الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسورياوزارة الأوقاف تهاجم مفتي الجمهورية عبر "المجلس العلمي الفقهي": "تفاسيره منحرفة وغريبة...

وزارة الأوقاف تهاجم مفتي الجمهورية عبر “المجلس العلمي الفقهي”: “تفاسيره منحرفة وغريبة وتشق الصف”

أصدر المجلس العلمي الفقهي بدمشق بياناً رد فيه بلهجة حادة وحاسمة على الحديث المنسوب لمفتي الجمهورية، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، فيما اعتبرها “تفسيراً مغلوطاً ومنحرفاً”من قبله لسورة التين من القرآن الكريم.

هاشتاغ-خاص

وكان المفتي حسون قال في فيديو نشر له خلال عزاء الفنان الراحل صباح فخري إن خريطة ‎سورية مذكورة في القرآن الكريم بسورة التين.

وخلال كلمته تساءل المفتي حسون “وين خريطة سورية بالقرآن الكريم؟” ليجيب “موجودة بسورة منقرأها كتير بصلاتنا وهي (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿۱﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿۲﴾ وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿۳﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)”.

وأضاف “لقد خلقنا الإنسان في هذه البلاد في أحسن تقويم، فإذا تركها رددناه أسفل سافلين”، ويقصد بذلك اللاجئين خارج سورية.

وتابع “ثم يكمل (الله) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات (في هذا الأرض) فلهم أجر غير ممنون، أي الذين بقوا في سورية”.

وفُسّرت تصريحات المفتي حسون على أنها تقصد السوريين اللاجئين في الخارج، حيث وجه حديثه إليهم قائلاً “عودوا إلى بلادكم.. في الخارج لن تجدوا من يصلي عليكم”.

وتعقيباً على هذا الحديث، استنكر المجلس العلمي الفقهي (ومقره دمشق) تفسيرات المفتي حسون، وقال في بيانه الذي أصدره خصيصاً لتفنيد ما قاله حسون إنه “استجابةً للتساؤلات الكثيرة التي وردت إلى المجلس العلمي الفقهي حول ماتداولته بعض المواقع من تفسير مغلوط لسورة التين من القرآن الكريم فإنّ المجلس أصدر بيانه الذي جاء فيه إن الله سبحانه وتعالى قال: (ولقد كرّمنا بني آدم)، وقال رسول الله (ص): (يا أيها الناس إنّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدمُ من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى).

وأضاف البيان أن “الله سبحانه وتعالى تكفّل بحفظ القرآن الكريم، وائتمن العلماء الراسخين في العلم على تفسيره، وحذر سبحانه من خلط التفسير بالأهواء والمصالح البشرية، فقال جلَ شأنه :(يحرفون الكلم عن مواضعه)، أي: على حسب أهوائهم ومصالحهم”.

ولذلك، وفقاً للبيان “أكّد علماء الأمة الأثبات عبر أجيالها على المنهج العلمي في التفسير الذي يعتمد أصولاً دقيقة كتفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة، والتفسير على وفق قواعد اللغة العربية: (إنّا أنزلناه قرآناً عربياً) ووفق قواعد التفسير التي يعرفها أهل الاختصاص”.

وأوضح بيان المجلس العلمي الفقهي أنه “لم يتجرأ أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على تفسير القرآن برأيه، وإن التفسير بالرأي المنهي عنه هو التفسير وفق الأهواء والأغراض وليس غلقاً لباب التفكر والتدبر في آيات الله” .

وحول الآية الكريمة التي ذكرها المفتي حسون، يقول البيان إن المقطع المنسوب للمفتي يحرّف تفسير قول الله: (والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ويخرجه عن تفسيره الصحيح.

ولفت البيان إلى أنه “إن المفسرين أجمعوا فيما ذكروه من تفسير الآيات أن الله تعالى يقسم بكل عظيم، ومنه ما خلق للإنسان مما ينفعه ويصلح حياته، وما جعل في التين والزيتون من نفع عظيم، ثم أقسم بالبقاع المقدسة، ثم بيّن سبحانه أنه خلق الإنسان الذي هو المحور الأساسيُّ في الكون في أحسن تقويم، والمقصود به كل إنسان، وليس إنساناً مخصوصاً بعينه في زمان ما أو مكان ما؛ معتبراً أن هذا التفسير هو “عصبية مقيتة حذّر الإسلام منها ونهى عنها”.

وتابع: تحدَّث سبحانه عن أطوار الإنسان وردِّه إلى (أسفل سافلين) والذي عبّر عنه في آيات أخرى بـ: (أرذل العمر )؛ للضعف الذي يصيبه بعد القوة والكمال، أو بمعنى أن الإنسان يحط من مرتبته القويمة إلى أسفل سافلين عندما يخالف أوامر الله ويعرض عنها، وهذا حال يصيب كل إنسان في كل مكان وفي كل زمان، ولا علاقة له ببلاد الشام أو غيرها من المسميات القطرية التي تتغير من زمان لآخر، مشيراً إلى أن “تفسير إعجاز الخلق بهذا المفهوم الضيق بعدٌ عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة، وهو كلام لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، كما أنه إقحام للدِّين في إطار إقليمي ضيق”.

وأشار المجلس العلمي الفقهي إلى أنه ” إذ يستشعر مسؤوليته تجاه تفسير القرآن الكريم تفسيراً صحيحاً، وعدم التلاعب بمعاني القرآن، يؤكد على ضرورة التمسك بالثوابت، وعدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة التي لا تسعفها لغةٌ، ولا يقرُّها منطق أو برهان، والتي تخرق إجماع الأمة، وتكون سبباً في تفريق شملها وتساهم في شق صفّها ووحدة كلمتها”.

وأما فضل بلاد الشام، فيقول البيان أنه “معروف تثبته الكثير من الآيات والأحاديث الواضحة الصريحة ولا حاجة في إثباته لمثل هذه التحريفات ولي أعناق الآيات ، ولقد ألَّف كثير من العلماء كتباً عديدة في فضائل بلاد الشام، ومنهم السمعانيّ والربعيّ والحافظ ابن عبدالهادي المقدسي وابن رجب الحنبلي والسيوطي وغيرهم، ويكفينا قوله عليه الصلاة والسلام:(بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فعُمِدَ به إلى الشام، ألا وإنّ الإيمان حين تقع الفتن بالشام)، وقوله:( إن الله قد تكفّل لي بالشام وأهله).

وذكِّرُ المجلس العلمي الفقهي بأن “منهج التفسير بالأغراض الشخصية أدى إلى ظهور التطرف في تفسيره من جهة أخرى؛ لأن منهج المتطرفين والتكفيريين إنما يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية، لذلك وجب التنويه إلى مخاطر مثل هذه التفاسير المنحرفة” .

عن المجلس العلمي الفقهي..
ويعتبر المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف تجمعاً لكبار علماء الدين، حيث يعتمد على مرجعية فكر علماء بلاد الشام بدلاً من الدول الأخرى، ويضم علماء من كافة المذاهب الإسلامية، و ممثلين من الطوائف المسيحية يسميهم البطاركة ويدعو إلى نبذ التعصب والطائفية.

وتشكّل المجلس العلمي الفقهي بموجب المادة الخامسة من القانون 31 للعام 2018 ويرأسه وزير الأوقاف، محمد عبد الستار السيد.

وينص القانون 31 الذي أصدره الرئيس بشار الأسد بدلاً عن قانون سابق يعود للعام 1961، على تحديد فترة ولاية مفتي الجمهورية بثلاث سنوات قابلة للتمديد، بناءً على مقترح وزير الأوقاف، فيما اعتبر أنه توسيع لصلاحيات وزير الأوقاف على حساب مفتي الجمهورية، الذي كان رئيس الجمهورية هو من يعينه من دون تحديد مدة ولايته.

ومنح القانون صلاحيات واسعة لوزير الأوقاف، إذ اعتبره “الممثل الشرعي والقانوني للأوقاف الإسلامية في سورية”، وهو المشرف على المدارس والمعاهد الشرعية ويرأس “المجلس العلمي الفقهي” و”مجلس الأوقاف المركزي”.

وتجدر الإشارة إلى أن المفتي أحمد بدر الدين حسون يشغل منصب مفتي الجمهورية منذ العام 2004.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة