تشير التقارير إلى أن “إسرائيل” كثفت من اعتداءاتها داخل سوريا في السنوات الأخيرة، وتستهدفت هذه الهجمات بشكل رئيسي المطارات المدنية، ومستودعات الأسلحة، ومراكز التصنيع والتجميع، وطرق الإمداد والنقل البري والجوي.
ومن بين الشخصيات المستهدفة في الهجمات، خبراء فنيين سوريين وإيرانيين، وكذلك ضباط من الحرس الثوري الإيراني، والمجموعات التابعة لحزب الله اللبناني، وقادة الفصائل الفلسطينية.
ومن أبرز الشخصيات التي تم استهدافها مؤخرا، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي.
وتشمل الأهداف التي تستهدفها “إسرائيل” في سوريا بشكل أساسي:
– مواقع عسكرية سورية.
– أنظمة رادار ومواقع مدفعية.
– مجمعات عسكرية تابعة للجيش السوري.
– مواقع تزعم أنها تستخدم من قبل إيران و”حزب الله”.
حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية خلال أربعة أعوام
وفقا لتقرير صادر عن مركز “جسور” للدراسات، فإن “إسرائيل” نفذت 40 غارة داخل سوريا في عام 2023. هذه الغارات تنوعت بين القصف الجوي والبحري والبري، وطالت أكثر من محافظة في وقت واحد، حيث شملت بمجموعها 95 موقعا، ودمرت ما يقارب 297 هدفا.
وهذا يمثل زيادة مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تم تسجيل 28 غارة في كل من عامي 2021 و 2022.
وبلغ عدد الهجمات الإسرائيلية على سوريا خلال عام 2024 حتى الآن حوالي 55 هجوما. هذه الهجمات تضمنت 36 هجوما جويا و19 هجوما بريا.
الغارة الأكثر دموية
وفجر الجمعة 29 آذار/مارس، استهدفت غارة جوية إسرائيلية مواقع عدة قرب حلب في شمال سوريا.
وقالت مصادر إعلامية، إن حصيلة الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع قرب مطار حلب الدولي ارتفعت، حيث بلغت 52 شهيدا، من بينهم 38 من القوات السورية و7 من “حزب الله” اللبناني و7 سوريين من مجموعات موالية لإيران”، بحسب تعبيرها.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه الحصيلة من الشهداء تُعد الأعلى خلال الضربات الإسرائيلية السابقة التي طالت مناطق سورية، منذ كثّفت “إسرائيل” استهدافها لمواقع في سوريا إثر اندلاع الحرب ضد “حماس” في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
واعتبرت المصادر أن هذا الهجوم يعد “الأعنف في الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ 3 سنوات”، كما أنه يعد الأكثر دموية من حيث عدد القتلى.
وجاءت الغارات على ريف حلب بعد ساعات من غارة إسرائيلية تسببت باستشهاد شخصين في مبنى سكني قرب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، بحسب الإعلام الرسمي السوري.
استهداف قائد فيلق القدس
في ذات السياق، استهدفت ضربات إسرائيلية، الإثنين 1 نيسان/أبريل، مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق”.
وذكرت تقارير إعلامية إيرانية أن الانفجار أدى إلى “سقوط 6 شهداء”.
ولم يصب السفير الإيراني لدى سوريا وعائلته بأي ضرر جراء الاستهداف، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام إيرانية.
وأفادت المصادر الإيرانية، بأن الضربات على القنصلية الإيرانية في دمشق، أسفر عن مقتل الجنرال الإيراني محمد رضا زاهدي، القائد الأعلى لفيلق القدس في سوريا ولبنان.
وبحسب ما أورده موقع “روسيا اليوم”: “الجنرال الإيراني محمد رضا زاهدي هو القائد الأعلى لفيلق القدس في سوريا ولبنان، ويعرف أيضا باسم (حسن مهدوي)”.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “محمد رضا زاهدي ليس شخصية عسكرية إيرانية رفيعة المستوى فحسب، بل هو أيضا رجل مخضرم جدا – يبلغ من العمر 79 عاما، تولى قيادة قوات الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، وكان قائد القوات البرية وقائد القوات الجوية للحرس الثوري – شغل سلسلة من المناصب العليا في هيئة الأركان العامة الإيرانية”.
وأفاد مصدر عسكري سوري، الاثنين باستشهاد وإصابة كل من كان بداخل مبنى القنصلية الإيرانية لدى دمشق الذي استهدفه الطيران الإسرائيلي.
وزعم الجيش الإسرائيلي في الشهر الفائت، أنه استهدف “نحو 4,500 هدف لحزب الله” في لبنان وسوريا، بما في ذلك “أكثر من 1200” بغارات جوية، منذ بداية الحرب في غزة.
ونادرا ما تؤكد “إسرائيل” تنفيذ هذه الضربات، لكنها تزعم أنها تتصدى لما تصفه بأنها محاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.