تحليل اقتصادي – هاشتاغ خاص
تلعب حاضنات الأعمال دوراُ أساسياً في تطوير الأفكار الابتكارية والريادية للشباب من خلال تأمين بيئة مالية وفنية وإدارية داعمة لهم وتحويل أفكارهم إلى مشروعات صغيرة أو شركات ناشئة.
كما توفر حاضنات الأعمال المساحات والموارد والأدوات اللازمة لرعاية وبناء القدرات وتطوير الأفكار وتفعيل قيمتها التجارية عبر تحويلها إلى خدمات ومنتجات ومشاريع.
وتوفر حاضنت الأعمال كل عناصر الدعم التقني والإداري والمالي والمعلوماتي، بالإضافة إلى توفيرها إلى عناصر التشبيك التسويقي مع الشركات من أجل تسويق الفكرة الجديدة التي ابتكرها الشخص.
كما تنتشر في دول الجوار الإقليمي لسورية كالأردن ومصر ولبنان الكثير من حاضنات الأعمال التي تستقطب الكثير من أفكار الشباب الريادية، كما تنتشر تلك الحاضنات في دول الخليج العربي، وفي دولة الإمارات بشكل خاص.
الحاضنات في دول الجوار
تقوم الحكومات في اعتماد فكرة حاضنات الأعمال على تبني استراتيجيات واضحة من أجل بناء ودعم
وتطوير تلك الحاضنات، أي أن بنائها يحتاج إلى منهجية وسياسات واضحة.
ففي مصر يوجد الكثير من حاضنات الأعمال المرخصة مثل “انجاز مصر”، و”فلات 6 لابز” و”فكرتك شركتك” و”جسر”، و”إنو فينتشرز”، و”ابني”، و”همّة”.
كذلك في الأردن هنالك العديد من حاضنات الأعمال أهمها: ” Oasis 500″، و”Umniah Tank”، و””Orange The Big، “Zinc by Zain”.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يوجد الكثير من الحاضنات المرخصة مثل حاضنة “منطقة 2071 ”
وحاضنة “Hub71″، ومركز “فزعة لحاضنات ومسرعات الأعمال”، و”بدايات، و”استرولابس” وغيرها الكثير من الحاضنات.
التجربة السورية الصفرية
وعلى الرغم من انتشار تللك الحاضنات في دول الجوار الإقليمي لسورية ودول الخليج العربي إلا أن التجربة السورية في هذا المجال تكاد تكون معدومة ولم تتأثر بما يجري حولها في هذا المجال.
وذلك على الرغم من أن بعض الحاضنات بدأت في الظهور في مرحلة ما قبل الأزمة كحاضنة مركز الأعمال
والمؤسسات السوري، وحاضنة تقانة المعلومات والاتصالات، في جامعة دمشق.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
إلا أن ذلك المسار لم يكن مساراً ونهجاً لدى الحكومة في هذا المجال كما أن الحكومة السورية ليس لديها
أي توجه استراتيجي مستقبلي لتبني مثل هذا النوع من الحاضنات.
ماذا يحقق وجود حاضنات أعمال في الاقتصاد السوري؟
تحفز تلك الحاضنات إطلاق وتطوير الأفكار الريادية للشباب السوري.
توفر تلك الحاضنات منبعاً للأفكار التطبيقية للكثير من الشركات في المجالات كافة، الطبية والهندسية والغذائية والمالية والمصرفية وغيرها.
تؤمن تلك الحاضنات إمكانية إطلاق الشباب السوري لمشروعاتهم الريادية الصغيرة، أي أنها تحفز ثقافة العمل الاقتصادي الحر.
تؤدي تلك الحاضنات إلى تعزيز ثقافة بيئة الأعمال في الاقتصاد بشكل عام.
الاقتصاد السوري اليوم في أمس الحاجة إلى تبني سياسة واضحة لحاضنات الأعمال، وإلى نقل أفكار
وابتكارات الشباب السوريين من حالة التشتت إلى حالة المأسسة من خلال إعادة تطوير تلك الأفكار ضمن
حاضنات أعمال مخصصة لها وإعادة استثمار أفكارهم في الاقتصاد مجدداً.