Site icon هاشتاغ

هل يكون ” نفط المتوسط” في قلب الحرب على غزة؟

الحرب على غزة

هل يكون " نفط المتوسط" في قلب الحرب على غزة؟

هاشتاغ _ خاص

هل للنفط المعلن عنه في المتوسط دور في هذا الإجماع الأمريكي – الأوربي على الحرب على غزة بكل ما يرافقها من جرائم، وتهجير لسكانها بقصد إعادة احتلالها واستثمار مواردها؟

الباحث في الاقتصاد السياسي الدكتور حيان سلمان يرى أن نفط المتوسط في قلب أسباب الحرب على غزة، فيما يقول الإعلامي والباحث أسامة يونس إن ما جرى منذ العملية غير المسبوقة لحماس، والقصف الإسرائيلي الذي تجاوز أي حد، يؤكد أن هناك ما هو أبعد مما يتم الإعلان عنه.

أهداف أبعد

يرى يونس في حديثه ل”هاشتاغ” أن هناك عدة مؤشرات على أن “إسرائيل” تضع أهدافاً أبعد من الهدف المعلن المتمثل بالقضاء على “حماس”، ومنذ البداية بدت أنها “تستثمر” عملية حماس غير المسبوقة، والمفاجئة، إذ إن التقدم السريع للحركة، والخسائر الكبيرة التي ألحقتها “بإسرائيل” استغرقت وقتاً غير قليل حتى بدأ التحرك الإسرائيلي.

غير مسبوقة

ويقول يونس إنه منذ البداية بدا أن هنالك رغبة في تطوير الحرب، بل وارتكاب حتى ما لم يسبق ل”إسرائيل” أن ارتكبته في حروبها السابقة، خاصة مع التأييد العالمي الذي حظيت به إثر التسجيلات المصورة لعملية حماس، وما رافقها من دعاية عالمية تتحدث عن قتل مدنيين وارتكاب جرائم. فأصبح هناك ضغط عالمي مؤيد لأي جريمة يمكن أن ترتكبها “إسرائيل”، وهو مناخ مناسب لتنفيذ العدوان.

مدنيون تحت القصف

أضاف يونس أن ما جرى لاحقاً يؤكد أيضاً أن أهدافاً خطيرة وضعتها “إسرائيل”، ومنها “إفراغ غزة” ليس من حماس فحسب، بل من سكانها أيضاً، أو على الأقل إعادة احتلال القطاع واستعادة السيطرة الإسرائيلية عليه.

ويشير إلى أن الشواهد كثيرة، وغير مسبوقة في تاريخ الصراع وتقود إلى ذلك الاعتقاد بأن “إسرائيل” ضربت مستشفى، في جريمة معلنة أمام العالم كله، ولم يكن عليها حتى أن تبرئ نفسها، اكتفت برواية غير مقنعة، عن أن صاروخاً “فاشلاً” من غزة استهدف المستشفى، وسرعان ما تبنت ذلك دول عدة مثل كندا وبريطانيا، إضافة إلى الولايات المتحدة طبعاً.

لا محرمات

ويتابع يونس بأن “إسرائيل” ضربت مدارس حتى تلك التابعة للأونروا، وهذا أيضاً غير مسبوق بتلك الطريقة، حتى أن الأونروا ذاتها، لم تستطع سوى إبداء الأسف، والشكوى أمام المدنيين الذين لجؤوا إليها: “لا مكان آمناً في غزة” هكذا أعلنت المنظمة،

فوق كل ذلك، أعلنت “إسرائيل” قطع الكهرباء والماء عن غزة، وحتى معبر رفح تم استهدافه، ومنعت إدخال أي مساعدات حتى الأدوية طيلة 13 يوماً من القصف، وهو ما يمثل جريمة حرب، ومعظم الدول وقفت مع تلك الإجراءات، كما قال يونس.

هدف كبير

هناك تدمير يطال أحياء كاملة، واستهداف واضح للمدنيين، بقدرات تدميرية غير مسبوقة في أي صراع، خاصة كالذي يجري في منطقة مثل غزة التي تعد واحدة من أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان.

كل ذلك يشير كما يرى أسامة يونس إلى أن ثمة هدفاً أكبر من “تدمير حماس”، فما الذي يملكه القطاع كي يقف العالم شاهداً على مجزرة في كل دقيقة دون حراك؟.

كنز الطاقة

ويلفت يونس إلى أنه ليس مستبعداً على الإطلاق أن يكون للاحتياطي المكتشف منذ سنوات في البحر المتوسط دور مهم في الحرب التي تشنها “إسرائيل” دون مراعاة لأي اعتبار.

ويضيف: في بحر غزة تم اكتشاف أول الحقول في المتوسط، وقبل أن تتصاعد حدة الصراعات على “كنز الطاقة” الموعود الموجود على طول سواحل البحر المتوسط، وكانت “اتفاقات أوسلو” بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية تتيح للسلطة الفلسطينية الأحقية القانونية في الحقل الذي بقي دون استثمار بسبب الضغوط الإسرائيلية، ورغم الاتفاق بين مصر و”إسرائيل” والسلطة على استثمار الحقل، وهي ضغوط حوّلت استثمار الحقل بين عدة شركات حتى حط الاستثمار رحاله عند مصر، وبعد موافقة إسرائيلية.

محادثات سرية

ويقول: وسط ذلك كانت “حماس” تترقب وتحاول فرض شروطها، لكنها لم تكن في وضع قانوني يسمح بتدخل معلن في الأمر. وفي أيار الماضي تحدث الإعلام الإسرائيلي عن أن “إسرائيل” تجري محادثات سرية مع السلطة لاستخراج الغاز من حقل “غزة مارين”.

هذا هو المعلن حتى الآن في ذلك الملف الذي قد تكون المعلومات غير المكتشفة بشأنه أكبر من تلك التي يتداولها الإعلام.

في جميع الأحوال، يقول يونس إنه من الواضح أن التغول الإسرائيلي الراهن ذاهب إلى تحقيق أكثر من هدف، خاصة بعدما ظهرت حماس بقوة كانت مفاجئة للجميع، وإن كانت تطورات الحرب أظهرت أنها لا تشكل خطراً “وجودياً” حقيقياً على “إسرائيل” في الوقت الراهن على الأقل.

امتداد لإيران

إعادة احتلال غزة، والسيطرة المباشرة عليها، حسب يونس هو ما يبدو أن “إسرائيل” ذاهبة إليه.

ويتابع “وهي بذلك تستعيد احتلال القطاع الذي غادرته عام 2005، نظراً لارتفاع تكلفة احتلاله آنذاك”.

أما اليوم فإن تنامي قوة حماس، التي تنظر إليها “إسرائيل” على أنها امتداد لإيران، كان واحداً من المخاوف التي دفعت “إسرائيل” إلى استثمار عملية حماس للقضاء عليها وهو ما تعلنه “إسرائيل” وفقا ليونس.

عوامل اقتصادية

استاذ الاقتصاد الدكتور حيان سلمان يؤكد لهاشتاغ أن هنالك عدة عوامل اقتصادية تقف خلف الأسباب السياسية لدعم الدول الغربية والناتو للكيان الصهيوني.

يضيف سلمان أنه انطلاقاً من مقولة نابليون بونابرت أن مقومات الحرب ثلاثة وهي “المال والمال ومن ثم المال”، وقول ( كليمنصو ) وزير المستعمرات الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى إن ” كل قطرة نفط تعادل قطرة دم” يمكن التساؤل هل جمعت غزة الطغمة المالية الغربية في دعم الكيان الصهيوني؟

ويقول: غزة في قلب المنطقة، وبجوار البحر المتوسط، حيث يحتوي على أكبر احتياطيات من حوامل الطاقة وخاصة من ( النفط والغاز )، ويمكن أن ندلل على هذا بالوقائع التالية :

وهذه المنطقة تشمل ما يلي:

“إسرائيل” ولبنان وخلاف حول تحديد المنطقة الخالصة وتواجد كميات كبيرة من الغاز

سورية وتركيا و”إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، ومحاولة تركيا تمديد خط غاز الى “إسرائيل” من سنة /2009/ .

بدء التنقيب من قبل إسرائيل ولبنان ومحاولات دولية لتسوية الأوضاع بين لبنان وإسرائيل بخصوص البلوكات البحرية.

زيادة الاهتمام في المتوسط، بسبب عمليات التنقيب في شرق المتوسط، شركات إيطالية وفرنسية وأمريكية وروسية، وهذا ما يضع دول هذه الشركات داخل دائرة التنافس الاقتصادي على الآبار المكتشفة.

بديل لروسيا

ويسعى الاتحاد الأوروبي كذلك إلى تعزيز أمن الطاقة عبر تنويع مصادر الواردات وتنويع طرق التوريد، إذ يُسهم غاز شرق المتوسط في تخفيف الاعتماد شبه الكلي لدول شرق وجنوب أوروبا على روسيا، ولهذا يحرص الاتحاد على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المنطقة.

كما يهتم الاتحاد الأوروبي بمصالح الدول الأعضاء كقبرص واليونان.

وموسكو أيضا حاضرة في هذا الملف من خلال شركات التنقيب في حالة لبنان، وتقديم التمويل المالي لقبرص واليونان، …الخ .

غزة عامل معيق

يضيف د. سلمان أن الدول الغربية اللاهثة وراء النفط وخاصة بعد الاتفاق على تنفيذ ( الممر الهندي ) على هامش قمة الدول العشرين G20 والذي يمتد من [الهند والامارات والسعودية والأردن و”إسرائيل” وأوروبا ) ليكون بديلا عن ( الحزام والطريق ) الصيني، والسيطرة على النفط والغاز وتصديرهما عبر ( البحر الأبيض المتوسط ) وهو صلة الوصل بين ضفتي المتوسط ( الشرقية والغربية ) وطبعا ( غزة ) عامل معيق لهذا إذاً لابدّ من حرقها وتدميرها.

يفسر الدعم

ويشير سلمان إلى أن كل ما سبق يفسر الدعم الكبير لإسرائيل وبمئات المليارات من الدولارات، وإرسال حاملتي طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا المناطق المجاورة لـ”إسرائيل”.

بالإضافة إلى ثماني سفن حربية أمريكية أخرى، مما يجعل المجموع 10 سفن حربية على متنها حوالي 12000عنصر. أكثر من 130 طائرة مقاتلة إذا لزم الأمر.

أسعار النفط

ويتوقع الخبير سلمان أن يلامس سعر برميل النفط /100/ دولار إذا استمرت الحرب لمدة شهرين، وهذا تترقبه كل من ( السعودية والامارات ) وكذلك ( قطر ) من ناحية الغاز، خاصة إذا توسعت الحرب لتشمل الضفة الغربية ولبنان ودول محور ( المقاومة )، وهذا من أهم الأسباب التي دعت قادة الدول الغربية للقدوم إلى المنطقة وتحديدا “إسرائيل”،وحتى أن بعضا منهم حضر اجتماع ( الكابينيت العسكري ) .

قلب المنطقة

ويشير سلمان إلى أن (وكالة بلومبيرغ ) أكدت أن أسعار النفط قد ترتفع إلى /150/ دولارا للبرميل إذا توسعت الحرب، مع تراجع معدل النمو العالمي المتوسط إلى (1،7%) وهذا سينعكس سلباً على قيمة الناتج الإجمالي العالمي بحدود /1/ تريليون دولار، لأن غزة في قلب المنطقة والمنطقة ستؤدي إلى اهتزاز سوق النفط العالمية ، وهذا سيتناسب مع /3/ احتمالات وهي كما يلي :

هل تبقى الحرب بين المقاومة و”إسرائيل” أم ستتمدد لتشمل الدول العربية المجاورة، وهل تشمل ايران؟

ويختم: في كل الحالات سترتفع أسعار النفط وأسعار السلع وتزيد معدلات التضخم، لنرى مما سبق أن نفط المتوسط في قلب أسباب الحرب على غزة .

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version