بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية السورية، أصدر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل بياناً قال فيه: “لم تستوف الانتخابات أياً من معايير التصويت الديمقراطي الحقيقي”، مضيفاً: “لا يمكن أن تؤدي لانتخابات إلى أي إجراء من التطبيع الدولي مع سورية”.
وفي تقرير موسع، كشفت شبكة “Euronews” أنّ مواقف بعض الدول الأوروبية تتعارض مع بروكسيل، مبينةً أنّ “ما لا يقل عن 4 دول أوروبية” تمتلك بعثات دبلوماسية في سورية.
وأضافت الشبكة بالقول إنّ بعض دول الاتحاد الأوروبي تبدي استعداداً لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، علماً أنّ التشيك أبقت على سفارتها مفتوحة رغم الحرب في سورية.
وفي التفاصيل، نقلت الشبكة عن مصدر دبلوماسي قوله إنّ أغلبية الدول الأوروبية أخلت سفاراتها في سورية، حيث يعمل دبلوماسيوها من لبنان ويزورون دمشق بين وقت وآخر.
وتابع المصدر بالقول إنّ بعض دول الاتحاد الأوروبي التزم بسياسة صارمة حيث أغلق سفاراته في سورية وقطع علاقاته معها، مؤكداً أنّ عدداً متزايداً من دول الاتحاد عمد إلى تعزيز وجوده الدبلوماسي في سورية في الأشهر الماضية، ومنها بلغاريا؛ حيث كشفت الشبكة الأوروبية أنّ بلغاريا تتمتع بوجود دبلوماسي دائم في سورية عبر سفارتها. وقد عيّنت بلغاريا تيغران غيفورغيان سفراً في دمشق.
وقبرص، التي قال القائم بالأعمال القبرصي في دمشق، سيفاغ أفيديسان، إنّ سفارة نيقوسيا في دمشق بصدد استئناف العمليات وستعاود الفتح في الأسابيع المقبلة.
وعينت هنغاريا قائماً بالأعمال وقنصلاً في سفارتها في دمشق العام الفائت.
وبحسب ما نقلت “Euronews” عن مصدر، فإنّ السفارة “مفتوحة إلا أنّ أنشطتها محدودة”.
اما النمسا فأكّدت وزارة خارجيتها أنّ فيينا تسيّر أعمال السفارة من بيروت، قائلةً: “لم تغلق سفارة النمسا في دمشق يوماً واحداً، إلا أنّه تم نقل أغلبية طاقم العمل إلى بيروت لدواعٍ أمنية في العام 2012”.
وبالنسبة إلى اليونان، تتحدّث تقارير عن استعداد أثينا لإعادة فتح سفارتها في دمشق “في غضون أسابيع”، علماً أنّ راية اليونان والاتحاد الأوروبي شوهدتا مرفوعتيْن في دمشق مؤخراً.
وفي تعليقه، أوضح مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوليان بارنس-ديسي، أنّ الحفاظ على وجود دبلوماسي مماثل في سورية لا يتعارض مع سياسة الاتحاد الأوروبي الداعية إلى عدم أعادة العلاقات مع سورية.
وقال الخبير: “مستوى الاتصالات متدن جداً وبعيد ومن شأننا أن نقع في فخ من صنع أيدينا إذا ساويناها بالاعتراف الدبلوماسي”.
وأكّد بارنس ديسي أنّ هذه الاتصالات “خدمت هدفاً قيماً”، بما في ذلك فهم الوضع على الأرض وتفعيل دعم الاتحاد الأوروبي الإنساني في سورية.
التقارب الأوروبي مع دمشق يطرح تساؤلات حول إمكانية عودة العلاقات إلى طبيعتها قريباً. وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر متعددة للشبكة أنّ إعادة الاتحاد الأوروبي العلاقات مع سورية ليس قريباً، إذ رأى عضو البرلمان الأوروبي، النائب باري أندروز، أنّ الموقف من سورية لم يتغير على مستوى الاتحاد، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية حفاظ الاتحاد على قنوات اتصال مع دمشق.