هاشتاغ | ترجمة: حسام محمد
أشارت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر إلى أنه وعلى مر السنين، استفادت الدولة الصغيرة الغنية بالطاقة من علاقاتها الدبلوماسية الواسعة – بما في ذلك مع الجماعات المسلحة مثل “حماس” و”طالبان”، وخصوم الولايات المتحدة بما في ذلك روسيا – للتفاوض بشأن القضايا الحساسة خلال الصراعات الدولية.
ويمثل إطلاق سراح الأمريكيين، جوديث رنان وابنتها ناتالي رنان، من إيفانستون بولاية إلينوي، المرة الثالثة خلال شهرين التي تلعب فيها الوساطة القطرية دوراً في تسهيل المفاوضات بين الخصوم الألداء.
وفي أيلول/سبتمبر، ساعدت قطر في تأمين إطلاق سراح خمسة أمريكيين كانت تحتجزهم إيران.
كيف شاركت قطر؟
كانت عائلة رنان من بين أكثر من 200 أسير يعتقد أن “حماس” احتجزتهم منذ الهجوم الذي نفذته الحركة على “إسرائيل” قبل أسبوعين. وقالت “حماس” في بيان إنه تم إطلاق سراحهم بناء على طلب وسطاء قطريين “لأسباب إنسانية”
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد أنصاري في بيان، الجمعة، إن الوساطة التي أدت إلى إطلاق عائلة رنان، كانت جزءاً من جهد قالت قطر إنها تأمل أن “يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين من كل جنسية” الذين تحتجزهم “حماس”.
وأضاف أن ذلك جاء بعد “أيام من التواصل المستمر بين جميع الأطراف المعنية”، معتبراً أن الجهود تهدف إلى “نزع فتيل الأزمة الحالية”.
لماذا تتمتع قطر بالنفوذ؟
حافظت قطر، الداعم القوي للحركات الإسلامية الإقليمية، على علاقات مع “حماس” منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
وفي الماضي، حاولت قطر التوسط في النزاعات بين “حماس” وحركة فتح الفلسطينية المنافسة في الضفة الغربية.
وفي عام 2012، أصبح أمير قطر آنذاك، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أول رئيس دولة يزور غزة التي تسيطر عليها “حماس”، وتعهد بتقديم مساعدات بمئات الملايين من الدولارات.
وكما تمت استضافة قادة “حماس” في الدوحة، عاصمة قطر، لسنوات.
وحافظت قطر على علاقات منخفضة المستوى مع “إسرائيل” في وقت كانت فيه دول الخليج الأخرى تعارض بشدة أي تواصل.
وبعد توليه السلطة خلفاً لوالده، رفض الأمير الحالي، تميم بن حمد آل ثاني، اتباع بعض جيران قطر في التطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل.
ما هي مبادرات الوساطة القطرية الأخرى؟
حاولت قطر، الدولة الغنية بالغاز والتي يبلغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة، ممارسة نفوذها في الشؤون الإقليمية والعالمية، بما في ذلك من خلال جهود الوساطة التي بدأت بشكل جدي في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفقاً لسلطان بركات، الأستاذ في جامعة حامد بن خليفة التابعة لمؤسسة قطر. .
وكتب بركات بحثاً في عام 2014 حول تلك المبادرات، بما في ذلك المحاولات المبكرة للتوسط في اليمن ولبنان والسودان وبين “إسرائيل” و”حماس”.
ووفقاً لـ بركات : “قبل عام 2011، أسفرت هذه الجهود عن نتائج مختلطة”. ابتداءً من ذلك العام، ومع انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أصبحت قطر أكثر ارتباطاً بدعم ما يسمى “الربيع العربي” وكذلك الجماعات الإسلامية المشاركة في الاحتجاجات.
أثارت هذه التدخلات غضب القوى الإقليمية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ووصلت التوترات مع الجيران إلى ذروتها في عام 2017، حيث فرضت المملكة العربية السعودية ودول أخرى – غاضبة من علاقات الدوحة مع الجماعات المسلحة وإيران ورعايتها لقناة الجزيرة الإخبارية – حصاراً اقتصادياً استمر لسنوات على قطر.
ما هي الفوائد والمخاطر بالنسبة لقطر؟
تأتي هذه المحاولات الدبلوماسية كجزء من حزمة من مبادرات “القوة الناعمة” التي استخدمتها قطر لتعزيز مكانتها العالمية وتمييز نفسها عن المنافسين الإقليميين، وهو جهد يشمل استضافة جامعات أمريكية، ودعم الفرق الرياضية، بما في ذلك تنظيم كأس العالم 2022.
وتُستخدم الوساطة أيضاً – خاصة عندما تعود بالنفع على الولايات المتحدة – لمواجهة بعض الانتقادات التي تلقتها قطر لدعم الجماعات التي تعتبرها الدول الغربية كيانات إرهابية.
كما لعبت قطر، التي حافظت على علاقات مع حركة “طالبان” المتشددة في أفغانستان لسنوات، دوراً رئيسياً في عام 2021 في مساعدة الولايات المتحدة على إجلاء مواطنيها وحلفائها خلال الانسحاب الأمريكي الفوضوي من البلاد.
ووفقاً لوزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إذا أوقفت قطر تعاملها مع “طالبان”: “سوف نترك فراغاً”.
وأضاف: “السؤال هو من سيملأ هذا الفراغ؟”.
المصدر: واشنطن بوست