هاشتاغ_ زينا صقر
يصاف يوم 13 شباط/فبراير من كل عام، عيد الإذاعة العالمي، ويتم الاِحتفاء به نظرا للدور الهام الذي تقدمه هذه الوسيلة المسموعة. وقد تم اِختيار هذا التاريخ تزامناً مع ذكرى إِطلاق إذاعة الأمم المتحدة عام 1946م.
وأعلنت الدول الأعضاء في اليونسكو عام 2011 عن يوم 13 شباط/فبراير يوماً عالمياً للإذاعة (WRD)، واعتمدت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012.
تعتبر الإذاعة وسيلة قوية من وسائل الإعلام، و استطاعت على مر السنوات أن تؤثر بملايين المتابعين لها عالميا. فهي بكل تنوعها لكونها تشكل منصة لها قدرتها الفريدة في الوصول إلى الجمهور وتشكيل تجربة المجتمع في التنوع، وخلق ساحة للجميع للتعبير عن آرائهم وتمثيلهم وإسماع صوتهم.
وتواصل الإذاعة مسيرتها كونها واحدة من أكثر الوسائط الموثوقة والأكثر استخداما في العالم، وفقا لتقارير دولية مختلفة. وبالتالي فإن شعار نسخة 2022 من اليوم العالمي للإذاعة هو “الإذاعة والثقة”.
أول إذاعة في العالم
ظهرت أول إذاعة في العالم في مدينة بيتسبرغ، ولاية بنسلفانيا في 2 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1920 م، باسم KDKA ولقد تم اختيار ذلك التاريخ لأنه كان يوم الانتخابات في الولايات المتحدة، حيث أثبتت الإذاعة قوتها عندما سمع الشعب نتائج الانتخابات الرئاسية قبل أن يقرأوا عنها في الصحيفة.
الإذاعة السورية
صادف يوم 3 شباط ذكرى تأسيس إذاعة دمشق، التي تعد من الإذاعات السباقة في الوطن العربي.
وبدأت إذاعة دمشق إرسالها عام 1947 بصوت الأمير يحيى الشهابي ، الذي يعد أول من قال عبارة “هنا دمشق”، لتكون ثاني إذاعة تأسست في الوطن العربي بعد صوت العرب في القاهرة.
وتبث الإذاعة من دمشق وتغطي كافة الأراضي السورية وجزء من أراضي الدول المجاورة.
وتميزت الإذاعة في سنواتها الأولى باهتمامها الكبير باللغة العربية، إضافة إلى مساهمتها في التعريف بالكثير من مشاهير الغناء والطرب في الوطن العربي، كـفيروز، وعبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد وغيرهم.
ونجحت الإذاعة آنذاك في مواكبة الأحداث العامة في الوطن العربي ، وتسليط الضوء على اوضاع الناس ومعيشتهم وطرح مختلف القضايا الاجتماعية بأسلوب طريف، من خلال أعمال درامية ساهم في تقديمها عدد من الفنانين.
وما زالت إذاعة دمشق، ورغم الترخيص للعديد من الإذاعات الخاصة، تحتفظ بمكانة كبيرة لدى الإعلاميين، وعاشقي الإذاعة.
تقول المذيعة في إذاعة دمشق، منار مراد بأنها دخلت المجال الإذاعي بالصدفة، و من باب التجربة “وعندما قالوا لي بأنني نجحت؛ ونحن نعرف مدى صعوبة قبول الأشخاص في الإذاعة، و خاصة أنها تتطلب الصوت الجيد والتمكن من اللغة العربية الفصحى، والأداء المتميز، بعد إلقائي جملة واحدة، تفاجأت و شعرت بغبطة كبيرة وبدأت رحلتي مع الإذاعة في عام 2004 التي لم تنتهِ حتى اليوم”.
وتتابع مراد في حديثها ل” هاشتاغ” :” إن ما يجعلنا نشعر بمعنى عيد الإذاعة، هو مدى تطورها عبر السنوات، و بالنسبة لإذاعة دمشق، فقد خَفُت نجمها في السنوات السابقة، نتيجة إدارات متلاحقة لم تكن على دراية كافية بكيفية العمل الإذاعي، و كان لها قرارات أثرت على مسيرة إذاعة دمشق”. مؤكدة أن اليوم الحال اختلف، مع وجود مديرة من أسرة الإذاعة أصلاً حريصة على استعادة ألق إذاعة دمشق من جديد.
و تضيف:” اليوم احتفالنا يجعلنا نشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، و علينا الاستمرار و التطور للتماشي مع العصر و تطور أدواته”.
وفي سؤالها عن شعار هذا العام لعيد الإذاعة، إن كان يعبر عن الحالة العامة للإذاعة، أجابت مراد: “غالبا ما توضع شعارات الأعياد والفعاليات لتكون منهج قادم، و ليست للتعبير عن حالة قائمة بالفعل، و غالباً، شعر القائمون على وضع الشعار، بأن كثرة الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي، سوف تسحب البساط من تحت الإذاعة، فوضعوا هذا الشعار كمنهج علينا اتباعه لنعيد للمستمع ثقته بالإعلام المسموع”.
وتشير مراد إلى أن شعار هذه السنة، جيد يجب البناء عليه و تبنيه، لخلق جسور التواصل بيننا وبين المستمع لأنه يعبر عن ديمومة ووجود العمل الإذاعي، فنحن نعاني من فوضى فكرية عارمة، أدت لفوضى في أمزجة الجمهور، وثقته بالوسائل الإعلامية ككل اختلفت عن الماضي”.
ونوّهت مراد، بأن أي وسيلة إعلامية تتعالى على المتابع، سوف تفقد مصداقيتها ” فثقة الجمهور تأتي من القرب منهم و السرعة في إيصال الخبر لهم، كما تأتي من إحساسهم بأن الوسيلة الإعلامية تحمل مسؤوليتهم، مع الإشارة الى إذاعات تتحلى بالثقة، وإذاعات أُخرى لا”.
وترى مراد أن أمزجة الجمهور مختلفة، و اختلفت أيضا عن السابق، فلا نستطيع حصر وسيلة إعلامية بالثقة المطلقة،و العكس صحيح ” نحن في إذاعة دمشق لدينا مستمعين على مدار ستين عاماً. من هنا نجد أن معادلة الثقة تتحكم بها أمزجة المستمعين واتجاهاتهم السياسية و الاجتماعية أيضاً.و الأساس الصحيح لأية وسيلة إعلامية هو حس المسؤولية و احترام المتابعين لها.
من جانبه، يعتبر المذيع في إذاعة دمشق فراس محمود، أن الإذاغة كالسحر، و هي الوسيلة التي يتم التواصل فيها عبر الصوت، و”الجميع يعرف أن الصوت هو بداية كينونة الإنسان، لأن الطفل يعبر عن قدومه إلى الحياة عبر الصوت”.
ويقول محمود ل”هاشتاغ” : ” إن سحر الراديو هو الانتقال بالإحساس و بالمشاعر عبر الصوت، ومنذ انطلاق اول إذاعة في أمريكا، حققت ثورة في عالم الإعلام ،من خلال هذا الجهاز الصغير الذي ينقل الأخبار و المعلومات و المشاعر”.
ويشير محمود، الى أنه وعلى الرغم من دراسته للطب و “ممارستي لمهنة الطب التي لم أتركها الى اليوم، فإنني دخلت عالم الإذاعة بشغف الهاوي، واحترفت بروح المذيع، وما زلت أعشق و أحترم المايك”.
و يضيف محمود، أن وقع الإذاعة اختلف عن الماضي، حيث أنها كانت تستقطب جمهوراً أوسع، و ذلك نتيجة تطور التكنولوجيا وظهور التلفاز و الإنترنت“. مؤكداً على أنه، بالرغم من وجود جميع أنواع وسائل التسلية والحصول على الخبر من مصادر سريعة كوسائل التواصل الإجتماعي، إلا أن الإذاعة ما زالت الوسيلة الأكثر تأثيراً لدى شريحة واسعة من الجماهير”.