الجمعة, ديسمبر 13, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةيخترعون ما يبقيهم في نطاق النظافة الشخصية.. كيف يستحمّ السوريون؟

يخترعون ما يبقيهم في نطاق النظافة الشخصية.. كيف يستحمّ السوريون؟

هاشتاغ _ زينا صقر

تداول رواد التواصل الإجتماعي في سوريا، إعلان مفاده أن فتاة حولت حمام منزلها إلى حمام عام بسبب شح التيار الكهربائي و معاناة الناس بالاستحمام بمياه ساخنة وخصوصا في فصل الشتاء.

وجاء في الإعلان: قامت الشابة (هبة . م) سنة تانية كلية الأداب من سكان حي الانشاءات بطرطوس على تحويل الحمام الخاص بمنزلهم لمشروع، حيث وضعت تسعيرة للاستحمام بمياه ساخنة على الطاقة الشمسية كالآتي:
حمام نص ساعة 10.000 ليرة، حمام ساعة كاملة 15.000 ألف، حمام سوبر ديلوكس للمتزوجين 25.000، حسم خاص لحمام الاطفال 5000 ليرة، وحسم لطالبات المدارس والجامعات 5000 ليرة.

ويقول الإعلان إن الشامبو ماركة نورة، والصابون عسكري ذو رائحة فواحة و ليفة الاستحمام شخصية، بالاضافة لتقديم فنجان قهوة بعد الاستحمام.

الإعلان أثار سخرية وحفيظة الشارع السوري، وتساءل البعض، هل يعقل أن تصل الأوضاع ببعض السوريين أن يحولوا بيتوهم إلى حمامات سوق؟

“هاشتاغ” حاول أن يتواصل مع الفتاة إلا أن الكثير نفى أن يكون هذا الكلام صحيحا، و البعض من سكان حي الإنشاءات نفى نفيا قاطعا أن يكون هناك فتاة في الحي حولت منزلها إلى حمام للعامة.

وبصرف النظر عن صحة الإعلان أو تلفيقه، إلا أن الواقع الذي يعيشه السوريون اليوم من شح في كل شي، وخاصة مصادر الطاقة جعلهم يلجؤون إلى خيارات غريبة للحصول على حمّام ساخن.

كيف يستحم السوريون

تلجأ حلا هي وبعض زميلاتها في السكن الجامعي في اللاذقية، لاختراع جديد يسمى ب “وشيعة تسخين المياه”.

هذه الوشيعة تباع في محلات بيع المستلزمات الكهربائية، يتم وضعها في سطل الماء ثم وصلها بالكهرباء.

تقول حلا لهاشتاغ: ” نعم إنها طريقة خطرة نوعا ما، ولكن لا حلول أمامنا للاستحمام في السكن الجامعي إلا هذه الطريقة”.

وتضيف حلا أن “المياه الساخنة لا تأتي سوى مرة في الأسبوع، و هذا يجعلنا نعاني من الازدحام والتوقيت، لذلك لجأنا لحل الوشيعة”.

المسابح.. طريقة مستحدثة للحمام

تقول زينب ” أتت فكرة الذهاب الى المسبح الشتوي من أننا نذهب صيفاً للسباحة و بعدها نستحم هناك، و من هنا جاءت فكرة السباحة في المسبح الشتوي، و بعدها أستحم و أعود إلى المنزل.، و خصوصا أن المسبح قريب من منزلي”.

في السياق، تقول مديرة العلاقات العامة في مسبح الباسل، روان حكواتي، إن فكرة الحمام جاءت كفكرة مكملة للمركز الصحي الموجود في المسبح مسبقا، كالحمام المغربي، وأيضا كمكان بديل للأشخاص الذين يرغبون بالاستحمام في ظل الأوضاع الراهنة الصعبة.

وعن نسبة الإقبال أكدت حكواتي بأن “أهالي اللاذقية أحبوا فكرة الحمام بشكليه العادي والمغربي، وهناك إقبالا جيدا من قبلهم”، موضحة أن الأيام الأكثر برودة هي الأكثر إقبالا من قبل الناس.

وعند سؤالها عن تكاليف الحمام لفتت حكواتي إلى أن إدارة المسبح؛ وعلى الرغم من غلاء المحروقات التي هي أساس تشغيل المسبح الشتوي ككل في ظل انقطاع التيار الكهربائي، فإنها وضعت سعرا مقبولا وهو في متناول الجميع نسبياً.

مراكز التجميل توفر حمّاما للزبونات

ومع إعلان مركز للتجميل عن وجود حمام مغربي فيه، لجأت النساء للذهاب إلى هناك و الاستحمام فيه. تقول نايا بهذا الصدد” اخترت الذهاب إلى مركز التجميل لأخذ حمام مغربي، فهو مفيد يشعر المرء بالاسترخاء، كما أنني استغنيت عن فكرة الاستحمام في المنزل”.

و عن كلفة الحمام المغربي قالت نايا لهاشتاغ: “كلفة الحمام للشخص الواحد هي 40 الف ليرة سورية، يعتبر مكلف نعم ولكن بالمقابل أشعر بالراحة من فكرة تسخين المياه و خاصة في ظل شح الغاز وغلاء الجرة وهذا إن استطعنا الحصول عليها بالوقت المناسب”.

وتشير نايا إلى أنه ليس الجميع لديهم مدفأة مازوت أو حطب لتسخين طناجر للاستحمام، وهي الطريقة المتبعة في منزل ذويها.

توضح مديرة مركز التجميل لهاشتاغ، بأن فكرة الحمام في المركز جاءت من أن هناك قسم للواكس و الليزر والفتيات اللاتي يتعرضن لجلسات بحاجة لحمام بالمياه الساخنة.

وتابعت “الفتيات هن من اقترحن أن يكون هناك مكان للاستحمام بعد جلساتهن، لتوفير المياه في منازلهن للأطفال و كبار السن”.

وعن الكلفة تقول “تكلفة الشخص الواحد هي 25 ألف ليرة متضمنة الشامبو و البلسم، لمدة 45 دقيقة، بشرط جلب المنشفة والليفة الخاصة بكل فتاة، وذلك حرصا من المركز على السلامة الصحية”.

نوادي رياضية .. للاستحمام

بدوره يؤكد علي أنه اضطر للتسجيل بنادٍ رياضي كي بستحم بالدرجة الأولى، و بالدرجة الثانية لممارسة الرياصة.

يقول علي” التسجيل شهرياً يكلف مائة ألف ليرة سورية؛ هذا بالإضافة إلى المواصلات، حيث أن النادي الي يوفر المياه الساخنة يقع في منطقة بعيدة عن منزلي، ومع ذلك للتوفير عندما يكون الطقس معتدلا أذهب مشيا”.

ويتابع “نعم هو مكلف نوعاً ما، ولكن شعور المياه الساخنة والنظافة لا يضاهيه شعور آخر، فالمياه الباردة في المنزل لا تُحتمل “.

ويلفت علي إلى أنه “ضرب عصفورين بحجر واحد؛ من جهة الاستحمام، ومن جهة أخرى الاستفادة من التمرين في النادي”.

على مدافئ الحطب و المازوت

تقوم ماريا بتسخين طناجر مياه على مدفأة المازوت، فلم تجد حلول أخرى في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة “ليس بمقدوري التسجيل بنادٍ اشتراكه الشهري 100 الف، عدا عن تكاليف المواصلات، بالإضافة إلى الوقت الذي لا أملكه، فأنا أم ولديّ أطفال والتزامات منزلية”.

وتقول ماريا “تشجعنا على تركيب مدفأة المازوت من أجل الدفء والاستحمام معا و ليس الدفء فقط، فنحن لم نركبها إلا عندما ساءت التغذية الكهرباء إلى درجة ربع وصل و 5ونص قطع، فكان الحل أن نركبها لعدة استخدامات و ليس فقط الحصول على الدفء”.

أما مازن الذي أصيب بإنتان تنفسي، فيشرح لهاشتاغ معاناته التي بدأت مع شح المازوت و انقطاع الكهرباء الدائم، قائلا ” أسكن في ريف اللاذقية قرب بلدة صلنفة المعروفة ببردها القارس، كنا نستخدم المازوت للتدفئة، و لكن في السنتين الأخيرتين، عانينا من تأخر وصول رسالة تكامل، وليس لدينا القدرة المادية على شراء المازوت من السوق السوداء نظرا لغلاء سعره”.

ويضيف “فضلنا الانتقال إلى التدفئة على الحطب، خصوصا أن المادة متوفرة أكثر، وركّبنا المدفأة وأصبحنا نستخدمها للاستحمام والطبخ ولاحظنا أنها توفر غاز كثيرا”.

إلا أن مازن أصابته نزلة رئوية، ما جعله يبتعد عن غرفة المدفأة والتي قال له الأطباء إن دخانها أحد أسباب المرض الذي أصابه.

أما تغريد فتلجأ للذهاب الى منزل أهلها، حيث يقسمون أيام الأسبوع بين بعضهم.

تقول تغريد لهاشتاغ : “منذ شهرين أذهب للاستحمام عند أهلي، وأكون مسبقا قد نسقت مع أمي و أختي وأخي وقت استحمامهم، وكل منا يستحم في يوم معين نكون قد خزّنا فيه المياه الساخنة، وطبعا يتم الاستحمام على أجزاء، بمعنى أنني أقوم بتنظيف شعري، وبعدها ب 6 ساعات أحمم جسدي”.

وتعاني تغريد في هذا اليوم من صعوبة التنقل بالمواصلات، سيما وأن منزل ذويها بعيد عن منزلها، وتقول “اضطر للركوب بالمواصلات العامة و النقل الداخلي، وهنا تأتي معاناة الانتظار والوقت المهدور، وخاصةً كوني امرأة عاملة”.

وتعتبر تغريد أن” كل ما نعانيه بكفة وصعوبة المواصلات بكفة أخرى، لأن صعوبة التنقل تزيد على عاتقنا تكلفة بالمال والوقت”.

وتتجدد الأزمات على السوريين، حيث أن المواطن أصبح يعاني من مختلف مجالات الحياة، وأكثرها قسوة هي أزمة انقطاع التيار الكهربائي، والتي أثرت على جميع مفاصل حياته، ومن الواضح أنها لن تحل قريبا، وأصبحت كالداء الملازم لهذا الشعب ينقلها معه من عام لعام.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة