هاشتاغ- نور قاسم
قال رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة الخليل في فلسطين الدكتور بلال الشوبكي لـ”هاشتاغ” إن قدرات العدو الإسرائيلي ضعيفة جداً للتمكن من الغزو البري على قطاع غزة.
خاصةً وأن الجيش الحالي لديهم معظمهم احتياط، حيث استدعى الاحتلال الإسرائيلي آلاف الإسرائيليين الذين يعملون في المؤسسات المدنية والاقتصادية المختلفة للانضمام إلى الاحتياط.
افتقاد الخبرة..
أشار “الشوبكي” إلى أن الفِرَق القادمة من خارج قطاع غزة لا يعلمون كيفية التعامل الوضع في القطاع.
ولاسيما أنهم كانوا سابقاً موجودين في نقاط تفتيش وعمل بوليسي بعيد عن الصراعات.
وتالياً يفتقدون للخبرة القتالية، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي ألحقتها المقاومة بفرقة غزة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر من الشهر الجاري.
ولفت “الشوبكي” إلى أن وسائل إعلام الاحتلال أعلنوا أن العملية أمس كانت مجرد محاولة محدودة لاستكشاف قدرات المقاومة، ويبقى الغزو البري احتمالاً قائماً.
تنامي الخسائر الاقتصادية..
أكد المحلل السياسي من داخل فلسطين أن الخسائر التي تكبدتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقدَّر بمليارات الدولارات إلى الآن في عدة مجالات.
ولا يمكن حصرها بسبب تنامي مقدار الخسائر يومياً، وأولها الاضطرار.. لتسخير موارد مالية كبيرة للعملية العسكرية وخصوصاً على الطلعات الجوية المكثفة التي تُكلف الاحتلال كثيراً.
ولفت إلى تكاليف العملية التشغيلية من صرف الرواتب للجنود الموجودين على محيط غزة ومدهم بالذخائر..
وما إلى ذلك من احتياجات تتطلبها المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الحرجة بالنسبة إليهم.
وشرح “الشوبكي” اضطرار استدعاء الاحتياط من القطاعات الاقتصادية والمدنية.. أدى إلى شلل وتعطيل المصالح التي كانوا يديرونها في المجالات الصناعية، الاقتصادية، الزراعية.
ناهيك عن توقف عمل قِطاعات الإنشاء والبناء والمؤسسات الأكاديمية والتعليمية، بحكم أن القائمين عليهم موجودون الآن على جبهات القتال.
شركات سحبت استثماراتها..
بيّن المحلل السياسي أن الاحتلال الإسرائيلي يخسر الآن السمعة السوقية.. وبدأت العديد من الشركات الضخمة بسحب استثمارتها من المنطقة بحكم أنها بيئة غير مستقرة.
موضحاً أن تخلي البعض عن الاستثمار في دولة الاحتلال الإسرائيلي.. وإن كان مؤقتاً فسيؤدي بالضرورة إلى تغاضي شركات أُخرى عن فكرة الاستثمار في المستوطنات.
ولفت “الشوبكي” إلى أن المجال الآخر الذي أدى إلى الخسائر الاقتصادية الفادحة للعدو هو الشلل في القطاع السياحي.
ومن المتوقع أن تكون خسائرهم أكبر مما يتحمل الاقتصاد الإسرائيلي.. وهذا ما يفسر سعي الدول الغربية وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولة إنقاذ دولة الاحتلال.
مقاطعة منتجات العدو..
أشار “الشوبكي” إلى أنه من ناحية أُخرى خسر الاحتلال أرباحه من تسويقه للمنتجات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع.
ولاسيما مع وجود حملة مقاطعة لمنتجاتهم في الضفة الغربية، إضافة إلى صعوبة وصول المنتجات نتيجة حالات الإغلاق في الضفة كبدهم الخسائر.
ناهيك عن توقف عشرات الآلاف من الفلسطينيين عن العمل في المشاريع الإسرائيلية.. داخل الأراضي المحتلة منذالـ48
ما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن الفلسطيني وبالتالي سيؤثر أيضاً على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير.
الدور الروسي والصيني متواضع..
بالنسبة للدور الروسي والصيني بيَن “الشوبكي” أنه دور متواضع ويكاد يكون جزء من المناكفة للولايات المتحدة الأمريكية.. أكثر من كونه إرادة حقيقية لدعم الفلسطينيين أو الضغط على “إسرائيل” لوقف العدوان.
وأردف “الشوبكي” إن لدى روسيا والصين المقدرات والإمكانات الكبيرة للضغط على العدو والتخفيف من حدة الصراع الحالي.
في حين أنهم معنيين فقط بتسجيل مواقف داخل المنظمات الدولية.. ومعارضة السياسة الأمريكية كنوع من الإصرار أن العالم يتغير باتجاه وجود أطراف أُخرى فاعلة دولياً.
وأشار إلى أن هذه المواقف في المحافل الدولية لن تؤدي إلى أي تغيير جوهري يُذكَر من العدوان على قطاع غزة.
تنامي التأييد لفلسطين..
بالنسبة للرأي العام الغربي الذي بدأ يشهد تنامِ ضد السياسات الأوروبية والأمريكية اتجاه التعامل مع القضية الفلسطينية من قِبل شعوبهم.
بين د.بلال الشوبكي أنه في كل يوم يكثف الاحتلال هجومه على قطاع غزة تتعالى الأصوات المؤيدة عالمياً للفلسطينيين.
ولاسيما مع كشفها للتزوير والتضليل الإسرائيلي وفي كل يوم يُشَاهد مسيرات.. أكبر من اليوم الذي سبقه سواء في بريطانيا، فرنسا أو أمريكا وغيرها من دول العالم.
ويرى “الشوبكي” أن هذه الموجة من المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية لا يمكن أن تؤثر على السياسات الأوروبية والأمريكية على المدى المنظور.
في حين أن ذلك يبدو ممكناً في حال استمرار المظاهرات على المدى البعيد.. وأصبحت حالة يومية، فربما تدفع بعض الدول لمراجعة حدِّة التصريحات المساندة لإسرائيل.
وأوضح أن هذا ما بدى جلياً في خطاب وسلوكيات بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا التي قدمت حكومتها مقترحاً لعقد مؤتمر السلام.
لإدراكهم بخطورة ما يجري في الساحة الفلسطينية، واحتمالية جر المنطقة بالكامل إلى عنف لا متناهِ.
ناهيك عن بدء رفع الأصوات داخل دول الاتحاد الاوروبي والبريطاني ضد سياسات بلدانهم الداعمة ل”إسرائيل”.