ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”،بعد صيف اتسم بالحرارة الشديدة والحرائق المستعرة والفيضانات الكارثية، أن مصطلح “القلق البيئي” (Eco-Anxiety) ظهر بوضوح ووصل إلى ذروته.
ويشير هذا المصطلح، إلى الرهبة السائدة لدى البشر بشأن تغير المناخ والأزمات البيئية الأخرى.
إقرأ أيضا: التغير المناخي يهدد بتلاشي 91 بالمئة من منتجعات التزلج الأوروبية
وأشارت الصحيفة في تقرير، السبت الماضي، إلى أن الشعوب، وعلى رأسها أوروبا، أصبحت على وشك الانهيار العصبي، بسبب توتر أعصاب السكان الذين عانوا موجات الحر الشديدة، وحرائق الغابات المستعرة، والأمطار الغزيرة، والفيضانات الكارثية، وآخرها ما حدث في ليبيا.
القلق البيئي يؤثر على الصحة العقلية
وأوضحت الصحيفة أن الكثير من الأشخاص يشعرون بالخوف الشديد على مستقبل أبنائهم وأحفادهم.
ووفقا للصحيفة، فإن هذه التوترات، التي أصبحت تعرف باسم “عصر القلق البيئي”، تزداد سوءا كل يوم.
كما باتت تؤثر على الصحة العقلية للمواطنين.
إقرأ أيضا: “بداية الأسوأ”.. علماء يحذرون من التأثيرات القاسية لتغير المناخ
وذكرت “نيويورك تايمز” أنه رغم عدم الاعتراف بالقلق البيئي باعتباره مرضا سريريا، أو تضمينه في الإصدار الأخير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، إلا أن الخبراء يقولون إن الشعور بالكآبة والهلاك الناجم عن جميع الصور التي لا مفر منها للمآسي والكوارث على الكوكب أصبحت أكثر انتشارا.
الحالة ستتفاقم في المستقبل
ونقلت الصحيفة عن عضو قسم علم النفس البيئي والصحة العقلية في الجمعية العالمية للطب النفسي، باولو سيانكوني، قوله إن “النتائج النفسية والعقلية لتغير المناخ تتحرك بشكل أسرع من الطب النفسي”.
وأضاف أن هذا المصطلح كان متواجدا منذ أكثر من عقد من الزمان، لكنه “ينتشر بكثرة” هذه الأيام، وأن الحالة ستتفاقم في المستقبل”.
وتابع: “عندما يبدأ الناس بالقلق بشأن الكوكب، فإنهم لا يعرفون أن لديهم قلقا بيئيا. وعندما يرون أن هذا الشيء له اسم، فإنهم سيفهمون حالتهم”.
إقرأ أيضا: تغير المناخ والحرائق المستعرة.. هل تُنذر باقتراب الأرض من حالة سخونة غير صالحة للعيش؟
ووفقا للصحيفة، نشر سيانكوني وبعض زملائه ورقة بحثية، في حزيران/يونيو، في مجلة ييل للبيولوجيا والطب والتي ذكرت مصطلحات “اضطراب ما بعد الصدمة البيئية” و”الإرهاق البيئي” و”رهاب البيئة” و”الغضب البيئي”.
أعراض القلق البيئي
لكن التركيز ظل على القلق البيئي، الذي عرفوه على نطاق واسع بأنه “الخوف المزمن من الهلاك البيئي” الذي يعاني منه الضحايا المباشرون لأحداث تغير المناخ المؤلمة، والأشخاص الذين تتعرض سبل عيشهم أو أسلوب عيشهم للتهديد بسبب تغير المناخ، وكذلك نشطاء المناخ أو الأشخاص الذين يعملون في مجال تغير المناخ.
إضافة إلى الناس الذين ينشرون صور تغير المناخ من خلال وسائل الإعلام الإخبارية، والأشخاص المعرضون للقلق.
ومن بين أعراضه، ذكر سيانكوني وزملاؤه “الإحباط، والعجز، والشعور بالإرهاق، واليأس”.