الأربعاء, فبراير 5, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسالمحتوى العربي...

المحتوى العربي…

ههاشتاغ _نضال الخضري

قبل ربع قرن انطلق محرك البحث غوغل (GOOGLE) وجعل من مسألة المعلومات حالة شائعة، وفي المقابل فإن هذا الزمن لم يكن عبثيا لأنه جعل من كم المعلومات قضية كبرى بالنسبة لكل تفاصيل الحياة، وعندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي اليوم فإننا نتعامل مع “التحليل” للبيانات الموجودة على الإنترنت، والتي تجمع كل معلومة ونشاط لمستخدميه مما جعل الخبرات البشرية أمرا مصيريا في كل المسائل. ولكن المشكلة تبقى في أن أي ذكاء اصطناعي منحاز نتيجة تحيز الخوارزميات التي تتعامل مع هذه البيانات، وخلل توازن المعلومات المقدمة.

فمقابل 50% من المحتوى الرقمي الأمريكي على سبيل المثال هناك 0.9 محتوى بالعربي، فنحن نتعامل مع كل مايخصنا من مصادر أخرى، ليس بالضرورة منحازة ولكنها تقوم بدراستنا وفق مصادرها ورؤيتها، وربما لا يشكل هذا الموضوع أمرا جديدا على المستوى الرقمي، فهو معروف سلفا إلا أنه يملك بعدا اجتماعيا خاصا، فهو يعكس نمط حياة وثقافة مازالت تعمل على سياق القرون الوسطى، فالمعلومات هي اختصاص النخب وهي محجورة في “أمهات الكتب”.

ثروتنا من المحتوى الرقمي تتطور في سياقات “أخرى”، سواء عبر تعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، أو فيديوهات تحقق مشاهدات عالية وتخلق أحيانا قضايا واشتباك مع المجتمع أو مع الجهات الرسمية، والخلل ليس في ظهور محتوى شعبي على مستوى الفيس بوك أو “تيك توك”، فهناك فجوة أخرى في اهتمام المؤسسات الكبرى، الخاصة والعامة، في تطوير المحتوى وإتاحة معطياتها داخل الإنترنت.

العزوف عن إتاحة المعلومات ليست سياسات عامة رسمية فقط، بل هي عدم فهم للعالم الذي لم يعد مضطرا لانتظار قرون حتى يشكل خبرات جديدة، فكم المعطيات الناتج يوميا عن سلوك الناس وأفعالهم أو حتى حجم الكتابات والقرارات وغيرها جعل الخبرات المتراكمة يومية، والمثال الأكثر وضوحا يظهر في الشأن الطبي الذي يجعل من المعلومات اليومية عن المرضى أمرا حيويا لوضع أساليب طبية وعلاجات جديدة.

أتخيل لو أننا كنا قادرين على جمع الأحاديث المنقولة بيننا يوميا فكيف يمكن أن يتطور المحتوى الرقمي العربي! هو مجرد حالة افتراضية تبين أننا مازلنا نحمل نمط حياة لم يعد مفيدا، فالكلام حتى ولو تمت كتابته لم يعد يحمل نفس القيمة التي كانت سابقا، وما دام أصغر مولد للذكاء الاصطناعي قادر على صناعة محتوى من الكلمات أسرع من البشر فإننا في الواقع نحتاج لعالم مختلف.

الكلمات اليوم هي “معطيات” وليست مجرد عبث يومي، وهي مع المسيرة التي بدأتها غوغل وغيرها من محركات البحث غدت مسألة قابلة لدخول تحد جديد في الحياة، فمنها ستخرج مولدات الذكاء الاصطناعي بمحتوى جديد، وستقدم تحليلات ورؤى مختلفة، وعندما نضع الكلمات في مساحة الماضي فلن نحصل على أي نتائج جديدة، فالكلام اليوم يختلف عن السابق في أنه غدى جزءاَ من صناعة المستقبل.

مقاربة بسيطة يطرحها منطق المعطيات اليوم، فأي كلمة منطوقة أو مكتوبة هي سلوك يدخل في مساحة المحتوى الرقمي وستصبح جزءا من سياق جديد يشكله المحتوى الرقمي والذكاء الاصطناعي.. فهل سيدفعنا هذا الأمر لمزيد من الحرص في تصرفاتنا وكلامنا؟!

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة