رغم المخاوف من إمكانية تعثر انطلاق العام الدراسي في المدارس الرسمية اللبنانية، دعا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، عباس الحلبي، الأسرة التربوية بكل مكوناتها إلى الاستعداد للعام الدراسي الجديد الذي سينطلق في التاسع من الشهر المقبل، بعد أن تأجل لأسباب مالية.
ولتسيير العام الدراسي المقبل، أصدر مجلس الوزراء مرسوماً بإعطاء وزارة التربية سلفة خزينة بقيمة 55 مليون دولار، وذلك لدفع الحوافز المالية لأفراد الهيئة التعليمية في التعليم الرسمي والمهني والجامعة اللبنانية.
بالمقابل، يتخوف المعلمون في التعليم الرسمي من عودة الإضرابات كما في الأعوام السابقة، إذا لم تتحسن رواتبهم التي خسرت أكثر من 90% من قيمتها الفعلية بفعل انهيار العملة الوطنية.
مطالبات برفع رواتب المعلمين في لبنان
وقال رئيس رابطة التعليم الأساسي، حسين جواد، لوكالة “سبوتنيك”، إن “المعلمين قدموا ما لديهم وقالوا لوزير التربية إنه لا يمكن التوجه إلى المدارس براتب عبارة عن 70 أو 80 دولار”.
وأشار جواد إلى أن “العام الدراسي تأجل بناء على وعد من وزارة التربية، على أن يصبح قرارا نافذا اعتبارا من الشهر القادم”.
إضافة إلى أن تصل حوافز الإنتاجية للمعلمين إلى حدود الـ300 دولار. حسب تعبيره.
وأضاف: “بناء عليه ينطلق العام الدراسي، وأي خلل بهذا الموضوع لا يتحمل مسؤولياته المعلمون أو الأساتذة بل تتحمل مسؤوليته وزارة التربية المعني الأول، الحكومة اللبنانية ووزارة المالية، لأن أي تقصير بإعطاء المعلمين هذه الإنتاجية، يعني منعهم من الوصول إلى المدرسة”.
وتابع: “الأجواء إيجابية حتى الآن، والأجواء السلبية التي تشاع بأن المدارس لا تريد أن تطلق العام الدراسي، هدفها القضاء على التعليم الرسمي وما تبقى منه”.
“التحدي الأول والدائم”
وأوضح رئيس رابطة التعليم الأساسي أن “التحدي الأول والدائم هو التحدي المالي بانهيار الرواتب بنسبة 90%، وبمثال بسيط من كان يتقاضى 2200 دولار أصبح راتبه 210 دولار هذا يعني خسر ألفي دولار، وبحسب دراسة مؤخراً، فإن العائلة المكونة من 4 أفراد بحاجة بين 600 و700 دولار لتعيش في الحد الأدنى، واليوم نحن نطالب بالحد الأدنى”.
وذكر جواد أنه “كان من الممكن أن نبدأ التعليم في 14 أيلول/سبتمبر الجاري، ولكن راتب الـ70 دولار لا يكفي للتنقل حتى، خاصة أن هذا الشهر هو للتحضير للمدارس والمونة وغيرها”.
في حين أكد أن كل هذه العوامل اجتمعت ومنعت المعلم من أن يصل إلى مدرسته.
طلاب لبنان مصيرهم مجهول
وقالت نسرين شاهين، رئيسة لجنة الأساتذة المتقاعدين: “على ما يبدو انطلاق العام الدراسي متعثر، هناك استياء عام في البلد لأن هناك حوالي 300 ألف طالب مصيرهم مجهول”.
وأوضحت أن “مبلغ 55 مليون دولار قليل، لدينا مخاوف، وإذا أعلنوا الآن تأمين المبالغ واعتمادات الدولار النقدي للبدء في التعليم، السؤال هو، هل سيتم تأمين الحد الأدنى اليوم 600 دولار؟”.
وتابعت: “إذا تأمنت المبالغ هل سترصد للجميع أم فقط لتسيير الأمور أول شهرين، ومن ثم ندخل بإضراب كما حدث العام الماضي”.
وأبدت شاهين تخوفها على انطلاقة العام الدراسي، مشيرة إلى أن “الأساتذة ذاهبون باتجاه مباشرة التعليم بعد تأمين مبالغ الدولار النقدي، ولكن هل ستسمح المبالغ المرصودة للأساتذة بالعودة إلى المدرسة؟”.
وأضافت: “الأستاذ يتقاضى 100 ألف ليرة لبنانية بدل عن ساعة تعليم، ويقول وزير التربية إن الساعة ارتفعت لتصل إلى 150 ألف ليرة لبنانية، هذا يعني أن ساعة التعليم بدولار ونصف، ولا أعتقد بأن الأساتذة سيعودون إلى التعليم بهذا المبلغ”.
واختتمت كلامها بالقول: “نحن بانتظار يوم غد، وعلى الجميع التحرك وعدم القبول بأخذ الطلاب رهينة”.