هاشتاغ سورية_ إيفين دوبا
كشفت مصادر خاصة لـ”هاشتاغ سورية” في محافظة الحسكة، عن أنباء حول التوصل لاتفاق يقضي بتخفيف الحصار على الحسكة والقامشلي، شمال شرقي سورية، بدءاً من عصر اليوم، بعد اتصالات مع “قسد” وتنسيق روسي_ أمريكي وأوعز لـ”قسد” بتطبيقه.
وأكدت المصادر، أن اجتماعات مكثفة عقدت في مدينة القامشلي خلال الساعات الماضية بين الجانب الروسي وعناصر في “قسد”، وتم خلالها التوصل إلى اتفاق مبدئي لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة في المدينتين.
وذكر كمال الجفا، المختص في الشؤون السياسية والعسكرية، في تصريح خاص لـ”هاشتاغ سورية”، أن “الاتفاق الذي تم التوصل إليه، ينص على فك الحصار عن المربعين الأمنيين الخاضعين للجيش السوري في الحسكة والقامشلي، مقابل فك الحصار عن مخيمات الشهباء والشيخ مقصود في حلب والخاضعتين لما يسمى الإدارة الذاتية من قبل الجيش السوري”.
ويقضي الاتفاق أيضاً، “بتحفيف الحواجز التي أقامتها قسد على مداخل المدن المحاصرة، وحرية حركة دخول المواطنين ودخول البضائع والمواد التموينية إلى تلك المدن”.
وحسب قول الجفا، فإن “كل ما عملت وتعمل به قسد ما هي إلا قرارات أمريكية، فقسد أضعف من أن تقوم بحصار أحياء لوحدها”، وهي غير قادرة على تحمل التبعات وحدها، “فلو حصلت أي ردات فعل عسكرية سورية سيكون هناك تدخل عسكري أمريكي إلى جانب قسد”، وكان هناك قرار فيما لو تطور الوضع هناك، وحاولت “قسد” اجتياح المربعات الأمنية، أو التضييق عليها، “كان هناك قرار روسي بالقصف، فقسد حاولت عبر الحصار التصعيد للذروة في محاولة لجر الأمريكي في صراع مباشر مع الروسي”.
وعبر اتصالات عدة قامت بها روسيا مع “قسد” فشل الكثير منها، تم اخيراً، التوصل إلى اتفاق مع “قسد”، والتي اشترطت لتنفيذ الاتفاق، كما يقول الجفا، “الكشف عن مصير مفقودين من القامشلي، وحرية التنقل العسكري للآليات العسكرية بين شرقي الفرات ومناطق الشهباء أو “عمليات الوصل” كما تسميها “قسد”.
وحسب قول المختص في الشؤون السياسية والعسكرية، فإن “الاتفاق لم يتطرق أبداً إلى موضوع حقول النفط، وأراضي القمح والقطن، التي تقع تحت سيطرة قسد”، مشيراً إلى أن “قسد تبيع كل يوم من 200 إلى 300 صهريج نفط لجبهة النصرة، في إدلب عن طريق معبر الغزاوي”.
ويتابع الجفا، “إن عملية عودة ضخ النفط وإمرار شحنات القمح والقطن كانت تتم منذ سيطرة قسد هناك، وهي تعد الدولة السورية زبوناً كأي زبون آخر”.
وخفف الجفا، من توقعات تراجع “قسد” عن الاتفاق خلال الأيام القادمة، وهذا الأمر “يرتبط بالتعليمات الأمريكية وتطور الأحداث، خاصةً بعد قرب التوصل إلى اتفاق وتهدئة بين إيران وأمريكا وقد يكون ضمن هذه التهدئة، تهدئة الاوضاع في سورية، فالإيراني يعد طرف أساسي في المناطق التي تدعي قسد أن الدولة السورية تحاصرها، مثل شمالي حلب ومناطق في عفرين”.
في وقت، ذكرت مصادر لـ” روسيا اليوم” استمرار الوضع على ما هو عليه في الشيخ مقصود ومخيمات الشهباء، إذ لا يزال ممثل الجانب الروسي في الاجتماع في الحسكة، إلا أنها أشارت إلى أن تلك المعطيات “قد تتغير خلال ساعات”.
هذا، وكانت محافظة الحسكة أعلنت بدء فك الحصار المستمر منذ نحو 20 يوماً وأكدت أيضاً أنه تم برعاية روسية، وبدأ الاتفاق برفع الحواجز وفتح الطريق الرئيسي، للسماح بالدخول والخروج.
وانطلقت دعوات لتنظيم وقفة احتجاجية جديدة اليوم أمام القصر العدلي في مدينة الحسكة، وفي حارة طي بمدينة القامشلي، لفك الحصار.
وكانت “قسد” تحاصر أحياء وسط مدينة الحسكة، وحيي طي، ومقاسم حلكو، وعدد من القرى في مدينة وريف القامشلي، الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والطحين والمحروقات وصهاريج المياه إليها.
وحمل شيوخ القبائل العربية في سورية “قسد” المسؤولية الكاملة عما سيترتب على استمرار الحصار للأحياء المدنية في المدينتين.