هاشتاغ- نور قاسم
تشير إحصائيات خاصة حصلت عليها “هاشتاغ” إلى أن حالات الاكتئاب في سوريا ازدادت بنسبة 50 في المئة، حيث إن العدد الكلي عام 2023 وصل إلى “87966” حالة، في حين كانت في 2021 نحو “40114” حالة.
يذكر أن هذه الإحصائيات تشمل فقط المشافي التابعة لوزارة الصحة ابن سينا، ابن رشد وابن خلدون، بينما لا تشمل القطاع الخاص أو الهلال الأحمر أو الجمعيات الخيرية أو المشافي التابعة لوزارتي التعليم العالي والدفاع التي تقدم خدمات مشابهة في الصحة النفسية.
الأكثر انتشاراً..
مدير مشفى ابن رشد السابق الدكتور جلال شربا قال لـ”هاشتاغ” إن الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً ويصيب مختلف الأعمار والأجناس ولكن نسبة انتشاره بين النساء أكثر من الرجال.
وأردف “شربا” إنه لا يوجد سبب يدعو للخوف أو الخجل منه فهو مثل التهاب القصبات أو ارتفاع الضغط لذا يجب عدم التردد لطلب المساعدة.
أعراضه..
أردف “شربا” إن هذا المرض يتصف بانخفاض المزاج، قلة النشاط، نقص القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة أو الاهتمام وعدم القدرة على التركيز، الشعور بالتعب، اضطراب النوم والشهية، ضعف القدرة الجنسية وعدم الرغبة فيها أو الإحساس بالمتعة، تدني تقدير الذات وضعف الثقة بالنفس.
وأشار “شربا” إلى الحالة المزاجية التي تصيب المكتئب حتى وإن كان لا يبدو عليه ظاهرياً ويحاول اصطناع الابتسامة للتغطية على كآبته، ففي الواقع هو يفقد الاهتمام بالأشياء والأنشطة التي كانت تثير سعادته ويميل إلى الحزن والقلق.
ولفت “شربا” إلى أن الأعراض الجسدية للاكتئاب تتمثل بـ: فقدان الشهية، نقص الوزن، الأرق، الاستيقاظ الباكر مع عدم القدرة للعودة إلى النوم، جفاف الحلق، الغثيان، الإمساك، الإسهال، آلام بطنية مبهمة، ناهيك عن الشعور بآلام مختلفة في الجسم مثل تشنج القولون والمعدة.
أسبابه..
بيّن “شربا” أن أسباب الكآبة متعددة ومنها داخلية كالحاجة للحب والاطمئنان، فالمكتئب ظمآن للحب وبحاجة ماسة للإحساس بالدفء العاطفي والدعم النفسي، أيضاً الوراثة حيث تزداد احتمالية الإصابة به عند وجود أحد الأبوين أو كليهما يعاني منه.
وأشار “شربا” إلى أن بعض الأمراض يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب مثل الغدة الدرقية، تناول الكحول، إدمان المخدرات، وتناول حبوب منع الحمل ناهيك عن اكتئاب ما بعد الحمل أوالاكتئاب الارتكاسي.
علاجه..
عن علاج الاكتئاب أوضح “شربا” أن المكتئب لا يمكنه علاج نفسه بنفسه مهما حاول، وأسوأ نصيحة له الذهاب إلى رحلة ترفيهية أو عطلة لأنها ستزيد شعوره بالعجز ، في حين يجب إقناعه بمراجعة الطبيب النفسي والتحدث معه بمعاناته.
وأوضح “شربا” أنه توجد عشرات الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن كل شخص له خصوصية في الاستفادة من الدواء دون آخر ، لذلك يجب على المعالِج اختيار الدواء المناسب.
ولفت “شربا” إلى أنه لا يوجد أي خوف من الأدوية المضادة للاكتئاب لكونها لا تؤدي إلى الإدمان أو تسبب الأذى للعقل، ناهيك عن العلاج المعرفي الذي يساهم بشكل كبير في التعافي ولكن لا يمكن الاعتماد عليه وحده دون الدواء.
وبيّن “شربا” أنه في بعض الحالات تُستخدَم جلسات التخليج الكهربائي وهي آمنة وسليمة وسريعة التأثير، ناهيك عن اللجوء أحياناً إلى العلاج بالموسيقى والرسم وغيرها من الأنشطة.