هاشتاغ – حسن عيسى
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لم يهدأ القصف على المنطقة المحاصرة، التي تشهد أسوأ تصعيد عسكري منذ سنوات.
وفي محاولةٍ للقضاء على قدرات المقاومة، أطلقت قوات الاحتلال عملية برية مؤخراً، لكنها واجهت مقاومةً شرسة من كتائب القسام والجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى.
وبالتزامن مع تصدي المقاومة الفلسطينية لعملية التوغل، بدأت خدمات الإنترنت والاتصالات تعود تدريجياً إلى القطاع، عقب انقطاعها لأكثر من 24 ساعة كانت فيها غزة في عزلةٍ تامة عن العالم.
الهدف هو الأسرى
الباحث الاستراتيجي الدكتور كمال الجفا، أشار في حديثه لـ “هاشتاغ” إلى أن التوغل البري الإسرائيلي في غزة لن يكون في نطاق واسع، إلا في إطار جس نبض لمجموعات أمنية هدفها الوصول إلى الأسرى.
وأوضح الجفا أن التوغل الموسّع غير مطروح حالياً لأنه من الممكن أن يؤدي إلى فقدان جميع الأسرى الإسرائيليين.. الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة داخل الحكومة الإسرائيلية.
ولفت الجفا إلى أن قوات الاحتلال تسعى إلى تقسيم غزة لعدة قطاعات من أجل تسهيل تضييق الخناق عليها. وعزل مجموعات المقاومة عن بعضها، من خلال العمليات الأمنية والاستهداف المكثّف وإجراء المسوحات الجوية للقطاع.
وذكر الجفا أن الاحتلال يحاول أولاً الوصول إلى أسراه، ومن ثم تنفيذ مخططه المتمثل بالسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانها.. مدعوماً بالقوى الغربية في ظل عدم وجود أي رد فعل عربي حول ذلك.
واعتبر الجفا أن عودة خدمات الإنترنت والاتصالات إلى القطاع هو أمر إيجابي لسلطات الاحتلال، التي تسيطر على قطاعات هذه الخدمات، مما سيمكنها من تعقب أي رسائل تخدمها في عمليتها البرية من خلال أجهزة التجسس.
ورجّح الباحث الاستراتيجي ألا يعود القسم الشمالي من القطاع إلى سيطرة المقاومة، خصوصاً مع الحملة الانتقامية التي يشنها الكيان على القطاع، والتي أدت إلى تدمير نحو 60 في المئة منه.
مأساة المدنيين في غزة
في ظل التصعيد العسكري، يعاني المدنيون في قطاع غزة من مأساة إنسانية كبيرة، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على المنشآت المدنية والبنية التحتية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى أكثر من 8000 شخصاً. ونحو 20 ألف جريح، فضلاً عن وجود مئات المفقودين تحت الأنقاض.
كما أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير وتضرر آلاف الوحدات سكنية. من بينها عدد كبير من المستشفيات والمدارس والمساجد ومحطات المياه والكهرباء.
وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 260 ألف شخص نزحوا من منازلهم في غزة، بسبب الخوف من القصف. وأنهم يعيشون في ظروف صعبة في مدارس تابعة للأونروا أو في منازل أقاربهم .
وقالت المنظمة الدولية إن “تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، مثل الماء والغذاء والرعاية الصحية، أصبحت تحديًا كبيراً”. مضيفةً أن “الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكلٍ مخيف”.