طلب وزير الزراعة حسان قطنا من الجانب العراقي تخصيص المنتجات الزراعية السورية وخاصة الحمضيات ببعض الميزات التفضيلية، ما يمكّنها من المنافسة بشكل أكبر في السوق العراقية، ويحد من الخسائر التي يتعرض لها المزارعون السوريون.
وقال قطنا إنه ورغم الإجراءات التي قامت بها الحكومة السورية من إلغاء الرسوم وتخفيض السعر الاسترشادي لشحنة الحمضيات إلى 2000 دولار بدل 8000 دولار، لتعزيز لتسويق إلى العراق، إلا أن كميات التصدير انخفضت بشكل كبير بين العام الحالي والعام السابق.
جاء هذا خلال بحث وزير الزراعة السوري مع نظيريه العراقي محمد الخفاجي واللبناني عباس حاج حسن، مشكلة التبادل التجاري ونقل المنتجات الزراعية على هامش أعمال الدورة (36) للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ” الفاو“.
وقد وجه الوزير العراقي المعنيين للتواصل مع هيئة المنافذ الحدودية العراقية من أجل التوصل إلى قرار فيما يخص الصادرات الزراعية السورية وفق الميزات التفضيلية الممنوحة، وإجراء دراسة لأسواق الجملة والصعوبات التي تعيق وصول المنتج السوري للسوق العراقية.
وأشار الوزير خفاجي إلى أهمية تنظيم تبادل المنتجات الزراعية بما يحافظ على المنتجات المحلية في البلدين، وضرورة إيجاد نظام الإنذار المبكر للأمراض العابرة للحدود، ودعا الجانب السوري إلى الاطلاع على تجربة جمعية منتجي الدواجن في العراق للاستفادة منها.
وجاء اللقاء على هامش أعمال الدورة 36 للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الذي ينعقد اليوم في العاصمة العراقية بغداد بمشاركة 30 دولة، تحت عنوان “التعافي ومعاودة التشغيل”.
وكان موضوع التبادل التجاري وخاصة الحمضيات على طاولة مباحثات بين قطنا ووزير التجارة العراقي علاء أحمد الجبوري يوم أمس، وخلال اللقاء شدد قطنا على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه تبادل المنتجات الزراعية وأسباب انخفاض صادرات الحمضيات السورية إلى العراق، ومشاكل النقل والتسويق، والصعوبات والتكلفة على الحدود، إضافةً إلى ارتفاع تكاليف التخليص والنقل داخل الأراضي العراقية.
وقال الوزير العراقي إن ذلك يحتاج موافقة من المجلس الوزاري الاقتصادي، إلا أنه أكد على ضرورة طرحه ومعالجته، وأشار إلى ضرورة إقامة معرض للمنتجات السورية في الموصل من أجل تحفيز دخول البضائع السورية بمختلف أشكالها إلى السوق العراقية وأشاد بجودة تلك المنتجات.
وكان الوزير السوري التقى نظيره اللبناني عباس حاج حسن وبحث معه تطوير التعاون وتأطيره من خلال اتفاقيات التعاون الموقعة بين وزارتي الزراعة في البلدين.
وقال قطنا إن الوقت أصبح مناسباً لمراجعة تلك الاتفاقيات وتطويرها، خاصةً في ظل التغيرات المناخية وضرورة مواجهة أثرها على القطاع الزراعي في البلدين.
بينما أشار حاج حسن إلى أن الحكومة اللبنانية عازمة على فتح العلاقات مع جميع الدول العربية، ودعا إلى عقد اجتماع زراعي خماسي يضم العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن في دمشق، وأشار إلى أهمية التعاون المشترك في مجال تبادل المنتجات الزراعية وتسهيل آليات تسويقيها ومعالجة المشاكل التي تواجه شحن المنتجات الزراعية/الترانزيت.
يذكر أن قطنا التقى عددا من تجار سوق “علوة الرشيد” (سوق جملة للخضار والفواكه)، في بغداد للاطلاع على المنتجات الزراعية المصدرة من سوريا إلى العراق، وعلى واقع منتجات الحمضيات السورية المستوردة إلى السوق العراق.
وقال قطنا المنتج الرئيسي المستورد من سورية في هذا الوقت من العام هو الحمضيات والرمان، كما تبين وجود حمضيات مستوردة من كل من تركيا وإيران ومصر والباكستان وسورية إضافة إلى منتجات عراقية محلية من منطقة ديالا، بينما الحمضيات السورية هي الأقل في السوق على الرغم من أنها مرغوبة أكثر من قبل المستهلك العراقي حسب ما أفاد به التجار، وأشار الوزير السوري إلى أن هناك صعوبات لوجستية في وصول الحمضيات السورية إلى العراق وهو ما يرفع تكلفة النقل من سوريا على الرغم من قرب المسافة بينها والعراق.