عقد وزير الصحة السوري، الدكتور حسن الغباش مؤتمراً صحفياً حول عمليات الاستجابة والإسعاف والإنقاذ جراء الزلزال الذي أصاب سوريا مؤخراً أكد فيه أن الكارثة واسعة وكبيرة، والتحدي كبير.
وقال الغباش:” خلال لحظات كان هناك مئات الضحايا وآلاف الإصابات”.
وأشار إلى أنه بعد توجيه الرئيس السوري بشار الأسد تم توزيع المهام على الوزارات المعنية، وتفعيل غرفة الطوارئ في وزارة الصحة لتنسيق الاستجابة بين مديريات الإدارة المركزية في وزارة الصحة ومديريات الصحة في المحافظات حيث تم إرسال وإدارة حركة القوافل الطبية التي تتضمن سيارات إسعاف وعيادات متنقلة وشاحنات إمداد.
وأضاف الوزير بأن عدد ضحايا الزلزال المدمّر بلغ 1,347 وفاة وعدد المصابين 2,295 مصاباًز
وأكد أن جميعهم تلقوا مختلف أنواع العلاجات من البسيطة إلى المتوسطة حتى التدخلات الجراحية المعقدة، بالإضافة إلى التدخلات النفسية.
استيعاب الصدمة
وأشار الغباش إلى أن المنظومة الصحية والطبية الوطنية استطاعت استيعاب الصدمة منذ اللحظات الأولى وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية ولم يكن هناك مواطن بحاجة للمساعدة الطبية إلا وحصل عليها.
كما تمت إدارة الموارد البشرية والمادية بشكل لحظي، بما يضمن الاستجابة العاجلة والآمنة لآثار الزلزال المدمر.
في حين تم تحريك الموارد البشرية والمادية والمالية نحو المناطق المتضررة خلال ساعات قليلة وهذا ما سمح للقطاع الوطني الصحي بالتعامل السريع والمسؤول مع ضحايا الزلزال.
بأقصى طاقة
وأوضح الوزير السوري أن المشافي والمراكز الصحية لا تزال تعمل بأقصى طاقتها وعلى مدار الساعة لتقديم الخدمات الطبية لكافة المحتاجين ووفق أفضل الظروف الممكنة.
وأشار إلى أنه من أبرز الأولويات والتحديات الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية في مراكز الإيواء، والتحدي الآخر بالتوازي مع الاستجابة الحالية يتم الاستعداد لأي طارئ.
وقال إنه “بالرغم من العقوبات الغربية والأمريكية المفروضة على الشعب السوري والتي تعيق حتى التحويلات المالية المرتبطة بالتوريدات إلا أنا استطعنا تلبية الاحتياجات المتزايدة وخاصة في ظل هذه الكارثة”.
تعويض وتصميم
وبيّن أنه يتم تعويض النقص الحاصل نتيجة العقوبات الغربية من خلال تضافر جميع جهود المؤسسات الحكومية مع مؤسسات القطاع الخاص والنقابات المهنية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع الأهل.
ولفت إلى أنه وردت مئات الاتصالات والطلبات من أطباء اختصاصيين داخل سوريا وخارجها للمشاركة في الاستجابة.
وقال الغباش: “مصممون على تقديم الخدمات للمواطنين السوريين رغم كل الظروف والتحديات واستطاعت الدولة السورية النجاح إلى حد كبير في ذلك”.
جهود جبارة
ونوّه إلى الجهود الجبارة التي بذلتها الفرق الطبية التابعة للجيش والقوات المسلحة السورية سواء في الإنقاذ أو في المشافي العسكرية والتي وقفت إلى جانب القطاع الطبي المدني وكان لمساهمتها دور إيجابي كبير في الاستجابة للمتطلبات الإغاثية والعلاجية.
ودعا الوزير الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من منظمات دولية حكومية وغير حكومية لمد يد العون في مواجهة الكارثة الإنسانية ولاسيما فيما يتعلق بتوفير التجهيزات الطبية والمستلزمات والأدوية لإنقاذ المتضررين من هذه الكارثة الإنسانية.
وبيّن أنّ وزارة الصحة تقوم بالإعلان عن الاحتياجات وفق قوائم يتم تعميمها عن طريق المنظمات الدولية.
كذلك عن طريق اللجنة العليا للإغاثة ووزارة الخارجية والمغتربين، لافتا إلى أن حجم الكارثة كبير وتداعياتها ستكون طويلة الأمد.
وأشاد الوزير بالعمل البطولي للمتطوعين في عمليات الإغاثة، لافتاً إلى أن الأولوية حالياً لرفع الأنقاض والمساعدة في إنقاذ الأرواح.
دول شقيقة وصديقة
كما أضاف وزير الصحة السوري: “نتقدم بالشكر الجزيل لكافة الدول الشقيقة والصديقة العراق والإمارات ولبنان ومصر والأردن وسلطنة عمان والجزائر وتونس وليبيا وروسيا وإيران وفنزويلا وباكستان والهند التي قدمت مساعدات طبية وصحية”.
وتابع “وصلت كميات من الأدوية من الدول الصديقة والشقيقة، وبعض التجهيزات المنقذة للحياة، ونحن بانتظار وصول المزيد منه، كما نشكر كافة الفرق الطبية والإنقاذية التي وصلت.