Site icon هاشتاغ

هوكشتاين والمهمة المستحيلة

هوكشتاين والمهمة المستحيلة

هوكشتاين باقٍ في بيروت بسبب "حرية الدفاع عن النفس وترسيم الحدود"

هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد

وفق ما تسربت من أخبار ومعلومات فإن الموفد الأمريكي عاموس هوكشتاين حمل أمس الأول إلى بيروت “ورقة” تنسف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي تم اعتماده لإنهاء حرب تموز 2006 بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وتتضمن الورقة مطالب إسرائيلية هي أشبه ما تكون بصيغة “إذعان” يريد فرضها على حزب الله ولبنان.
وبحسب المعطيات فإن المبعوث الأمريكي حاول أن يستغل حالة “الجنون” الإسرائيلي التي تجلت في قصف مقرات مؤسسة “القرض الحسن” التابعة لحزب الله في مناطق لبنانية عدة، وكذلك القصف العنيف الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية خلال وجود هوكشتاين فيها، لفرض الشروط الإسرائيلية على مفاوضيه اللبنانيين “تحت النار” وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي أعلن حزب الله تفويضه بالتفاوض عنه وباسمه.
لكن حسابات هوكشتاين “الإسرائيلية” اصطدمت بإرادة لبنانية صلبة لم تزلزلها الغارات الإسرائيلية ولم ترهبها الاغتيالات التي حدثت، وتبلغ المبعوث الأمريكي من المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم بري أن لبنان لن يقبل بأي تعديلات على القرار 1701، وأن الرهان على “جنون القصف الإسرائيلي” لا ينفع في إرضاخ لبنان.
يعتقد هوكشتاين أن التفوق العسكري الإسرائيلي والقوة الجوية الضاربة التي تستخدمها ضد البنى التحتية والسكنية في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية، تجعل المقاومة اللبنانية في “موقف ضعف” خصوصاً مع وجود أصوات لبنانية “نشاذ” تدعو إلى القضاء على حزب الله، وتمكنّه من تمرير الورقة الإسرائيلية.
لكن التعديلات التي يريدها هوكشتاين على القرار 1701 تشكل نسفاً كاملاً للقرار، وكتابة “قرار إسرائيلي الهوى” لن تقبل به المقاومة التي ما كانت لتدخل الحرب لو أنها تقبل الإملاءات الإسرائيلية.
وفق ما تسرب من معلومات عن ورقة هوكشتاين، أن العدو الإسرائيلي يريد “منع أي وجود مسلح” لحزب الله جنوب نهر الليطاني وبعده بكيلومترات عدة، وكذلك فرض “تفتيش على المطارات والمرافئ” و “إقامة أبراج مراقبة” على طول الحدود بين سوريا ولبنان أي ما يشبه فرض حصار على لبنان ووضعه رهن الوصاية الإسرائيلية.
لذلك أعلن مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف في مؤتمره الصحافي في أعقاب زيارة هوكشتاين أن معادلة المقاومة اللبناني هي “الحديد بالحديد والدم بالدم والنار بالنار” ورسالتها لواشنطن وتل أبيب أن “لا مفاوضات تحت النار” وأن المقاومة بخير وهي قادرة على المواجهة الطويلة واستعادت عافيتها وخطوط إمدادها ولن تقبل بالشروط الإسرائيلية.
موقف حزب الله برفض “عـرض الإذعان” الذي حمله هوكشتاين، تكرر في عين التينة، إذ أوضح بري لهوكشتاين أن “القرار 1701 واضح ولا يحتاج إلى أي تعديل” وأن لبنان يريد ضمانات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بأن “إسرائيل” لن تخرق القرار إذا ما تم تطبيقه، وخصوصاً أن قوات اليونيفيل سجلت أكثر من 30 ألف خرق إسرائيلي للقرار منذ عام 2006 وحتى اليوم.
سمع هوكشتاين في بيروت مالم يتوقعه بأنه لا قبول لأي تعديلات على نص القرار 1701 وأن المقاومة “لا ترى أن العدو الإسرائيلي في موقع يتيح له فرض الشروط”، وأن القصف الجوي العنيف على بيروت والمناطق الجنوبية لن يخفي حقيقة التقهقر الميداني لجيش الاحتلال عند الشريط الحدودي والإخفاق الإسرائيلي في التصدي لصواريخ المقاومة ولطيرانها المسير الذي بدأ مؤخراً يربك الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وفي حال عاد هوكشتاين إلى لبنان أم لم يعد، فليس في قاموس المقاومة خشية أو رعب من الحرب ولا من القصف الجوي العنيف ولا من الاغتيالات التي يهدد العدو بها، فقد خسر حزب الله خيرة قياديه وعلى رأسهم الأمين العام السيد حسن نصر الله، لكن الحزب يؤمن بأن المعركة هي معركة صبر وإرادة، وأن العدو لن يتحمل الخسائر البشرية والاقتصادية التي تسير بوتيرة تصاعدية بدأت ملامح تأثيراتها في معنويات جيش الاحتلال بالظهور لجهة رفض الخدمة، وفي المستوطنين بالهجرة العكسية.
Exit mobile version