اعتبر الكرملين أن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة” الغرب، بينما حذر مسؤول روسي رفيع من أن إرسال قوات “الناتو” إلى أوكرانيا قد يفسر كإعلان حرب.
وقال الناطق باسم الكرملين اليوم الثلاثاء إن إرسال قوات إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة” الغرب، وذلك ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن ذلك الأمر لا يمكن “استبعاده”.
وصرّح دميتري بيسكوف لصحفيين “هذا ليس في مصلحة هذه الدول بتاتا. يجب أن تدرك ذلك”.
كما اعتبر أن مجرد إثارة هذا الاحتمال يشكّل “عنصرا جديدا مهما جدا” في الصراع، بحسب ما ذكرت “فرانس برس”.
من جهته قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، اليوم الثلاثاء، إن الإرسال المحتمل للقوات البرية من قبل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى أوكرانيا قد يفسر بأنه مشاركة مباشرة للحلف في الأعمال العدائية، بل وأيضا هو إعلان للحرب.
وعلّق كوساتشوف على تصريح ماكرون قائلا: “هذا الطرح يتجاوز مشاركة حلف الناتو في الحرب (لأن ذلك يحدث منذ فترة طويلة)، ولكن يمكن تفسيره على أن الحلف متورّط في الأعمال العدائية بشكل مباشر أو حتى أنه إعلان للحرب”.
وبدوره، أكد قسطنطين غافريلوف، رئيس وفد روسيا في محادثات فيينا حول الأمن والحد من التسلح، أن احتمال إرسال الدول الغربية قواتها إلى أوكرانيا سيزيد من خطر حدوث صدام مباشر بين الناتو وروسيا.
وقال غافريلوف لوكالة “ريا نوفوستي” أمس الاثنين: “إن عواقب الخطر المتزايد والمتمثل في تحول الصراع إلى اصطدام مباشر بين الناتو وروسيا قد تكون هي العواقب التي لا يمكن التنبؤ بها”..
وأضاف: “لا أعتقد أن دافعي الضرائب الأوروبيين، الذين تمول نخب دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من جيوبهم، للمواجهة المسلحة في أوكرانيا، يرغبون في نقل الصراع إلى أوروبا، وبلادنا لا تريد هذا”.
وأضاف غافريلوف: “لقد حذرنا مرارا وتكرارا دول حلف شمال الأطلسي، التي تستخدم أوكرانيا كأداة ضد بلدنا، من خطر مشاركتها المباشرة في الأعمال العدائية ضد القوات المسلحة لروسيا الاتحادية”.
مذكرة روسية لدول “الناتو”
وكانت روسيا قد أرسلت في وقت سابق مذكرة إلى دول “الناتو” بشأن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن دول حلف شمال الأطلسي “تلعب بالنار” من خلال إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
كذلك صرح الكرملين أن إمداد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة لن يساعد على إطلاق مفاوضات سلام، وسيؤدي إلى إطالة الأزمة ومزيد من تدمير أوكرانيا.
ماكرون: إرسال قوات لأوكرانيا غير مستبعد
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد طرح، الاثنين، خطوات جديدة لدعم أوكرانيا في معركتها ضد روسيا، قائلا إنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو، بحسب زعمه.
وفي حديث له في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا ضم أكثر من عشرين من القادة الأوروبيين، قال: “نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا”، وفقا لما قال.
وادعى أن روسيا تبدي “موقفا أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام”.
وأشار إلى أنه رغم عدم وجود “إجماع” بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا “لا ينبغي استبعاد أي شيء. سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب”.
ورفض ماكرون الإدلاء بالمزيد حول موقف فرنسا من إرسال قوات، مشيرا إلى الحاجة لـ”الغموض الاستراتيجي”، لكنه قال إن هذا الموضوع طُرح “من ضمن خيارات”.
وقال ماكرون: “كثير من الناس الذين يقولون “لا أبدا” اليوم هم نفس الأشخاص الذين قالوا “لا للدبابات ولا للطائرات ولا للصواريخ طويلة المدى أبدا (قبل عامين)، عندما اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
وأضاف: “دعونا نتحلى بالتواضع لنلاحظ أننا تأخرنا في كثير من الأحيان من 6 إلى 12 شهراً”.
“الناتو”: لا نية لإرسال قوات لأوكرانيا
بعد تصريحات الرئيس الفرنسي، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أنه لن يتم إرسال أي جندي إلى أوكرانيا من الدول الأوروبية أو الدول الأعضاء في حلف “الناتو”.
وخلال مؤتمر صحفي قال شولتس: “ما تم الاتفاق عليه منذ البداية ينطبق أيضا على المستقبل، وهو أنه لن تكون هناك قوات على الأراضي الأوكرانية مرسلة من الدول الأوروبية أو دول الناتو”.
وقبل توجهه إلى باريس يوم الاثنين، قال رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو إن بعض الدول تدرس إمكانية إبرام اتفاقيات ثنائية لإرسال قوات إلى أوكرانيا لمساعدتها في “صد الاجتياح الروسي”.
وقال فيتسو إن حكومته لا تخطط لإرسال جنود سلوفاكيين، لكنه لم يقدم تفاصيل حول الدول التي تبحث مثل هذه الاتفاقات، أو ما ستفعله القوات في أوكرانيا.
كما افاد رئيس البرلمان السلوفاكي بيتر بيليغريني أن سلوفاكيا لن ترسل قوات إلى أوكرانيا.
وامتنع رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا عن التعليق قبل مغادرته إلى باريس، قائلا إن الزعماء يجتمعون لمناقشة الخيارات الممكنة، لكنه أكد أن “جمهورية التشيك لا تريد إرسال جنودها إلى أوكرانيا”.
كما أكد رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون أن مسألة إرسال قوات إلى أوكرانيا ليست على جدول أعمال حكومته.
من جهته، قال الرئيس البولندي أندريه دودا، إن دول “الناتو” تختلف حول إمكانية إرسال قواتها العسكرية إلى أوكرانيا، ولم يتم اتخاذ أي قرار بعد.
من جانبه صرّح الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” بأن الحلف العسكري ليس لديه خطط لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا.
وقال ستولتنبرغ: “حلفاء الناتو يقدمون دعما غير مسبوق لأوكرانيا. نقوم بذلك منذ عام 2014 وكثفنا جهودنا بعد الحرب واسعة النطاق. لكن لا توجد خطط لنشر قوات قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا”.