الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارمع التغييرات الكبيرة.. كيف سيتحول القطب الشمالي إلى مسرح للتنافس بين روسيا...

مع التغييرات الكبيرة.. كيف سيتحول القطب الشمالي إلى مسرح للتنافس بين روسيا والغرب؟

سلّط تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية، الضوء على التغيرات الكبيرة في القطب الشمالي وتحول هذه المنطقة إلى مسرح لتصعيد التوترات بين روسيا والغرب، وسط تغييرات دينامية غير مسبوقة.

وفي ضوء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يتناول التقرير الديناميات متعددة الأوجه التي تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في القطب الشمالي، والتحولات البيئية، ومصالح الموارد الإستراتيجية.

احتياطيات كبيرة من النفط والغاز والمعادن

رأت الصحيفة بأن “تلك المنطقة تشهد تغيرات بيئية غير مسبوقة بسبب التحولات المناخية السريعة، ما يؤدي إلى ذوبان تضاريسها الجليدية، وبالتالي التحول عن طرق الشحن المرغوبة، إضافة لاستكشاف احتياطيات كبيرة غير مستغلة من النفط والغاز والمعادن”.

وأصبحت هذه الموارد، المكتشفة وغير المكتشفة، بمثابة نقاط محورية للمطالبات الإقليمية والمواجهات المحتملة بين دول القطب الشمالي.

دور الصين

أشار التقرير إلى موقف روسيا الحازم في المنطقة، حيث استفادت موسكو من سواحلها الممتدة في القطب الشمالي من خلال إحياء القواعد العسكرية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة وتعزيز قدراتها البحرية والنووية، لكن هذه العسكرة قد تؤدي إلى تصعيد المخاوف بشأن الأمن وتفاقم المنافسات الإقليمية، ما يبشر بعصر جديد من المناورات الإستراتيجية في القطب الشمالي.

وتناولت “التايمز” دور الصين الناشئ في القطبي الشمالي، حيث إن مصالحها تتواءم مع طموحات روسيا، إذ تهدفان إلى إنشاء طرق بحرية وتوسيع نطاقهما في المنطقة، ورغم ذلك فإن التعقيدات التي ستواجهها بكين في إدارة العلاقات الدبلوماسية مع دول القطب الشمالي أثناء سعيها لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، ليست سهلة.

وتبرز جزر سفالبارد، وهي أرخبيل نرويجي في المحيط المتجمد الشمالي، كنموذج مصغر للتحديات الجيوسياسية التي تجتاح القطب الشمالي، حيث تشتهر هذه الجزر بوضعها الفريد الذي يسمح لعدة دول بممارسة الأنشطة الاقتصادية.

التنافس على الموارد

بالإضافة إلى ذلك، يواجه مجلس القطب الشمالي، وهو منتدى للتعاون بين دول المنطقة، اضطرابات بعد استبعاد روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، إذ تلوح حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل إدارة القطب الشمالي، وتبادل المعرفة بشأن قضايا المناخ، وظهور معاهدات أو تشكيلات جديدة لمعالجة المشهد الجيوسياسي المتغير.

وتطرق التقرير إلى “التحول من الاستثنائية التاريخية التي يتمتع بها القطب الشمالي، إلى الضعف في مواجهة التوترات الجيوسياسية، والتحولات البيئية، والتنافس على الموارد بين القوى العالمية، يضع هذه المنطقة على المسرح العالمي.

ومع نهاية الهدوء الذي ينعم به القطب الشمالي بسبب المنافسات الجيوسياسية والتغيرات البيئية، وانتقال دول القطب الشمالي عبر تعقيدات هذا العصر الجديد، يبقى المستقبل ضبابياً، خصوصاً في ظل ما يترتب على ذلك من آثار عميقة على جغرافية المنطقة السياسية، واستغلال مواردها، واستدامتها البيئية.

مقالات ذات صلة