حذّرت دراسة حديثة من أنّ فترات هطول الأمطار الغزيرة التي يمكن أن تؤدي إلى فيضانات كارثية، أصبحت أكثر تواتراً وشدة مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل غير مسبوق وبوتيرة أكثر مما كان متوقعاً.
وتشير الدراسة التي نشر تفاصيلها موقع تلفزيون “أوروبا 1” الفرنسي، الإثنين، إلى أن نوبات الأمطار الغزيرة، التي يمكن أن تؤدي إلى فيضانات كارثية، أصبحت أكثر تكراراً وشدة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، أكثر مما كان متوقعاً حتى الآن.
التنبؤ بمستقبل هطول الأمطار الغزيرة
حسب الموقع فإنّه “للتنبؤ بعواقب تغير المناخ، يستخدم العلماء النماذج المناخية.
لكن وفقاً لهذه الدراسة الجديدة، فقد قلل العلماء من تقديرات الزيادة في هطول الأمطار الشديد”.
وقال العلماء “إن العواقب يمكن أن تكون أسوأ بكثير مما كنا نعتقد”.
ووفقاً لأندرس ليفرمان، الباحث في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ فإنّ “الأمطار الغزيرة ستكون أكثر غزارة وأكثر تواتراً، ويجب على الجميع أن يستعد لها”.
ولفت ليفرمان إلى أن “الخبر السار هو أن هذا يجعل من السهل التنبؤ بمستقبل هطول الأمطار الغزيرة”.
وقال إن الأخبار السيئة هي أن الأمر سوف يزداد سوءاً إذا تواصلت ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال انبعاث الغازات الدفيئة بنفس الوتيرة”.
المناطق الاستوائية
استناداً للدراسة، فإن أكبر الزيادات في هطول الأمطار ستحدث بالمناطق الاستوائية وخطوط العرض العالية، مثل جنوب شرق آسيا وشمال كندا.
كذلك ترتبط هذه الظاهرة بحقيقة أن الهواء الساخن يمكن أن يحتوي على المزيد من بخار الماء.
ونبّهت الدراسة إلى أنّ الفيضانات تعتبر من الكوارث المكلفة التي تسبب خسائر كبيرة في الأرواح والاقتصاد، ما يخلف تداعيات اقتصادية واجتماعية على المجتمعات المعنية.
وشدّدت على أن ذلك يتطلب وضع خطط لمواجهة هذه التداعيات.
درجات الحرارة وليس الرياح
نشر هذا التحذير في مجلة “جورنال أوف كلايمت” عشية افتتاح مؤتمر المناخ الثامن والعشرين، وهو الاجتماع الدولي السنوي المعني بالمناخ تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفي هذه الدراسة قارن الباحثون عمليات محاكاة العديد من النماذج المناخية مع التغيرات الملحوظة تاريخياً.
كما استخدموا تقنيات سمحت لهم بتصفية التغييرات المرتبطة أو غير المرتبطة بانبعاثات الغازات البشرية الدفيئة.
وقال ماكس كوتز، المؤلف الرئيس للدراسة: “تؤكد دراستنا أن شدة وتواتر الأمطار الغزيرة تتزايد بشكل كبير مع كل زيادة في ظاهرة الاحتباس الحراري”.
في حين تظهر هذه القراءات، بحسب مؤلفيها، أن ارتفاع درجات الحرارة هو الذي يؤثر بشكل أكبر على هذه التغيرات، وليس العوامل الأخرى مثل الرياح.
http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام