الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةإسبانيا في "يورو" متألق والأرجنتين في "كوبا" باهتة

إسبانيا في “يورو” متألق والأرجنتين في “كوبا” باهتة

زياد شعبو

أطفأت أنوار الملاعب الألمانية والأمريكية مع ختام بطولتي كوبا أمريكا ويورو 2024.

وشهدت بطولة اليورو تتويج إسبانيا بلقبها الرابع بعد أن تربعت على قمة أوروبا بعدد الألقاب إثر فوزها في النهائي على المنتخب الإنكليزي بهدفين مقابل هدف، في حين استفردت الأرجنتين بزعامتها على كرة القدم اللاتينية برصيد 12 لقبا بعد تخطيها منتخب كولومبيا في النهائي بهدف وحيد.

قد لا يصح في مكان مقارنة البطولتين القاريتين مع بعضهما، لكن تزامن المنافسات يجيز تجاوز القاعدة، خصوصاً أن الفروقات كانت أوضح من أن يغض فيها نظر.

بين الماضي والحاضر أوروبا في الواجهة و أميركا اللاتينية في الوصافة…

وحسمت بطولة اليورو أحقيتها بلقب بطولة النخبة بكرة القدم العالمية، وخصوصاً في نسخة ألمانيا 2024، التي شهدت مشاركة 24 منتخبا مع مزيج فريد من المدارس الكروية والمواهب الصغيرة، وحضور جماهيري كبير في جميع المباريات من دور المجموعات حتى النهائي.

وحظيت منتخبات الصف الثالث والرابع مثل سويسرا والدنمارك وتركيا وسلوفاكيا وسلوفينيا و وجورجيا وصربيا وألبانيا والنمسا باحترام كبير مع تطور ملحوظ في المباريات التي قدمتها تلك المنتخبات.

ويلاحظ حضور أحد هذه المنتخبات بوصفها طرفا في أفضل عشر مباريات في يورو 2024.

ففي تصنيف الويفا كانت مباراة تركيا وجورجيا الأكثر إثارة بنتيجة 3-1 لتركيا في المركز الثاني، وفي المركز الثالث مبارة النمسا التي فازت فيها على هولندا بنتيجة 3-2، ومباراة سلوفاكيا التي فازت فيها على بلجيكا بنتيجة 1-0، وفوز جورجيا على البرتغال بنتيجة 2-0، وتعادل ألبانيا مع كرواتيا بنتيجة 2-2

وحدها إسبانيا من بين منتخبات الصف الأول قدمت مستويات فنية ثابتة وعلى أعلى مستوى طوال أدوار البطولة فنالت اللقب عن جدارة واستحقاق.

هذه المباريات أضافت لهذه النسخة إثارة كبيرة تقارب فيها أمل المنتخبات كلها في مرحلة المجموعات، ما زاد من حدة المنافسة وتقارب المستوى فيما بين المنتخبات.

وامتد الأثر إلى مستوى أبعد من المتعة الجماهيرية مع مباريات شهدت تحولات درامية خلال الـ90 دقيقة، الأمر الذي حرض كل متعلم ومحترف على تعلم المزيد من مباريات طبق فيها خليط أكاديمي واضح وسهل وممتع للعقل، لتتربع نسخة يورو 2024 على قمة النسخ السابقة كبطولة تاريخية من حيث المتابعة والمفاجأت  والدروس المستقاة من عالم كرة القدم الذي نحب.

كوبا أمريكا.. بطولة باهتة

حافظت الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي على لقبها بوصفها بطلا لكوبا أمريكا، وحققت لقبها الثاني عشر، لتفض الشراكة مع منتخب التشيلي كأكثر منتخب تحقيقا للبطولة القارية.

وجاءت نسخة كوبا أمريكا 2024 التي استضافتها الولايات الأمريكية بمشاركة 10 منتخبات من قارة أمريكا الجنوبية و12 منتخبا من أمريكا الشمالية، لتقدم صورة باهتة عن حاضر الكرة اللاتينة، إذ افتقدت غالبية المباريات للرتم السريع وانحسار اللعب معظم الوقت على مساحة وسط الملعب، إضافة إلى مستوى عالٍ من التدخلات البدنية القوية وتراجع في إنتاج مواهب جديدة، ما أدى إلى تباين في المستويات الفنية بين المنتخبات.

فالأرجنتين بخبرتها حصدت لقبا سهلا ليس لأنها جيدة بالمطلق، بل لسوء حال المنافسين كالغريم منتخب البرازيل وعشوائية منتخب الأروغواي ومحدودية خيارات منتخب تشيلي وتواضع المنتخب الكولومبي.

بطولة باهتة عليها الكثير من الاحتجاج على مستوى التحكيم والمزيد من الحديث الصحافي حول أرضية الملاعب، والشغب الجماهيري على المدرجات وخارجها.

وشر الأمر أن البطولة تزامنت مع بطولة اليورو ما جعلها محط مقارنة بها، فظهر بون شاسع بين حال كرة القدم الأوروبية ومواهبها وبين قحط منتخبات أمريكا اللاتينية وتراجع مستواها المستمر إذا استثنينا الرغبة التي خلقها ميسي بين زملائه التي كانت كفيلة بحصد لقب كأس العالم قطر 2022 ولقب كوبا أمريكا 2024.

بين أوروبا وأمريكا الجنوبية مسافات كبيرة كانت في مرحلة تاريخية سابقة تختصرها كرة القدم. ولكن منذ عقد وحتى الآن امتدت تلك المسافات بفعل كرة القدم نفسها.

مقالات ذات صلة