الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباربعد الهجوم الدامي في روسيا.. ما هي المصالح المشتركة بين موسكو وطالبان؟

بعد الهجوم الدامي في روسيا.. ما هي المصالح المشتركة بين موسكو وطالبان؟

أعلن المتحدث باسم “الكرملين” ديمترى بيسكوف، أن روسيا لديها أمور مهمة لمناقشتها مع زعماء حركة طالبان الأفغانية وأنها تعمل على رفع اسم الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية.

وتأتي هذه التصريحات بعد تعرض روسيا الشهر الماضي، لأكبر هجوم دموي منذ 20 عاما عندما اقتحم مسلحون قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو، ما أسفر عن مقتل 144 شخصا على الأقل.

وأعلن تنظيم “داعش خراسان” الذي ينشط في الأراضي الأفغانية مسؤوليته عن الهجوم.

كما قال مسؤولون أمريكيون إن لديهم معلومات تفيد بأن تنظيم “داعش خراسان ” هو المسؤول عن العملية.

حل القضايا الملحة مع طالبان

وعن علاقة روسيا بحكومة طالبان، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين “هذا بلد مجاور لنا ونتواصل معه بطريقة أو أخرى”.

وأضاف “نحن بحاجة إلى حل القضايا الملحة، وهذا يتطلب أيضا حوارا، لذلك في هذا الصدد نتواصل معهم مثل أي شخص آخر عمليا، إنهم السلطة الفعلية في أفغانستان”.

وعن طبيعة القضايا الملحة التي يمكن مناقشتها بين الجانبين، أوضح خبراء، أن التعاون بين روسيا وطالبان في مواجهة “داعش خراسان”، قد يكون على رأس هذه القضايا.

مصالح مشتركة بين روسيا وطالبان

أوضح الكاتب والباحث الأفغاني، فضل القاهر قاضي، أن روسيا تعرضت لأكبر هجوم دموي منذ عشرين عاما، عندما اقتحم مسلحون قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو، وهو الأمر الذي يجعلها مهتمة بالتعاون مع حركة طالبان التي تقود الحكومة الفعلية في أفغانستان.

وأضاف: روسيا تسعى أيضا إلى أن يجمعها تعاون وثيق مع طالبان لمحاربة تنظيم “داعش خراسان” الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الدامي الذي تعرضت له موسكو مؤخرا، وهذا التعاون قد يسفر بالفعل عن كبح هذا التنظيم والجماعات المسلحة الأخرى،  بحسب ما نقل عنه موقع “سكاي نيوز عربية”.

وتابع: روسيا بالتأكيد أصبح لديها قلق كبير من تهديدات تنظيم “داعش خراسان” والتي تزايدت بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة، وليست روسيا وحدها هي التي تتخوف من نشاط التنظيم، لكن نجد أيضا أن إيران كذلك لديها نفس المخاوف، ولذلك فهي بدأت تتقرب أكثر من حكومة طالبان.

وأشار الباحث الأفغاني إلى أنه ليس من المستبعد أبدا أن يكون هناك حوار جاد بين الحكومة الروسية وحكومة طالبان ومزيد من التقارب، وهو ماقد يدفع الحكومة الروسية إلى رفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، وهذه التحركات الروسية الهدف منها تعزيز التعاون لكبح جماح تنظيم “داعش”، وهو ماقد ينعكس بشكل إيجابي على الطرفين.

وقال: هناك مصلحة مشتركة للجانبين حال التعاون في هذا الأمر، خاصة وأن روسيا تعاني بعد الهجوم الأخير الذي تعرضت له موسكو، وايضا طالبان تعاني منذ وصولها للحكم بسبب هجمات “داعش خراسان”، وعدم نجاحها في كبح جماح التنظيم الذي أحرجها أكثر من مرة داخليا وخارجيا.

ورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية

الباحث الأفغاني في شؤون الجماعات المسلحة حسين احساني، يرى أن هناك مصالح مشتركة للجانبين في هذا التقارب من أهمها:

– المساعدة التي تقدمها روسيا لحكومة طالبان في مواجهة الجماعات المسلحة والإرهاب، خاصة “داعش خراسان” وهو الأمر الذي قد يقلل من تهديدات التنظيم لروسيا ولحركة طالبان أيضا.

– المنفعة التي تحققها حركة طالبان من إقدام روسيا على حذف أو رفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، باعتبار أن روسيا حكومة فاعلة في الإقليم والمجتمع الدولي، وهو الأمر الذي قد يساعد طالبان باتخاذ خطوة في اعتراف المجتمع الدولي بشرعية حكومتها.

– في حال تحقيق هذا التفاهم والتقارب بين الجانبين، فإن روسيا ستسفيد من تحويل حركة طالبان إلى ورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وهي بذلك ترسل رسالة إلى واشنطن بأن حكومة طالبان ستكون ورق رابحة لتحقيق المصالح الروسية في المنطقة.

 تعزيز تحالفات روسيا

وتقول الباحثة الأمريكية في العلاقات الدولية إيرينا تسوكرمان، إن اهتمام روسيا بالتطبيع مع طالبان سبق بفترة طويلة الهجوم الأخير الذي أعلنه تنظيم “داعش خراسان” في موسكو.

وأضافت بأن روسيا دعمت حركة طالبان ضد الغرب أثناء عودتها الأخيرة إلى السلطة، وترددت شائعات عن أنها تساهم بالأسلحة والتدريب، وليس فقط بالدعم السياسي، بحسب ما نقله الموقع.

وأشارت الباحثة، إلى أن روسيا تعاملت مع طالبان بشأن صفقات الطاقة، وكانت تتطلع باهتمام إلى إمداداتها من الأحجار الكريمة، بالرغم من أن بعض مؤسسي حركة طالبان كانوا معادين لسلف موسكو الشيوعي السوفييتي، فإن المخاوف العملية أرغمت قيادتها الحالية على الدخول في تحالفات غريبة حتى مع دول لم يكن من الممكن تصورها في السابق كشركاء.

مقالات ذات صلة