تثار العديد من الأسئلة حول العواقب الجيوسياسية لعملية طوفان الأقصى ولا توجد مؤشرات على أن تداعيات الوضع الحالي ستشبه ما حدث في حرب تشرين عام 1973 على أسواق النفط العالمية لكنها قد تغير المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بطرق غير متوقعة.
وستكون العديد من الاعتبارات الجيوسياسية أيضاً مرهونة بحجم الرد الإسرائيلي. خاصة فيما يتعلق بإيران، وفي الوقت الراهن تعد هذه هي الاعتبارات الأكثر إلحاحاً بالنسبة لمتداولي النفط.
حالة إنفاذ العقوبات
يسود اعتقاد على نطاق واسع في سوق النفط بأن الولايات المتحدة غضت الطرف عن إنفاذ بعض العقوبات المفروضة على تدفقات النفط الإيرانية إلى حد ما مؤخراً، مما سمح للشحنات الإيرانية بالارتفاع.
وقد ساهم ذلك في ترويض أسعار النفط في السوق بعض الخفض الكبير للإمدادات من السعودية وروسيا وبقية أعضاء تحالف “أوبك+”. لكن من الجانب الآخر، قد تستهدف الولايات المتحدة هذه التجارة.
حالة اضطراب مضيق هرمز
يربط مضيق هرمز الدول المنتجة للنفط في الخليج العربي بمصافي التكرير في جميع أنحاء العالم. وهو نقطة عبور محورية لواحد من كل ستة براميل يستهلكها العالم، وكثيراً ما ادعت إيران خضوع هذا المسطح المائي لسيطرتها. وبالتالي، قد يشكل أهمية كبيرة لسوق الطاقة العالمية.
وفي الوقت الراهن، لا تظهر أي مؤشرات على تحرك طهران لتعطيل الشحن التجاري في المضيق، رغم قيامها بذلك بشكل متكرر في الآونة الأخيرة، وغالباً ما يكون هذا انتقاماً من أي خطوة ضدها.
لكن مع ذلك، لم يغلق مضيق هرمز فعلياً أبداً، حتى في خضم حرب الناقلات عام 1984. التي هاجمت فيها إيران والعراق ناقلات النفط التابعة لبعضهما البعض بشكل متكرر، كما لم يحدث ذلك مؤخراً عندما كثفت طهران عمليات استيلاء ومضايقة سفن الشحن التجاري.
احتمال عدم التأثير
رغم كل هذه المخاطر المحدقة، ما يزال هناك احتمال ألا تؤثر هذه الحرب بقوة على سوق النفط.. حيث لم تتسبب الاضطرابات التي شهدتها المنطقة مؤخراً في ارتفاعات مستدامة بأسعار النفط. ويريد المتداولون دليلاً ملموساً على أنها ستؤثر بشكل أساسي على الإمدادات، وعادةً لا يحدث ذلك في مثل هذه الاضطرابات.