يبدو الرئيس الأميركي جو بايدن (81 عاما) ضعيفا في نحو متزايد، قبل 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية،
ولكن البيت الأبيض يظهر اطمئنانا كاملا بشأن سلامته وينكر أي تدهور في حالته الصحية، على الرغم من خلطه بين أوكرانيا وإيران وسقوطه قبل عام من دون سبب واضح.
سألت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية اثنين من أطباء الأعصاب عن رأيهما،
وذلك بهدف إلقاء الضوء على حالة بايدن الصحية.
وأشارت إلى أن قمة الشكوك في صحته كانت بسبب أدائه الذي وصف بالكارثي في المناظرة المتلفزة بينه وبين منافسه دونالد ترامب يوم 27 حزيران/يونيو الماضي، بحسب “الجزيرة نت”.
أسوأ من مجرد الشيخوخة
وتساءلت الصحيفة، وفق تقرير عن المقابلة كتبه سيسيل تيبير، هل يمكن أن تكون تصرفات الرئيس الثمانيني مجرد علامة تعب أم إنها تخفي شيئا أكثر خطورة؟
ليرد المتخصصون الذين أجرت مقابلات معهم أن الحقائق لا تترك مجالا للشك.
وأفاد البروفيسور مارك فيرين، طبيب الأعصاب في “مستشفى جامعة نيو أورليانز” الأميركي، أن “الأمر لا يتعلق بالشيخوخة فحسب، بل يبدو من الواضح أن هناك شيئا آخر، وعدد من أطباء الأعصاب يعتقدون ذلك”.
وأضاف عند تعليقه على المناظرة مع ترامب: “لقد كان لدي انطباع حقيقي أني أرى أحد مرضاي على جهاز تلفزيون”.
أما الدكتور سيرج بيار، رئيس قسم الأعصاب في “مستشفى جامعة رين” الفرنسي، فيشارك وجهة نظره قائلا إن “تراكم العلامات يجعلنا نعتقد أن الأمر لا يرتبط فقط بالشيخوخة. في الغالب إنه مرض تنكس عصبي، لكن من المستحيل الجزم على وجه اليقين من دون إجراء مزيد من الفحوص المتعمقة”.
“خرف أجسام ليوي”
ما عليك إلا أن تنظر إلى تدخلات جو بايدن في بداية ولايته الأولى عام 2021 لترى أن حالته تدهورت بسرعة كما تقول الصحيفة. “كان يتحرك كثيرا، وكان يتمتع بصوت قوي. أما اليوم فقد أصبح متصلبا للغاية، ولم يعد وجهه معبرا، ويتحدث بطريقة مكتومة ويعاني نوبات من الارتباك، وذلك يعني أن هناك عدداً من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى احتمال الإصابة بخرف أجسام ليوي”، بحسب الطبيب.
وهذا المرض يطرح مشكلة مزدوجة لأنه يؤثر في القدرات المعرفية والمهارات الحركية، وغالبا ما يتم الخلط بينه وبين بداية مرض الزهايمر أو مرض باركنسون، لكنه يتميز بتقدم أسرع وتدهور ملحوظ في القدرات العقلية، مع صعوبات متزايدة في الحركة بمرور الوقت، كالبطء ومشكلات في التوازن.
ويقول بيار إن “جميع الوظائف التنفيذية تتأثر، وكذلك القدرة على الحكم والتفكير وتنفيذ المهام المعقدة، ومن الممكن أن تكون هناك أيضا هلاوس بصرية”.
ويؤكد الطبيب الطبيعة المتقلبة وغير المتوقعة للاضطرابات المعرفية للمصاب بهذا المرض، فهو من لحظة إلى أخرى قد يعبر عن أفكار مشوشة وربما يواجه صعوبة كبيرة في التركيز، قبل أن يعود “طبيعيا” بعد بضع دقائق أو بضعة أيام، وهذا يبدو أنه يتوافق جيدا مع حالة جو بايدن.
باركنسون من دون رعشات
ويرى مارك فيرين أنه من المحتمل جدا أن يكون الرئيس الأميركي يعاني مرض باركنسون، حتى لو لم تظهر عليه ارتعاشات واضحة، إذ إنه في 30% من الحالات لا توجد رعشات، ويسمى هذا النوع “متلازمة الحركية المتصلبة”.
ويتابع فيرين، “يتميز هذا النوع بالبطء والتصلب في الحركة، ويؤثر أيضا في الصوت، وهذا من شأنه أن يفسر سبب إصابة جو بايدن بنقص الصوت أو الصوت الرتيب”.
ومن الناحية العملية، قد يكون من الصعب جدا التمييز بين “خرف أجسام ليوي” ومرض باركنسون.
يقول فيرين بهذا الصدد، “إذا كانت الأعراض غير متماثلة فمن المرجح أن تشير إلى مرض باركنسون، أما في الخرف المصحوب بأجسام ليوي فتكون العلامات ثنائية على الفور وتصاحبها اضطرابات معرفية”، وكلاهما يؤدي إلى الخرف في الغالبية العظمى من الحالات، لكنه يكون أسرع عند مرضى أجسام ليوي.
تلف الأوعية في الدماغ
أما آخر الفرضيات التي طرحها الطبيبان فهي وقوع حوادث تؤثر في الأوعية الدقيقة في الدماغ، يقول بيار “يمكن أن تكون الأعراض التي لوحظت أيضا نتيجة تراكم حوادث الأوعية الدموية الصغيرة التي تلحق الضرر بالدماغ”، ويمكن التحقق من ذلك بسهولة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، بحسب فيرين.
ويوضح طبيب الأعصاب أن الجمع بين السكتات الدماغية الدقيقة وأمراض التنكس العصبي ممكن أيضا، “فهذه الحوادث المتعددة للأوعية الصغيرة يمكن أن تسبب أعراضا مشابهة تماما لأعراض الأمراض التنكسية العصبية المذكورة إذا كانت المناطق المصابة هي نفسها”.
وخلصت الصحيفة إلى أن الحالة الصحية لجو بايدن مثيرة للقلق، ويرى الطبيبان أنه “إذا كان ما يعتقدانه صحيحا فلن يستمر الرئيس 4 سنوات أخرى”.
وقال بيار “هناك قلق حقيقي”، أما فيرين فقال “عندما تدرك أنه يقود أقوى دولة في العالم، فإن الأمر مخيف بدرجة مضاعفة، سواء له أم لبقية البشرية”.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام