الأربعاء, فبراير 5, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباروثائق استخباراتية تكشف الساعات الأخيرة قبل سقوط الأسد

وثائق استخباراتية تكشف الساعات الأخيرة قبل سقوط الأسد

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن وثائق استخباراتية سرية، توضح كيف واجه جهاز الاستخبارات التابع للنظام السوري المخلوع صعوبة في التعامل مع التطورات الميدانية المتسارعة، وسط التقدم السريع لقوات المعارضة.

ووفقا للصحيفة، وصل تقرير استخباراتي مكون من خمس صفحات إلى مكاتب ضباط الاستخبارات العسكرية في دمشق، بعد أيام فقط من خسارة الجيش السوري السابق معركة حلب لصالح قوات المعارضة.

وأظهرت الوثائق أن قوات النخبة التي تم إرسالها لتعزيز دفاعات المدينة اضطرت للانسحاب، في حين انسحب الجيش بطريقة “جنونية”، وفرّ الجنود بشكل “هستيري”، تاركين خلفهم أسلحة ومركبات عسكرية.

وأوضحت الصحيفة أن مراسليها عثروا على آلاف الوثائق الاستخباراتية السرية في أحد المباني خلال كانون الأول/ديسمبر الماضي، والتي وثّقت الانهيار السريع للنظام الذي حكم سوريا بقبضة من حديد لعقود.

وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن النظام السابق حاول عبر تصريحاته الرسمية التقليل من حجم المكاسب التي حققتها المعارضة، إلا أن الاتصالات الداخلية بين القوات الموالية للأسد عكست حالة من الذعر المتزايد.

الساعات الأخيرة

وكشفت الوثائق أن جهاز الاستخبارات حذر من أن مقاتلي المعارضة سيتنكرون في زي قوات النظام، حاملين صور الأسد ورافعين علم سوريا لخداع القوات الحكومية.

كما تصاعدت المخاوف داخل النظام من تدخل عسكري خارجي في ظل تراجع السيطرة على الأرض.

وفي تقرير استخباراتي صدر في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، تم التحذير من “وجود اتصالات بين الجماعات المسلحة في شمال سوريا وخلايا نائمة في المنطقة الجنوبية ومحيط دمشق”، وهو ما استدعى تشديد الإجراءات الأمنية والمراقبة.

ومع استمرار تقدم قوات المعارضة، اقترحت تقارير استخباراتية أن يشن الجيش السوري هجوما مفاجئا على مؤخرة قوات “هيئة تحرير الشام” في إدلب، في محاولة لإحداث فوضى تخفف الضغط عن قوات النظام في حماة، لكن هذه الخطوة لم تُنفذ، وفق الصحيفة.

ومع اشتداد الضغط على قوات النظام، ركّزت أجهزة الاستخبارات بشكل متزايد على تأمين العاصمة دمشق، حيث أبلغ أحد فروع الاستخبارات عن انتقال عدد من الأشخاص من مناطق المعارضة شمالا إلى ضواحي دمشق، محذرا من إمكانية تشكيلهم خلايا نائمة.

كما أظهرت وثيقة أخرى أن “هيئة تحرير الشام” أصدرت أوامر لحلفائها في ريف دمشق للاستعداد لأي تحرك محتمل.

وكشفت إحدى الوثائق، التي تعود إلى 5 كانون الأول/ديسمبر، أن مخبرا من الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة، والمتمركزة بالقرب من الحدود الأردنية، أبلغ استخبارات النظام بأن واشنطن أمرت هذه الجماعات بالتقدم نحو ريف درعا الشرقي ومدينة تدمر.

وفي ظل اقتراب قوات المعارضة من دمشق، تلقت الاستخبارات تقارير مكثفة حول أماكن وجود مقاتلي المعارضة، حيث زُعم أن 20 مقاتلا ودبابتين كانوا متمركزين في مزرعة دواجن، في حين أفاد تقرير آخر بأن “هيئة تحرير الشام” تستخدم كهفا في ريف إدلب كقاعدة لها.

ووفقا لـ “وول ستريت جورنال”، توقعت إحدى الوثائق أن تصل قوات المعارضة إلى ضواحي دمشق في غضون يومين، وأن يتم الاستيلاء على سجن صيدنايا، وهو ما تحقق لاحقا، حيث اقتحمت المعارضة السجن وأطلقت سراح المعتقلين، في أعقاب فرار الأسد من البلاد.

وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولي جهاز الاستخبارات ظلوا مخلصين للنظام حتى اللحظة الأخيرة، فقد جاء في آخر سطر من آخر وثيقة تم العثور عليها “للمراجعة والقيام بما يلزم”.

مقالات ذات صلة