كشف وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا قد تبدأ بتدريب وتجهيز إرهابيي ما يسمى المعارضة المعتدلة في سورية قبل شهر آذار المقبل وذلك في خطوة جديدة توضح التقاء المصالح الاستعمارية والتخريبية بين النظام التركي والولايات المتحدة التي ابتدعت تسمية “المعارضة المعتدلة” في محاولة منها لإخفاء حقيقة هؤلاء الإرهابيين وايجاد ذرائع مستمرة لتمويلهم وتسليحهم.
جاء ذلك بعد أن توصل المسؤولون الأتراك والأمريكيون في وقت سابق إلى تفاهم حول برنامج تدريب وتجهيز ما يسمى المعارضة المعتدلة على الأراضي التركية بعد أن وافقت أنقرة على تدريب الفين من هؤلاء الإرهابيين بمساعدة عسكرية أمريكية لتنتقل تركيا بهذه الخطوة من المرحلة الأولى لعملياتها في تمويل وتسليح الإرهابيين الذين يتسللون عبر أراضيها إلى سورية لمرحلة أكثر تقدما تتمثل في دعم هؤلاء وتدريبهم بشكل علني.
وفي تصريح صحفي أدلى به في القصر الرئاسي بأنقرة ونقلته رويترز أعلن جاويش أوغلو أن تركيا قد تبدأ بعمليات تدريب وتجهيز من سماهم مقاتلي المعارضة المعتدلين قبل آذار المقبل مشيراً إلى أن الإطار العام لبرنامج تدريب هؤلاء الارهابيين وتجهيزهم جرى تحديده.
وتأتي الخطوة التركية الجديدة استكمالا للدعم اللوجستي والمادي الذي دأب نظام اردوغان منذ بدء الأزمة في سورية على تقديمه للإرهابيين المتدفقين من أكثر من 80 دولة حول العالم إلى سورية لبث القتل والدمار فيها وفي إطار العلاقات التركية الأمريكية القائمة على المصالح الاستعمارية والتخريبية المشتركة.
وكشفت تقارير صحفية سابقة أن النظام التركي وافق في تشرين الأول الماضي على تدريب الإرهابيين الذين تسميهم واشنطن معارضة معتدلة في معسكرات على أراضيه تحت الذريعة التي تتحجج بها الولايات المتحدة دائما بشان مواجهة تنظيم داعش الإرهابي الذي تدعمه تركيا ويشكل “حليفا” لها في سورية والعراق.
وكان قادة عسكريون أتراك متقاعدون حذروا سابقا من برنامج تدريب وتجهيز ما يسمى المعارضة المعتدلة في سورية على الأراضي التركية مؤكدين أن البرنامج سيحول تركيا إلى دولة داعمة للإرهاب وسيجر البلاد إلى مستنقع جراء املاءات الولايات المتحدة وضغطها.