Site icon هاشتاغ

هل سيوقف ترامب الحرب على غزة ولبنان.. ما هي أبرز السيناريوهات؟

هل سيوقف ترامب الحرب على غزة ولبنان؟

هل سيوقف ترامب الحرب على غزة ولبنان؟

أوصلت حملة ترامب صورة إلى الناخبين والمراقبين أن مرشحهم قادر على إنهاء جميع حروب العالم بما فيها، الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، حتى لكأنه يحمل العصا السحرية.

لكن الواقع ليس ببساطة الدعاية الانتخابية، فما الحقيقة خلف الدعاية المبسطة هذه؟ وما الذي سيفعله ترامب بمجرد أن يعود إلى البيت الأبيض مجددا وكيف سوف يسدد فواتير الانتخابات إلى حلفائه في أيباك و”إسرائيل”؟

ينبغي أولا في سياق التفكير بالمستقبل القريب أن نتذكر جملة حقائق ومواقف تعود إلى الماضي القريب خلال الأشهر الماضية، ثم استجلاء التاريخ قبل سنوات.

فقد تعهد المرشح الجمهوري ترامب أمام الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين قبل أيام بإنهاء الحرب، وكرر ترامب على مدى العام الماضي مقولة إنه لو كان في الحكم لما وقعت هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر.

ويدعو ترامب منذ عدة أشهر إلى إنهاء سريع للحرب الإسرائيلية على غزة، وقال مؤخرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “عليك أن تنهيها وتفعل ذلك بسرعة”، وأضاف “احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل”.

ويعتبر ترامب نهاية الحرب قرارا إسرائيليا على الرغم من مطالبته بوقف الحرب. وسخر ترامب من دعوات منافسته الديمقراطية كامالا هاريس لوقف إطلاق النار باعتبارها قيدا على إسرائيل وأفاد بأنه “منذ البداية، عملت هاريس على تقييد يد إسرائيل بمطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، وهذا لن يمنح حماس سوى الوقت لإعادة تجميع صفوفها وشن هجوم جديد، على غرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر”.

وخلال فعالية لإحياء الذكرى في فلوريدا، تعهد ترامب بأنه “سيدعم حق إسرائيل في كسب حربها على الإرهاب”، بحسب ادعائه، وزعم أنه “عليها أن تنتصر بسرعة، بغض النظر عما يحدث منتقدا نهج الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته هاريس تجاه الحرب بين “إسرائيل” و”حماس” باعتباره ضعيفا ومترددا،

لم يتطرق ترامب إلى نقطة المساعدات لكنه تطرق إلى أن وضع نهاية الحرب ينبغي أن يكون في إطار انتصار “إسرائيل”، على الرغم من أنه لم يفصل ما قد يترتب على النصر.

وقف ترامب منذ بداية حملته إلى جانب “إسرائيل” في عمليتها العسكرية داخل قطاع غزة حيث قال في أول مناظرة إعلامية بينه وبين الرئيس بايدن قبل انسحاب الأخير من السباق إن “إسرائيل هي من تريد أن تستمر بالحرب، ويجب السماح لهم بإنهاء عملهم”.

وعارض ترامب سعي بايدن إلى وقف إطلاق النار، وكرر ترامب أكثر من مرة أنه لو كان موجودا في السلطة، لما قامت حركة “حماس” بهجومها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

 سياسة ترامب السابقة

إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أحد أقدم وأعقد الصراعات في الشرق الأوسط، ويشمل جوانب سياسية، دينية، اقتصادية، وجغرافية.

وكي نفهم ما سيفعله ترامب في ولايته الرئاسية الجديدة بشأن هذا الصراع، فينبغي أن نتذكر ماذا فعل سابقا في فترته الرئاسية الأولى لأن ذلك مدخل مهم لبناء صورة مستقبلية عن فكره وخطواته المتوقعة.

وخلال فترة ولايته الأولى، تبنى ترامب سياسة دعم قوي لإسرائيل واتخذ عدة قرارات غير مسبوقة، بما في ذلك، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إذ نقل ترامب السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس، ما أثار استياء الفلسطينيين ودول عربية وإسلامية، واعتُبر انحيازا واضحا لإسرائيل.

بالإضافة إلى “صفقة القرن” التي طرحها ترامب كخطة للسلام، تضمنت إقامة دولة فلسطينية بشروط قاسية، واحتفاظ “إسرائيل” بمعظم المستوطنات في الضفة الغربية.

كما عمل ترامب على توسيع اتفاقيات التطبيع، فقد دعم اتفاقيات “أبراهام” التي أبرمت بين “إسرائيل” وعدة دول عربية لتطبيع العلاقات، مما عزل الفلسطينيين سياسيا وساهم في تعزيز نفوذ “إسرائيل” في المنطقة.

السياسات السابقة التي أظهر فيها ترامب انحيازا إلى “إسرائيل” قد تقود إلى التشاؤم من قادم الأيام، فمن المرجح أن العودة الثانية لترامب إلى البيت الأبيض سيعني إمكانية اتباع سياسات تتسم بالميل نحو تعزيز نفوذ “إسرائيل”، وتقليص الدعم للفلسطينيين، مما قد يساهم في تأجيج الصراع ويزيد من تعقيد الحلول السلمية.

لكن الوقائع الجديدة تقول إن ترامب رجل تعهد بإنهاء الحروب، وبالفعل صرح ترامب أكثر من مرة أنه سينهي الحرب، ليس حرب غزة ولبنان، بل جميع الحروب أيضا.

كيف يمكن أن ينهي ترامب الحرب؟

يمكن أن يسعى ترامب إلى اتباع جملة من السياسات لإنهاء الحرب في منطقة الشرق الأوسط عموما، عبر عدة سيناريوهات، بما فيها، التدخل الدبلوماسي بشروط إسرائيلية، فقد يسعى ترامب إلى إنهاء الحرب عبر مفاوضات أو وساطة، ولكن بشروط تميل لصالح “إسرائيل”، مثل نزع سلاح حركة “حماس” أو الحصول على ضمانات بعدم تدخل “حزب الله” في النزاع.

ومن شأن ذلك أن يمنح “إسرائيل” اليد العليا، بينما يمكن لترامب الادعاء بأنه “أوقف الحرب” عبر صفقة تمنع التصعيد.

وقد يعمل ترامب على وقف إطلاق النار عبر فرض شروط قاسية على الأطراف الفلسطينية واللبنانية، مقابل وعود بتحسين الوضع الاقتصادي أو تخفيف الحصار، ولكن من دون حل جذري للصراع. أي أنها ستكون تسوية قصيرة الأجل وليست حلا دائما.

كذلك، قد يتبنى ترامب نهج “التجميد”، بحيث يتم التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق النار دون تغيير كبير في الوضع القائم.

بهذا، قد يدعي أنه أوقف النزاع، لكن دون تقديم حل حقيقي للصراع أو تحسين جوهري في حياة الفلسطينيين أو تقليص سياسات “إسرائيل” تجاه غزة ولبنان.

وربما يدعو ترامب إلى مؤتمر سلام دولي يحاول من خلاله التوسط بين الأطراف، مع إشراك حلفاء إقليميين جدد لإسرائيل من الدول العربية التي طبعت العلاقات مع “إسرائيل”. بهذه الطريقة، يمكنه الادعاء بأنه يسعى إلى إنهاء الحرب عبر مبادرة شاملة، وإن كانت مرجحة أن تتوافق مع الأجندة الإسرائيلية.

إن تصريحات ترامب عن إنهاء الحرب قد تكون بمثابة رسائل سياسية، خاصة أنه يستخدم هذا الأسلوب لتقديم نفسه كصانع سلام قادر على إنهاء الصراعات. ومع ذلك، في ضوء تاريخه في دعم إسرائيل وسياساته السابقة، فإن استراتيجيته قد لا تعني إنهاء النزاع بشكل جذري أو تقديم تنازلات للفلسطينيين، بل ربما العمل على هدنة قصيرة الأمد أو تجميد للأوضاع يخدم “إسرائيل”، مع الادعاء بأنه “وضع حدا للحرب”.

ورغم تعهدات ترامب بإنهاء الحروب العالمية، إلا أن سياساته السابقة وتوجهاته المنحازة لإسرائيل تعطي إشارات معقدة بشأن مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبينما يسعى لتقديم نفسه كصانع سلام، فإن الظروف على الأرض والسياسات الأميركية المستمرة في دعم “إسرائيل” قد تعرقل أي حل جذري ودائم.

وبما أن أسلوب ترامب يعتمد غالبا على صفقات سريعة، تخدم مصلحة إسرائيل، فمن المرجح أن يترك أي “إنهاء للحرب”، إن حدث، في إطار هدنة مؤقتة أو تجميد للوضع الحالي دون معالجة القضايا الأساسية.

Exit mobile version