طلبت فرنسا من 45 دولة أجنبية الإسهام بآلاف من العسكريين وأفراد الشرطة والمدنيين، للمساعدة في تأمين دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في باريس هذا الصيف.
وتعتزم فرنسا نشر 45 ألفاً من أفراد الشرطة وقوات الأمن، و20 ألفاً من أفراد شركات الأمن الخاصة، ونحو 15 ألفاً من العسكريين كل يوم لتأمين الحدث، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
رفع التأهب الأمني
حيث سيقيم خلال الأولمبياد، الملايين من عشاق الرياضة والسائحين في البلاد لأسابيع عدة في ذروة فصل الصيف.
وأجبرت الحربان الدائرتان في أوكرانيا والشرق الأوسط، إضافة إلى تهديد بشن هجمات إرهابية، الحكومة الفرنسية على رفع التأهب الأمني إلى أعلى مستوياته.
وقال مسؤول عسكري فرنسي، إن السياق الأمني وبخاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية، يعني أن هناك يقظة شديدة في ما يتعلق بتأمين هذه الألعاب الأولمبية.
ومن المألوف دعوة الشرطة الأجنبية للمساعدة في التعامل مع وجود أعداد كبيرة من الزوار خلال الفعاليات الرياضية الدولية، لكن من النادر طلب مساعدة عسكرية.
إذ قدمت فرنسا دعماً عسكرياً للسلطات المحلية القطرية في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وجاء دعمها في صورة كلاب بوليسية، وأفراد معنيين بمكافحة الطائرات المسيرة.
اقرأ أيضاً.. الأمم المتحدة تحتج على الحظر الفرنسي لارتداء الحجاب في أولمبياد باريس
تعزيز القدرات الأمنية
إلى ذلك، أفاد مصدر في وزارة الداخلية بأنه قُدم طلب في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى نحو 45 دولة للمساعدة في تعزيز القدرات الأمنية.
وطلبت فرنسا المساعدة في مهمات كل من الجيش والشرطة، بوسائل تشمل ألوية راكبة وكتائب فروسية وخبراء الكشف عن تزوير الوثائق.
بالإضافة إلى متخصصين في إزالة الألغام، ومتخصصين في مكافحة الطائرات المسيرة، وفرق كلاب بوليسية.
بدورها، قالت بولندا إنها ستنضم إلى الجهود الدولية، وسترسل قوات تشمل مدربين للكلاب البوليسية.
كما ذكرت ألمانيا في آذار/مارس الجاري، أنها ستسهم في التأمين أيضاً.
وصرح دبلوماسيون بأن حلفاء أوروبيين آخرين، من بينهم بريطانيا وإيطاليا، سيشاركون أيضاً في توفير العشرات من أفراد الشرطة للمساعدة في القيام بدوريات في الشوارع.
فيما ذكر المصدر الحكومي الفرنسي، أن 35 دولة استجابت حتى الآن بشكل إيجابي.
إسهامات أمنية خاصة
في السياق ذاته، بيّنت المصادر أن إسرائيل وأميركا سترسلان أيضاً إسهامات أمنية خاصة بهما.
كما ذكرت أن الحرب في غزة وما تبعها من ردود فعل عنيفة في بعض الدول، أدت إلى مخاوف شديدة في شأن سلامة الوفد الإسرائيلي.
وأن هناك حاجة إلى إجراءات أمنية أكبر، مما كان مقرراً للرياضيين الإسرائيليين.
لكن المصادر أحجمت عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، نظراً لحساسية الموضوع.
وأضافت، أن وفوداً إسرائيلية عدة زارت فرنسا بالفعل لتذليل الصعوبات المحتملة.
إلغاء حفل الافتتاح
إلى ذلك، أوصت مديرية الأمن الداخلي “الاستخبارات” في فرنسا، بإلغاء حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024، بسبب تزايد التهديدات الإرهابية.
ومنذ العمل الإرهابي الذي ضرب موسكو يوم الجمعة الماضي، عاد الهم الإرهابي إلى واجهة الاهتمامات الفرنسية، الذي لم يغب عنها تماماً منذ 2015.
كما أشارت مصادر أمنية فرنسية، إلى أن مذبحة موسكو أوضحت أن تنظيم “داعش – خراسان” الإرهابي، قادر على القيام بعمليات خارج نطاق أنشطته الطبيعية.
أي أن ما حصل في روسيا، يمكن أن يحصل في أي مكان آخر وفي أي عاصمة أوروبية.