هاشتاغ سوريا- رأي وسام كنعان
لا أحد يعرف ما حال المواطن السوري؟! كأنّ أمّه فطمته على النكد! لا يعجبه العجب. مهما غنّجته السلطة في بلاده، تبّلته و شوته على نار هادئة، وأعادت تبريده بالماء والثلج والبرد، ثم مجدداً قلته بالزيت البلدي المغلي، يبقى مجافياً للاسترخاء. مخلوق من نكران هذا المواطن الأرعن خاصة بوجه حكومته! حتى الفتح الأسطوري الذي ابتدعته له هذه الحكومة الفقيرة بكل شيئ، وأسمته بطاقة ذكيّة لم تفتح له عينه! لم يرقه أن يقف معتزّا بنفسه، مستذكراً مشوار حياته المتخم بالخذلان، وهو يستّل بطاقته و «يترمدح» على الدور نصف عمر بأكمله! تماماً كما يسحب المواطن الخليجي مثلا بطاقته المصرفية، ويسحب نقوده، دون أن يعرف كم هو راتبه بالضبط! طبعاً الفرق بأننا شعب الصمود والتحدّي، نملك الكرامة والعنفوان! نموت مثل الشجر واقفين على دور الخبز ، مثلما حصل على أحد أفران «باب سريجة» قبل أيام! هل هناك كرامة أكثر من ذلك! مَن مِن الشعوب العربية يملك هذه المكرمة الكبيرة؟! طيبّ دعكم من ذلك، ترى من اصطفاه الخالق، وهيأت له الأقدار أن يسمع النجم الراحل عبد الرحمن آل رشي، وهو يهدر كالوعيد الصادق: «أنا سوري آه يا نيّالي» هل هناك شعب عربي عرف هذه الأنفة وذاك الاعتداد؟! شعب الصمود والتصدي نحن! افتح عينك وكبّر قلبك «ولااااك»! ألا تذكر أيها السوري حضور مدرّس التربية العسكرية، ولازمته المفتاحية في كلّ صباح «اعتزّ بنفسك يا حيوان» وهو يخاطب طفلاً عمره 12 سنة؟! فعلاً غريب حال المواطن السوري محترف الشكوى، وشاغل الكوكب بمتطلباته الغريبة! يريد خبز، وبنزين، ومازوت، وكهرباء… وفوق كل ذلك غاز أيضاً! يريد أن يعيش ببيت، يطمع بأن يمتلك في الريف القصي، بعد أن يفني شبابه في بيوت الأجرة ضمن عشوائيات المدينة! يشكو ليل نهار، رغم اعتقاده وإيمانه الوثيق، بأن الشكوى لغير الله مذلّة، وهو من اخترعنا هتاف «الموت ولا المذلّة» وندم مداد البحر، وعدد حبّات الرمل، لكن لا أحد يقبل توبته! امتحننا الله وربح من هاجر! نحن العالقون هنا خسرنا صحيح، لكن كسبنا كل عروض سرياتيل وباقات MTN ومسابقات قناة «سوريا دراما»! مساكين من هاجروا كيف يمضون أيّامهم بدون إعلانات المحطّات السورية الرسمية، عن الأعراس الديمقراطية التي نشهدها كل «حين ومين» حتى النقلة النوعية في تحويل «نقابة الفنانين» لثكنة على يد رئيس الكركون «أبو جودت» أي النجم الكبير زهير رمضان لم تعجب المواطن؟! أيضاً لا يستسيغ أن تلتقط الأقمار الاصطناعية صور طوابيره على محطّات الوقود! غريب لا يريد أن يسير على خطى العالمية؟! ثم بعد كلّ ذلك عند أقّل براعة حكومية، أو سلوك عبقري من أحد الوزراء الذين منّ الله علينا بهم وصمدوا في بلادهم، ينفلت من كلّ ضبط وسيطرة، ويبدأ بالسب والشتم على الفيسبوك! امنعوا هذا الموقع اللعين عن هذا الشعب الجحود بحق حكومته الأصيلة! ألا يكفي بأنهم قرابة 30 وزيراً راسخون ثبات الصخر في جبال هذه البلاد -المحروقة طبعاً-! لم يهربوا كما فعل الشعب الطري، الذي لم يحتمل شلال دم يجري في الشوارع، ولم يهاجروا كما صار مع ملايين السوريين الذين جبنوا من مجرّد قذائف تلاحق مدارس أولادهم، ولم يبتئسوا وهم يشعلون شموعاً بدلاً من أن يلعنوا الظلامً أصلا، كلّهم عشر ساعات تقنين، كيف لا يتنعم المواطن ناكر الجميل ب 14 ساعة باقية من النور المشّع!