هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد
نقلت العديد من وسائل الإعلام العالمية مؤخراً عن السياسي الأمريكي روبرت ف. كينيدي الابن وهو حليف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن الأخير يريد سحب القوات الأميركية من سوريا بدلاً من تركها “وقوداً للمدافع” إذا اندلع القتال بين أطراف أخرى.
لكن الحديث عن نية ترامب سحب القوت الأمريكية من قواعدها الاحتلالية في سوريا بهذه السطحية يبقى حديثاً فيه تبسيطٌ مبالغٌ فيه لهدف وجود تلك القوات والغايات الأمريكية من تدخلها في سوريا وإقامة قواعد عسكرية في مناطق إستراتيجية فيها.
رجل الأعمال في مواجهة الدولة العميقة
بحسب الخبير العسكري اللواء محمد عباس فإن ترامب يمكن أن يقدم على سحب القوات الأمريكية من سوريا فقط إذا تصرف بعقلية “رجل الأعمال” الذي يبحث عن الكسب المالي، وبالتالي سيبحث عن الأمن والاستقرار الدولي و “إطفاء الحرائق كي يستثمر” إذ لايوجد استثمار وتنمية بدون استقرار ولا مكاسب مالية بدون استقرار.
وفي حديث لهاشتاغ استبعد اللواء عباس الانسحاب الأمريكي من سوريا في ظل وجود “الدولة العميقة” في الولايات المتحدة والتي تعمل “للهيمنة على المنطقة والسيطرة على مربع الاقتصاد والطاقة العالمي والاستيلاء على الموقع الجيواستراتيجي لسوريا ولبنان وفلسطين” كمقدمة لإخراج روسيا والصين من المشهد وحرمان إيران من نفوذها في المنطقة.
وقال الخبير العسكري: “لا اعتقد أن الولايات المتحدة سوف تخرج من سوريا بهذه البساطة إلاّ إذا حققت المكاسب والأطماع التي تتطلع إليها وذلك من خلال اتفاق بينها وبين روسيا والصين مثل (يالطا2) يحدد الحصص في الكعكة العالمية بين الأقطاب العالميين وعند ذلك فقط يمكن أن تنسحب”.
ويرى اللواء عباس أنه قد “يتكرر المشهد” الذي حصل عام 2018 عندما قرر ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا ولكن قراره قوبل بالرفض من قبل الجنرالات وتم الاكتفاء بإعادة نشر تلك القوات في سوريا.
الانسحاب يعيد خلط الأوراق
ويعتقد اللواء عباس أن هذا الانسحاب إن حصل فإنه سوف “يخلط الأوراق ويعيد المشهد إلى حالة جديدة” وقد “يدفع “قسد” التي تشعر حتى الآن بأنها محمية من قبل واشنطن إلى الشعور بالانكشاف وبالتالي اللجوء إلى حضن الدولة السورية”، هذا من جهة، ومن جهة ثانية “قد يتحرك التركي الذي يشعر بالخطر “الكردي” ويريد إنهاء وجود “قسد” في سوريا إلى تحقيق المصالحة مع دمشق لهذا الغرض”.
وفي حال حصل هذا التوافق السوري- التركي فسوف تكون له تداعيات أيضاً على “المجموعات الإرهابية الموجودة في إدلب وشمال حلب كجبهة النصرة وغيرها، إذ على أردوغان أن يخرج تلك التنظيمات من سوريا، لكن السؤال إلى أين”؟
وهناك احتمال آخر أن تلجأ واشنطن مع سحب قواتها من سوريا “إلى الاستثمار بالجيوش البديلة” أي هناك داعش موجودة و”قسد” موجودة “يتم تزويدهما بالسلاح بشكل دائم وتعزيز قدراتهما القتالية” للبقاء كما هما وتحقيق أهداف واشنطن في سوريا.
وخلص اللواء عباس إلى أن الأمريكي “قد يخرج من سوريا إذا تصرف بعقلية رجل الأعمال، لكن بعقلية الدولة العميقة لن يخرج من سوريا ما لم يتعرض لخسائر كبيرة في قواعده العسكرية فيها”.
التخلي عن فكرة العقوبات
ويعتقد الخبير العسكري اللواء عباس أنه إذا حصل الانسحاب الأمريكي من سوريا فإن ترامب الذي أعلن سابقاً أنه سيتخلى عن فكرة العقوبات لأنها أتت بنتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي وقيمة الدولار، سوف “ينهي الحصار الأمريكي والعقوبات المفروضة على سوريا، لكن الأمر سيحتاج لوقت طويل، فواشنطن لن تتخلى بسهولة عن أطماعها في سوريا وموقعها الجيواستراتيجي”.
وشدد أن “ترامب متقلب ومتأرجح يقول الشيء ونقيضه وبالتالي لا يمكن الوثوق بكلامه ولا توجد أية ضمانة بأنه سينفذ كلامه الذي أعلنه خلال حملته الانتخابية”.