توقع علماء أن تقفز بين البشر أوبئة جديدة على غرار وباء فيروس كورونا، مع تداول المخاوف من انتشار فيروس “ماربورغ”، ووباء “إكس بي بي.5.1″، ما دفع بعضهم للمطالبة بوضع معاهدة “لمنع انتشار الأوبئة”، على غرار معاهدة “منع انتشار الأسلحة النووية”.
ويحدد خبيران متخصصان في علوم الأوبئة ملامح الأوبئة القادمة، وكيف يمكن للعالم الحد من انتشارها، وعدم تكرار خسائر وباء فيروس “كورونا” الفادحة.بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”
وعقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعا عاجلا،في شباط/فبراير الماضي، بشأن فيروس “ماربورغ”، المعروف بـ”المرض الفتاك”، الذي يقتل 90 بالمئة من المصابين به، بعدما أعلنت غينيا الاستوائية أول تفشٍّ للمرض بها، ووفاة ما لا يقل عن 9 أشخاص.
وثار الحديث في كانون الأول /يناير، حول مستقبل انتشار “إكس بي بي.5.1” المتحور عن “أوميكرون كوفيد”، المتحور بدوره من سلالة متحورات عن فيروس كورونا، بعد ظهور حالات مصابة به في بريطانيا.
ملامح الوباء القادم
يرجح أستاذ المناعة في جامعة أكسفورد بإنجلترا، وعضو فريق تطوير لقاح إسترازينيكا، أحمد سالمان، ظهور “وباء جديد” قريبا، مرجعا توقعه إلى:
_ طبيعة وأسلوب الحياة الحالي.
_التعامل مع الحياة البرية بصورة خاطئة.
_ سرعة التنقل والسفر.
يستهدف الجهاز التنفسي
وعن طبيعة هذا الوباء، ينتظر سالمان أن يكون “تنفسيا” على غرار كورونا والإنفلونزا بأنواعها، مستندا إلى وقائع حدثت العشرين عاما الماضية بظهور 3 أمراض تنفسية وهي: إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير، الإنفلونزا الموسمية الشديدة.
هذه الأنواع من الأوبئة يصعب السيطرة عليها، لأنها تنتشر بالتنفس، كما يوضح عضو فريق تطوير لقاح آسترازينيكا.
25 فيروسا خطيرا
يتحدث الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد في القاهرة، عن وجود ٢٥ فيروسا خطيرا يمكن أن يؤدي أي منها لظهور “وباء جديد”.
في حين يرجح “ظهور جائحة جديدة” سببها فيروس من عائلة كورونا وتحوراتها، والتي تسببت سابقا في 3 أوبئة، هي:
_الالتهاب الرئوي الحاد “سارس” عام 2003، بدأ من جنوب شرق آسيا وانتشر لبقية العالم.
_المتلازمة التنفسية للشرق الأوسط 2012، وكان عدد الإصابات محدودا لكن نسبة الوفيات 30 بالمئة.
_كوفيد-19: ظهر في وهان بالصين 2019، وانتشر للعالم، مصيبا ملايين الأشخاص، وقتل 7 ملايين شخص حسب البيانات المعلنة.
كيف يستعد العالم لـ”الوباء”؟
استفادة من تجربة التعامل مع فيروس كورونا، يحدد أحمد سالمان الوسائل اللازمة للحد من انتشار وآثار أي وباء جديد، ومنها:
_تأسيس مراكز علمية للكشف عن الفيروس بشكل مبكر ومعرفة تركيبه الجيني لسرعة إنتاج لقاح أو علاج.
_التجهيز لتصنيع اللقاح على نطاق واسع.
_ الاستثمار في البحث العلمي.
_ التعاون بين الجهات الرقابية على مستوى العالم.
_التنسيق مع المنظمات العالمية لنشر الوعي للسيطرة على الوباء قبل الانتشار.
أشبه بـ”تهديد نووي”
وبحسب عز العرب، فإن خطورة تهديد الفيروسات المسببة للأوبئة “تماثل الأسلحة النووية”، مستشهدا بتجربة فيروس كورونا وضحاياه.
ويلفت إلى أنه خلال العام القادم سيتم وضع آلية دولية لمواجهة “التهديد الفيروسي”، يتم اعتمادها من الأمم المتحدة، وتتضمن التصور التالي:
_كيفية التعاون بين الدول.
_ إلزام كل دولة بالإعلان الفوري عند أي مرض “غامض” أو متحور لمرض معروف.
معاهدة منع انتشار الأوبئة
ما سبق ليس كافيا، وعلى هذا يطالب عز بالعرب بوضع “معاهدة منع انتشار الأوبئة”، وتأسيس وكالة تختص بذلك، يكون لها الحق في التنقل، والكشف عن الفيروسات في كافل المعامل بجميع الدول.
كما يرجع هذا إلى أنه حتى الآن لم يتم التوصل لمكان منشأ “كوفيد-١٩”، ولا السبب الأساسي لظهوره.
ومنذ ظهور “كوفيد- 19” (كورونا)، تتبادل واشنطن وبكين اتهامات بأنها وراء انتشاره.