فيما يبدو تصعيدا غير مسبوق في اللهجة الروسية إزاء الأوضاع في سورية، حذرت بعثة روسيا في الأمم المتحدة الدول الغربية و”هيئة تحرير الشام” والأمين العام للأمم المتحدة، إضافة لـ”إسرائيل” بأنها يمكن أن تتخذ إجراءات حازمة فيما يتعلق بسلوكهم في سورية.
التهديد الروسي “الجماعي” جاء على لسان نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، الذي قال بأن بلاده “لن تغض الطرف عن فشل الدول الغربية في الامتثال للقرار المتعلق بالمساعدات الإنسانية عبر الحدود في سورية، الذي من المقرر تمديده في تموز المقبل، مشدداً على أن “تنفيذ القرار 2585 معطل”.
وقال بوليانسكي في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، خلال جلسته الدورية حول آخر المستجدات السياسية والإنسانية في سورية، إن “آلية المساعدات عبر الحدود تنتهي هذا الصيف، ومن بين أحكام القرار، هناك بند واحد فقط يجري تنفيذه اليوم”.
وأضاف بأنه “لا يبدو أن أحداً سيفي بجميع الأحكام الأخرى، وفي الوقت نفسه أثبتت دمشق أن عمليات التسليم إلى إدلب عبر خطوط التماس ممكنة بشكل كامل”.
نائب المندوب الروسي ندد أيضا بمحاولات الغرب ربط الالتزامات بموجب القرار 2585 بشروط سياسية مسبقة”، مشيراً إلى أن “العقوبات الغربية أحادية الجانب تخنق سورية، والبنوك وشركات التأمين تبالغ في الامتثال لها”.
وأضاف بوليانسكي أن “استخدام التجويع كسلاح حربي يتعارض مع القانون الدولي الإنساني”، داعياً الدول الغربية إلى “احترام حق اللاجئين في العودة تماشياً مع القرار 2254، وعدم غض الطرف عن انتهاكات القرار 2585، التي أصبحت أكثر فظاعة”.
من جانب آخر، قال نائب المندوب الروسي إنه “لا يوجد بديل للمضي قدماً في عملية التسوية السياسية المملوكة للسوريين، دون فرض مواعيد نهائية مصطنعة وفي سياق القرار 2254″، معرباً عن أمله في “ألا تتعارض التحفظات المنهجية مع الجولة الحالية من مناقشات اللجنة الدستورية السورية”.
وأضاف أن هناك حاجة إلى إحراز تقدم، حيث إن الوضع على الأرض لا يزال قابلاً للانفجار، بالنظر إلى تعبئة الإرهابيين الذين يسيطرون على مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة في دمشق.
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن الحل يكمن في شن معركة لا هوادة فيها ضد “هيئة تحرير الشام” و”داعش” ، وإنهاء الوجود العسكري غير الشرعي في سورية، ووقف الضربات الجوية الإسرائيلية التعسفية، متهماً الدول الغربية بأنها “تستخدم الإرهابيين وتستغلهم لأهدافها الخاصة”.
كما اتهم بوليانسكي، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، بأنه “تخلى عن اللغة المحايدة المعرفية المناسبة لمسؤول دولي عند مناقشة الأزمة الأوكرانية”، داعياً إلى “تقييم وجود الولايات المتحدة الأميركية في سورية، امتثالاً لميثاق الأمم المتحدة.
وطالب نائب المندوب الروسي الأمين العام للأمم المتحدة بأن “يُسمَّى من يحتلون سورية والمسؤولون عن الوضع في مخيمات النازحين علانية، وإلا فإن روسيا سوف تعتبره مثالاً حياً على المعايير المزدوجة”.