هاشتاغ – خاص
علم هاشتاغ من مصادر في رئاسة مجلس الوزراء أن الحكومة السورية طلبت من كافة الوزارات إعداد دراسة حول إمكانية تقليص أوقات العمل في المؤسسات الرسمية السورية، إن كان عبر إقرار يوم عطلة إضافي لتصبح ايام العطلة ثلاثة أيام بدل اثنين، أو عبر تقليل ساعات العمل اليومية إلى 6 ساعات.
المصادر تقدر أن تنتهي الوزارات من دراسة حاجة ساعات أو أيام العمل وآلية التعامل مع النظام الجديد خلال الأسبوع الجاري، ليتم مناقشة الأمر خلال اجتماع مجلس الوزراء القادم وإقرار الشكل النهائي للدوام الرسمي الحكومي.
وانطلقت العديد من الدعوات خلال السنوات الأخيرة لتقليص أيام أو ساعات العمل على أساس أن هذا الإجراء يمكن أن يحسن إنتاجية الموظفين والعمال من جهة، ويخفف من هدر الموارد في المؤسسات الحكومية من كهرباء وماء ووقود.
ووفقا لخبراء، يمكن ان يؤدي تقليص أوقات العمل إلى زيادة الإنتاجية وتحسين العلاقات الاجتماعية والإنسانية نحو الأفضل، إضافة لخلق فرص عمل تضامنية تساهم في امتصاص طلبات العمل أو تأمين حاجات الساعين للعمل.
ويقول هؤلاء إن تحديد ساعات العمل بست ساعات مثلا يخلق حاجة للتوظيف فيما إذا كان العمل يتطلب وقتاً أطول للإنجاز أو على الأقل يعيد توزيع العمالة بشكل أفضل .
ولا تتجاوز ساعات العمل الحقيقية في القطاع الحكومي الخدمي والإداري في سوريا الست ساعات في أحسن الأحوال، إذ يبدأ أغلب العاملين بالاستعداد لاستقبال المراجعين بعد الساعة التاسعة وينهون أعمالهم قبل الساعة الثانية ظهراً، مع العلم أنهم يحضرون إلى مقرات العمل منذ الثامنة ويبقون فيه حتى الثالثة ظهراً، وهذا يعني أن العاملين عملياً ينجزون أعمالهم خلال ست ساعات، التفافا على الوضع القانوني الذي يلزمهم بسبع ساعات ونصف على الأقل.
ومن هنا، وتحريراً من القيود القانونية للعاملين، وبدلاً من الالتفاف عليها، يقترح الخبراء أنه من الأفضل تحديد ساعات العمل من الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً، فهذا سيتيح وقتاً أطول للكثيرين للاستفادة من الوقت الإضافي المتحصّل لديهم، حيث إن الكثيرين بعد تقليص ساعات العمل سيتاح لهم عملياً إنجاز أعمال أخرى خلال ساعات النهار المتبقية تعود عليهم بفوائد وعوائد اقتصادية مختلفة ومهمّة خاصة في الظروف الحالية التي يحتاج فيها السوريون للعمل في أكثر من مكان لتأمين الحد الأدنى من حاجاته.
وعلى أرض الواقع، فإن العمل لمدة ثماني ساعات وأكثر يعني أن الأفراد يمضون ثلث اليوم في العمل، مع إضافة ساعات التنقّل سيصل إلى عشر ساعات أي ما يقارب نصف اليوم إذا أضيف إليهم أيضاً وقت الجاهزية أو الاستعداد للذهاب للعمل والعودة منه، وهذا يعني أن نهاره كلّه يقضيه في العمل وهذه طريقة تتعبه نفسياً وجسدياً وتعرّض الاقتصاد للخسائر بسبب ضعف الإنتاجية التي يتسبّب بها الإرهاق لدى العاملين لوقت طويل.