليزي مع مانشستر سيتي وكأس أوروبا مع إسبانيا.
وبخصوص اللعب الراقي والنظيف والسلوك الأخلاقي، فإن الروح الرياضية والسلوك الأخلاقي للعبة تعكس جزءا مهما من اختيار الفائز بالجائزة، ويتم تقدير اللاعبين الذين يظهرون سلوكا رياضيا جيدا ويظهرون احتراما للخصوم وللعبة نفسها.
يعتبر فينيسيوس لاعبا شابا (24 عاما) وموهوبا ولكنه يفتقد إلى “النضج الكروي” حيث ينساق إلى استفزازات منافسيه والجماهير المتعصبة ما يفقده تركيزه وأعصابه في لحظات حاسمة من المباريات تنتهي أحيانا بحصوله على الإنذارات ودخوله في “جدال عقيم” مع الحكام.
في المقابل، يعد رودري (28 عاما) لاعبا هادئا وأكثر نضج، ونادرا ما يدخل في مناوشات مع منافسيه أو حتى الحكام.
كل هذه العوامل تعتبر أبرز المعايير التي يتم مراعاتها عند اختيار الفائز بجائزة الكرة الذهبية، وتعكس التوازن بين الأداء الفردي المتميز، الإنجازات الجماعية، والمظهر العام للعبة واللاعب ولكن في بعض الأحيان قد تغلب العاطفة على المصوتين ما قد يتسبب في ترجيح كفة لاعب على حساب لاعب آخر.