الثلاثاء, أبريل 15, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارواشنطن بوست: سوريا تسعى لقطع آخر شبكات التهريب الإيراني

واشنطن بوست: سوريا تسعى لقطع آخر شبكات التهريب الإيراني

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن سوريا تسعى إلى قطع آخر شبكات تهريب الأسلحة والأموال المرتبطة بإيران، ولفتت إلى أن القادة الجدد عملوا على القضاء على “الجسر البري” الذي تستخدمه إيران لفرض قوتها الإقليمية من خلال تسليح “حزب الله” وحلفاء آخرين.

وبحسب الصحيفة، سعت قوات الحكومة السورية الجديدة، في الأسابيع الأخيرة، إلى خنق طرق التهريب التي تعبر الحدود الوعرة مع لبنان، والتي يبلغ طولها 233 ميلا، حيث تُعدّ هذه الطرق آخر ما تبقى من “الجسر البري”، وهي شبكة تمتد عبر الأراضي السورية، التي استخدمتها إيران والميليشيات المتحالفة معها لنقل الأسلحة والأموال والمخدرات والوقود.

وأضافت أن هذه الطرق ساهمت في دعم حكومة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ومثّلت دعما حيويا لحليف النظام القوي، “حزب الله” اللبناني، بما في ذلك في مواجهته مع إسرائيل.

واليوم، اختلفت الصورة جذريا بعد أن أطاح “المسلحون الإسلاميون” بالأسد في كانون الأول/ديسمبر، ما شكّل انتكاسة كبيرة لقوة إيران الإقليمية وعزلها إلى حد كبير عن ميليشيا حزب الله.

ومن مراكز التهريب الحدودية مثل “حوش السيد علي”، التي كانت لا تزال مشتعلة جراء الاشتباكات، إلى قواعد الميليشيات الشيعية المهجورة في مدينتي “القصير” و”تدمر” اللتين مزقتهما الحرب شرقا، أصبحت نقاط العبور التي كانت تستخدمها إيران ووكلاؤها في السابق في حالة يرثى لها بعد الخروج المتسرع لبقايا مقاتليهم.

وقال سكان محليون إنه مع تقدم المقاتلين الإسلاميين بقيادة الشرع العام الماضي من شمال سوريا، حزم مسلحو ميليشيا “حزب الله” الذين تجمعوا في المنطقة أمتعتهم وغادروا سريعا دون قتال.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران، مع تقويض نفوذها الإقليمي، بدأت الآن تتطلع إلى ما وراء حلفائها التقليديين، بمن في ذلك الجماعات السنية المتطرفة، في محاولة للحفاظ على خطوط الإمداد وزعزعة استقرار الحكومة الجديدة، برئاسة الزعيم المؤقت أحمد الشرع، وفقا لتحذير مسؤولين أمنيين في أوروبا والمنطقة.

مركز حيوي

وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة المحيطة بالحدود اللبنانية شكلت مركزا حيويا لـ “حزب الله” على مدار الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاما، ومركزا لتصنيع المخدرات وبوابة لنقل الأسلحة والقوى العاملة.

وفي مدينة القصير، على بُعد 6 أميال فقط من الحدود اللبنانية، تحوّلت المنطقة الصناعية بأكملها إلى موقع تخزين أسلحة ضخم، يغطي مساحة تقارب 50 ملعبا لكرة القدم، وقد أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى تحطيم مصاريع نوافذ المباني، وشوهدت صناديق الذخائر.

شكوك حول إيران

ولفتت الصحيفة، بحسب محللين سوريين، إلى أن عناصر من شبكة إيران في سوريا لا تزال نشطة، وخاصة تلك المرتبطة بحزب الله، حيث اعترضت الحكومة السورية الجديدة أكثر من 12 شحنة متجهة إلى لبنان، وقد أسفرت إحدى هذه الغارات، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السورية في يناير/ كانون الثاني، عن العثور على صناديق طائرات مسيرة مخبأة في شاحنة محملة بأعلاف الحيوانات.

وأردفت الصحيفة أن شكوكا لا تزال تحوم حول دور إيران، إلى جانب جهود التهريب، في محاولات زعزعة استقرار الحكومة الجديدة في سوريا، حيث اتهم مسؤولون سوريون إيران بالمساعدة في تأجيج العنف الأخير على طول الساحل، عندما تحولت الهجمات المنسقة التي شنها موالون للأسد على قوات الأمن السورية إلى عنف طائفي.

وبينما لم يقدم المسؤولون السوريون تفاصيل تدعم ادعاءاتهم، وصرح مسؤولان أمنيان أوروبيان بأنه لا يوجد دليل على دور إيراني مباشر في الهجمات المنسقة ضد القوات السورية. لكن المسؤولين الأوروبيين قالوا إن إيران كانت تحاول بدلا من ذلك إثارة الاضطرابات من خلال حشد المتطرفين السنة، بمن فيهم المسلحون التابعون لتنظيم “داعش”، ضد الحكومة السورية الجديدة.

مقالات ذات صلة