هاشتاغ- غدير ابراهيم
لم تعد تكاليف الزواج تحسب بالورقة والقلم كما أيام زمان، فاليوم إذا ما فكرت بالإقدام على هذه الخطوة، لا بد من أن تكون من الطبقة “المرتاحة” وعليك تجهيز ما لا يقل عن 10 “شوالات” من النقود، لتصبح تحت سقف واحد مع الشريك، وتبدأ حياة السعي لتأمين لقمة العيش.
في استطلاع سريع أجراه “هاشتاغ”، يبدو واضحا أن الشباب السوري “طلّق” فكرة الزواج قبل أن يتزوج أصلاً، لأنه من الصعب تأمين تكاليف هذه الخطوة، براتب 400 و500 ألف، وعلى سبيل المثال إذا كان الشخص يعمل 16 ساعة يومياً وبراتب مليون ونصف بشكل وسطي، فهو بحاجة إلى 17 شهراً، لإقامة حفل زفاق لـ 100 شخص مع تكاليف المكياج والفستان الأبيض والـ “Dj” طبعاً بشرط أن لا يصرف ولا حتى ليرة واحدة من راتبه على أي احتياجات أخرى.
المهر ومحابس الذهب
بلغ اليوم سعر غرام الذهب عيار 18 بـ 870 ألف ليرة، بينما عيار الـ 21 بـ مليوناً و15 ألف ليرة، وهنا بحسب التفاهم وقدرة إقناع الشاب يكون سعر المحبس، علماً أنه بشكل ذوقي لن يقل عن 5 ملايين ليرة للمحبس الواحد، بلا إسوارة أو عقد أو ليرة ذهبية، علما أن الأخيرة تبلغ قيمتها 8 ملايين و325 ألف ليرة.
أما عن مهر الفتاة فحدث ولا حرج، واللاعب الأساسي في عملية التحديد، هو “العين الشبعانة” كما يقول أحد الشبان “هنالك من يطلب مهراً بنور الله، وهنالك من لا يرى النور فيطلب مهراً قد يتجاوز 10 ليرات ذهبية أي ما يعادل 85 مليون ليرة” .
صالات الأفراح
مع كثرة الأماكن والصالات المخصصة للأعراس، فإن أسعارها مختلفة بين اليوم والآخر وذلك تبعاً لارتفاع الأسعار اليومي الذي تشهده البلاد، حتى إن أصحاب تلك الصالات يحجزون لك، من دون التثبيت على السعر، ففي المقاصف الشعبية وصل سعر الكرسي إلى 100 ألف متضمنة بعض المقبلات ووجبه أساسية، أما في الأماكن المرفهة فإنه يبدأ بـ الـ 500 ألف وهي الحد الأدنى لتلك الأماكن.
عرس وفستان وطقم
اليوم أصبح تجهيز العروس من مكياج وفستان وإكسسوارات وغيرها أمراً منهكاً لجيب العريس، فقد تراوحت أسعار الفستان بين مليون و5 ملايين ليرة، طبعاً هذه تخص المواطن “المنتوف”، أما ميسورو الحال فتكلم بأكثر من ذلك بحسب نسبة “البطر” واعتماد الشكليات والمظاهر، ويختلف سعر الفستان بحسب عدد مرات استعماله، فسعر الفستان الملبوس مرة واحدة غير الفستان الملبوس مرات عدة، وهنا أنت رهن بقناعات العروس.
أما فيما يتعلق بطقم العريس فيبلغ سعره وسطياً مليوناً و250 ألف ليرة سورية، والحذاء 150 ألف ليرة بحده الوسطي أيضاً.
مكياج وشعر
بالاستفسار عن أسعار المكياج وتسريحة الشعر، تبين أن الكلفة الأقل هي مليون ليرة، وهنا القيمة بحدها الأدنى وليست وسطية، علماً أن أسعار الصالونات المعروفة أكثر بكثير.
أما فيما يتعلق بالشاب، فتكلفة الحلاقة مع تنضيف بشرة وكريمات ومرطبات فتصل إلى 300 ألف ليرة سورية.
جلسات تصويرية
طرحنا الأسئلة على عدد من المصورين لمعرفة تكاليف جلسات التصوير، بالإضافة إلى الفيديو أثناء حفل الزفاف، وهنا عامل شهرة الاستديو مهم وضروري، إذ إنه يبدأ من مليون ليرة للتصوير الخارجي ومليوني ليرة للفيديو، بينما يكلف التصوير ضمن استديو مليوني ليرة أوأكثر، ذلك لأنه من المحتمل أن يستأجر استديو، ما يرتب عليه تكاليف إضافية، طبعاً وإن كان العرس بمحافظة والمصور بمحافظة أخرى، فيترتب على العريس أجور نقل إضافية، إضافة إلى عدد الكاميرات أثناء حفل الزفاف، فكلما زاد عددها ارتفع السعر، أما عن الطبقة الميسورة فجلسات التصوير تصل إلى حدود 30 مليون ليرة.
كلفة الـ”DJ”
هذه المهنة تعتمد تنسيق الأغاني، وهنا النقطة التي يترتب عليها سعر هذه الخدمة لكن بأسوأ حالاتها مليون ليرة.
وتلقى هذه المهنة حالياً رواجاً كبيراً نتيجة تراجع الطلب على المطربين والفنانين، باستثناء قلة قليلة.
عقارات “باريسية”
تشهد المحافظات السورية ارتفاعا حادا في أسعار العقارات، ويتجاوز كلفة شراء غرفة بمنطقة عشوائيات لا تتعدى مساحتها 35 متراً مربعاً الـ 120 مليون ليرة، في حين وصل سعر البيت بغرفتين وصالة إلى مليار في المنطقة نفسها.
أما في المناطق النظامية العادية فالأسعار مضروبة بـ 2 وأكثر.
وفيما يتعلق بالإيجارات، فقد وصل إيجار الغرفة المفروشة أيضاً بالعشوائيات إلى مليونين شهرياً، والمنزل بين 3 و4 ملايين بحسب الموقع والحجم، في حين يصل في بعض المناطق السكنية بالعاصمة فيبدأ من 100 مليون سنوياً وما فوق.
مفروشات ولكن
وصل سعر غرفة النوم وطقم للجلوس “كنبايات” إلى 30 مليون ليرة، بينما وصل سعر الشاشة 43 بوصة إلى 3 ملايين ليرة، ويبدأ سعر “البراد” المستعمل بحسب نظافته بالمليون ليرة، أما الجديد فيتراوح بين 5 و8 ملايين، في حين كان سعر الغاز المستعمل 6 رؤوس مع فرن مليونين ونصف، أما الجديد بحسب نوعه وعدد الرؤوس، وإذا كان مع فرن يبدأ السعر بمليون ونصف حتى 4 ملايين.
محصلة نهائية
في جردة لكل ما سبق، نستنتج أن الشاب السوري يحتاج ليتزوج بعرس “من قريبو” وفرش بنوعية متواضعة، إلى نحو 100 مليون ليرة سورية، يضاف إليها إيجار بيت بمليون ونصف المليون في العشوائيات، مع العلم أن نصف الأغراض لم تحسب، وإنما تم اعتماد الأساسيات فقط.