بدأت تداعيات التكاليف المرتفعة وضغوط سلاسل التوريد في تقارير أرباح الشركات العالمية بالظهور وذلك في ظل استمرار أزمة البحر الأحمر التي تؤثر في كل أنواع الشحنات من السيارات إلى الطاقة.
وبدأت شركات عديدة تحذر بالفعل من تأثير هذه الأزمة، فشركة “تسلا” الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية على سبيل المثال، تخطط لوقف الإنتاج لمدة أسبوعين في مصنعها في ألمانيا بسبب تأخير الشحنات.
في حين أعلنت شركة “فولفوكار” السويدية عن توقف الإنتاج لمدة ثلاثة أيام في مصنعها في بلجيكا. وقد أشارت كل من شركات البيع بالتجزئة البريطانية “تيسكو” و “ماركس آند سبنسر غروب” و”نكست” إلى خطر أن ينعكس ذلك ارتفاعاً في أسعار السلع على المستهلكين.
ارتفاع تكاليف الشحن 300 بالمائة
انخفضت في الأشهر الثلاثة الماضية توقعات الإجماع لأرباح شركات صناعة السيارات بنسبة 5 بالمائة، لكن في المقابل، تبدو شركات الشحن أنها من المستفيدين من هذه الأزمة، مع ارتفاع أسعار شحن الحاويات بنسبة 300 بالمائة على بعض الطرق.
وقد ارتفعت تقديرات الأرباح لمؤشر “إم إس سي آي يوروب” لقطاع النقل بنسبة 7 بالمائة في أسبوعين فقط.
تحويل مسار 2300 سفينة
يعود كل ذلك إلى تحويل مسار ما لا يقل عن 2300 سفينة لتبحر لمسافات أطول تجنباً لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر الممر المائي الرئيسي الذي يمر عبره في العادة أكثر من 12 بالمائة من التجارة البحرية العالمية.
كما يحذر محافظو البنوك المركزية من ارتفاع معدلات التضخم، ما قد يعرقل خفض أسعار الفائدة، كما أنه وبالنسبة إلى العديد من الشركات، لا سيما في أوروبا، فإن تغيير مسار السفن يؤخر في أوقات العبور، ويكبدها فواتير شحن وتأمين أعلى، ما يجبر المحللين بالتالي على إعادة التفكير في تقديرات أرباح الشركات للعام الجديد.
تعزيز مكاسب شركات الشحن
لكن الأحداث الراهنة تعزز مكاسب شركات الشحن العالمية، مثل “إيه بي مولر ميرسك” و”هاباغ-لويد” في أوروبا، و”زيم إنتغريتد شيبينغ سيرفيسز” المدرجة في الولايات المتحدة، و”ميتسوي أو إس كيه لاينز” بين شركات الشحن الأخرى، حيث تمتعت “ميرسك” بعدد كبير من التوصيات الصعودية.
كما ضاعف “بنك أوف أميركا” مؤخراً تقديرات أرباح الشركة الدنماركية لعام 2024، بينما يعتقد “غولدمان ساكس غروب” أن الزيادة الهائلة في التدفق النقدي الحر قد تسمح للشركات بإعادة رأس المال إلى المساهمين.