الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارواشنطن متفائلة علناً ومتشائمة سراً.. اتفاق غزة على وشك الانهيار

واشنطن متفائلة علناً ومتشائمة سراً.. اتفاق غزة على وشك الانهيار

في ختام جولة شرق أوسطية هي التاسعة له في منطقة الشرق الأوسط، سعى خلالها إلى إقناع كل من “إسرائيل” وحركة “حماس” بالموافقة على “خطة تسوية” طرحتها واشنطن لوقف النار في قطاع غزة، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن “الوقت داهم”.

وفي تصريح أدلى به على مدرج مطار الدوحة قبيل مغادرته، مساء أمس الثلاثاء، عائدا إلى واشنطن، جدّد بلينكن دعوته “حماس” للموافقة على “خطة التسوية” الجديدة التي طرحتها بلاده لوقف إطلاق النار في غزة والتي أعلن سابقا أن إسرائيل وافقت عليها.

فيما اعتبر مسؤولون أميركيون أن الاقتراح الذي قدمه الوسطاء يعالج الفجوات بطريقة تسمح بتنفيذ الاتفاق سريعاً.

إلا أن تصريحات وتعليقات الجانب الإسرائيلي، لاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و”حماس” لم تكن مبشرة.

ما يشي بأن الاتفاق الرامي إلى إنهاء القتال في القطاع الفلسطيني المدمر على وشك الانهيار، فيما لا يوجد اتفاق بديل واضح يمكن طرحه في الوقت الحالي، حسب ما أوضح مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.

فقد اعتبر هؤلاء المسؤولون أن الاقتراح الحالي الذي تمت مناقشته من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل” ومصر وقطر على مدار عدة أسابيع في يوليو الماضي، هو الأقوى حتى الآن، لأنه يتضمن شروطًا مصممة خصيصًا لتلبية مطالب كل من “حماس” و”إسرائيل”، حسب ما نقلت صحيفة “بوليتيكو”.

إلا أنهم لفتوا إلى وجود مخاوف عميقة لدى الإدارة الأميركية وبشكل متزايد من احتمال تعثر هذا الاقتراح كما حدث مع المقترحات السابقة، مع استمرار الخلافات بين “حماس” و”إسرائيل”، وعدم وجود سبيل واضح لإنهاء الحرب.

وهذا تقييم أكثر خطورة بكثير مما قدمه المسؤولون الأميركيون علناً، لاسيما أنهم أعلنوا مراراً وتكراراً في الأيام الماضية أنهم باتوا أقرب من أي وقت مضى إلى إقناع الجانبين بالمضي في اتفاق وقف النار وإطلاق سراح الأسرى.

تأتي تلك الأجواء فيما يتوقع أن يعود المفاوضون، بمن فيهم كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، إلى القاهرة هذا الأسبوع لمحاولة التوصل إلى توافق حول تفاصيل الصفقة.

أما إذا لم يتمكنوا من إقناع “حماس” ونتنياهو، فقد لا تكون أمامهم خيارات، ما يزيد من فرص توسع الصراع، وإمكانية حدوث مواجهة مباشرة بين “إسرائيل” وطهران.

بلا إطار زمني

نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن مصدر دبلوماسي، قوله “إنه ليس واضحاً الإطار الزمني للوجود الاسرائيلي في محور فيلادلفيا، أو ما يعنيه تقليص الوجود، وما إذا كان الإسرائيليون سيستمرون في السيطرة على الخروج والدخول عبر رفح”.

وقال المصدر إن خطة بايدن الأساسية كانت تتكون “من ثلاث مراحل، تنصّ على أن إسرائيل ستنسحب من المناطق الآهلة بالسكان في غزة في المرحلة الأولى، ثم بصورة كاملة في المرحلة الثانية”، إلا أن “نتنياهو أصرّ، في الأسابيع الأخيرة، على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا”.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات للصحيفة إنّ “الاقتراح الجديد يتضمن وجوداً إسرائيلياً أقل في المحور، لكن التفاصيل الرئيسة لا تزال في حاجة إلى الاتفاق بشأنها بصورة نهائية”.

وكانت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلت، عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على الاجتماع، الذي تمّ بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قوله إنّ “الأميركيين لم يرفضوا المنطق الاستراتيجي الإسرائيلي”.

وأكد المسؤول عدم قدرة “إسرائيل” على الخروج من محور فيلادلفيا، بصورة كاملة، لأنه “لا يمكننا التأكّد من قدرتنا على العودة” إذا لزم الأمر بسبب الضغوط الدولية.

وأضاف أنّ الولايات المتحدة “تقبل النهج الإسرائيلي فيما يتعلق بمنطقة محور فيلادلفيا”، وستستمر الجهود، هذا الأسبوع، من أجل لتوصل إلى حل يحمي المصالح الأمنية الإسرائيلية.

“مواجهة شاملة”

في السياق، قال أحد المسؤولين المطلعين على موقف إسرائيل في المفاوضات الجارية: “لا نعرف ما إذا كان زعيم حماس يحيى السنوار يريد هذه الصفقة، لكن إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فهناك احتمال أن تهاجم إيران ما قد يؤدي إلى مواجهة شاملة”.

وكان نتنياهو أكد أمس أن بلاده لن تتخلى عن السيطرة على معبر رفح الحدودي مع مصر ومحور فيلادلفيا (صلاح الدين) فضلا عن نيتساريم الذي يقسم غزة شمالاً وجنوباً، بعد أن أعلن بلينكن سابقا أن تل أبيب وافقت على المقترح الأميركي المعدل.

بينما رأى مسؤول أميركي كبير رافق بلينكن في جولته بالشرق الأوسط، أن “تصريحات نتنياهو المتشددة هذه ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، وفق ما نقلت فرانس برس.

أما “حماس” فاعتبرت أن الإدارة الأميركية خضعت للشروط الإسرائيلية، مؤكدة في بيان أن المقترح المطروح حالياً مختلف تماما عما عرض عليها في الثاني من تموز/ يوليو الماضي، ومغاير للخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر أيار/ مايو الماضي وأيدها مجلس الأمن الدولي.

يذكر أنه إلى جانب مسألة السيطرة على تلك المعابر والمحاور، تتمسك “إسرائيل” بفرض رقابة وعمليات تفتيش على عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، فضلا عن وضعها فيتو على عدد من أسماء الأسرى الذين تطالب “حماس” بإطلاق سراحهم.

فيما ترفض الحركة الفلسطينية تلك الشروط، وتتشبث بمطلب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف النار الدائم.

مقالات ذات صلة