الثلاثاء, يناير 7, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسورياواشنطن تقدم هدايا مسمومة إلى فلاحي الحسكة

واشنطن تقدم هدايا مسمومة إلى فلاحي الحسكة

بدأت القوات الأميركية توزيع نحو 3 آلاف طنّ من بِذار القمح مجّاناً في محافظة الحسكة، في ما يبدو أنه يستهدف كسب ودّ السكّان باستغلال الشحّ الذي يعيشونه، وصعوبة إيصال البذار الحكومية عالية الجودة إليهم، بسبب منعهم من قِبَل «الإدارة الذاتية» من التعامل مع الجهات الحكومية.

لكن في ما وراء ذلك التودّد، يبدو أن ثمّة محاولة أميركية لنقل آفات زراعية مضرّة بالتربة إلى الأراضي السورية، الأمر الذي يهدّد بتدمير قدرات سوريا الزراعية على المديَين المتوسّط والبعيد، بعدما كانت تُحقّق شبه اكتفاء ذاتي من القمح على مدى سنوات طويلة.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت، عبر الحساب الرسمي للسفارة الأميركية في دمشق، أن «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ستوزّع ما يقرب من 3000 طن من بذور القمح عالية الجودة على المزارعين في شمال شرق سوريا، مع بدء موسم زراعة القمح».

وأضافت: «ستدعم هذه البذور مئات المزارعين لإنتاج ما يقرب من 32 ألف طن من القمح العام المقبل، ما يضمن حصول السوريين على الدقيق والخبز ومنتجات القمح الأخرى لإطعام أسرهم ومنع المزيد من الأزمات الاقتصادية».

وفي المقابل، شكّكت مصادر محلية ورسمية في تلك النوايا، انطلاقاً من اتهامات سابقة للولايات المتحدة بسرقة بذار سوريّة نادرة من «المركز الدولي للبحوث الزراعية» (ICARDA) في حلب، وتسبّبها بأضرار جسيمة للاقتصاد السوري عبر استمرار إيقاع العقوبات على سوريا وما ولّدته من ضغوط إضافية على المزارعين، فضلاً عن مسؤوليتها عن حرائق حقول القمح.

وردّت وزارة الزراعة السورية على الإعلان الأميركي عبر تحذير «المزارعين من زراعة بذار قمح غير معروف المصدر (مهرّب) لاحتمال إصابتها أو نقلها للعديد من الآفات»، لافتة إلى أنه «لدى المؤسسة العامّة لإكثار البِذار 70 ألف طنّ من بذار القمح، تمّ تجهيزها لتنفيذ الخطة الزراعية للموسم القادم، بالإضافة إلى وجود 20 ألف طنّ احتياطيّة، وكلّها تكفي احتياجات الأخوة الفلّاحين من البِذار المغربل والمعقّم والمضمون المواصفات والنوعية والسلامة من الآفات».

من جهته، يَعتبر الخبير الزراعي، رجب السلامة، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الأمر خطير، ولا يُستهان به، ويشكّل خطراً مستقبلياً كبيراً على الأراضي الزراعية في عموم المنطقة»، مستدركاً بأن «مدى الخطورة تحدّده مراكز البحوث العلمية الزراعية التي يجب أن تُفحص فيها البذار، لمعرفة طبيعتها وما إذا كانت سليمة أو مصابة».

ويرى السلامة أن «الشكوك المُثارة حول هذه البذار الأميركية في مكانها، لاستحالة تقديم الولايات المتحدة أيّ خدمة مجاناً»، مضيفاً أنه «لو كانت واشنطن صادقة في مسألة الدعم، لاشترت القمح محلياً أو من دول الجوار، ولم تورّده من أراضيها خصيصاً إلى سوريا».

ويحدّد الخبير الزراعي نوعية الأمراض التي من الممكن أن تحملها البذار بـ«آفة نيماتودا، وهي عبارة عن ديدان شعرية دقيقة لا تُرى بالعين المجرّدة، تستوطن التربة، وتنتقل منها إلى الحقول بسرعة، ما يهدّد بكارثة حقيقية على الزراعة في البلاد»، مبيّناً أن «هذه الديدان لم تصل إلى سوريا من قَبل، ولم تتأقلم معها التربة السورية، ولا توجد لها أيّ مكافحة»، متابعاً أن «آفات أخرى كالصدأ والفطور والذبول، عادةً ما تحملها أيضاً البِذار المصابة، ما يشكّل تهديداً أقلّ خطورة من الديدان، في حال كانت تحملها البذار الأميركية المزعومة».

مقالات ذات صلة