تعد ضربة الشمس من أخطر أشكال الإصابات الحرارية الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، وهي حالة تهدد الحياة إذ ترتفع درجة حرارة الجسم ارتفاعا كبيرا إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية ولا يعود بإمكان الجسم أن يفقد الحرارة الزائدة.
يقول الدكتور مروان خضر اختصاصي داخلية لـ”هاشتاغ”: “تعد ضربة الشمس حالة طبية طارئة، إذ يمكن أن تؤدي في الحالات الشديدة إلى الوفاة أو تسبب تلفًا في الدماغ والأعضاء الداخلية الأخرى”.
ويتابع: “على الرغم من أن ضربة الشمس تؤثر تأثيرا رئيسيا في كبار السن فإنها قد تصيب الشباب الأصحاء أيضًا، بمن فيهم الرياضيون”.
ما عوامل الخطر للإصابة بضربة الشمس؟
ويلفت خضر إلى أنه يمكن لأي شخص أن يتعرض لدرجات حرارة عالية ويكون عرضة لخطر الإصابة بضربة الشمس، ولكن الأشخاص التالية معرضون خصوصاً لخطر كبير:
– الأطفال الصغار (الرضع والأطفال حتى سن 4 سنوات).
– كبار السن فوق السن 65.
– الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية التي قد تتداخل مع تنظيم درجة الحرارة. بعض هذه الأدوية تشمل: أدوية المعدة التي تحتوي على الأتروبين، ومضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان، وأدوية الصرع، ومضادات الهيستامين، وبعض الأدوية القلبية الوعائية بما في ذلك حاصرات بيتا (مثل بلوكادرين) ومدرات البول (مثل ديوريل) وأدوية مرض باركنسون.
– الأشخاص الذين يشاركون في أنواع معينة من الأنشطة الرياضية الشاقة، مثل: الجري لمسافات بعيدة أو ركوب الدراجات.
– الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة معينة مثل:
-أمراض القلب مثل تصلب الشرايين وفشل القلب الاحتقاني.
-السكري
-أمراض الكلى.
-إدمان الكحول.
-السمنة أو النحافة.
-ارتفاع ضغط الدم.
-اضطرابات الجلد التي قد تعوق فقدان الحرارة مثل: خلل التنسج الجلدي أو الغياب الخلقي للغدد العرقية أو تصلب الجلد الشديد.
-الأشخاص المعروف أنهم معرضون لتأثيرات الحرارة الشديدة، وعليهم اتخاذ احتياطات خاصة لتجنب الأماكن الحارة وضعيفة التهوية.
أعراض ضربة الشمس
العلامة المميزة لضربة الشمس هي ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية، لكن الإغماء قد يكون العلامة الأولى، “بحسب الاختصاصي”.
ويضيف، تشمل الأعراض الأخرى التي قد يعانيها مَن أصيب بضربة الشمس:
– صداع.
– دوخة.
– قلة التعرق على الرغم من الحر.
– بشرة حمراء وساخنة وجافة.
– ضعف أو تقلص العضلات.
– قيء وغثيان.
– سرعة ضربات القلب، والتي قد تكون قوية أو ضعيفة.
– تنفس سريع.
– تغييرات سلوكية مثل الارتباك.
– فقدان الوعي.
ما الإسعافات الأولية التى يمكن أن تساعد عند الإصابة ضربة الشمس؟
ينصح خضر أن نبدأ بنقل الشخص إلى مكان مكيف بالهواء – أو على الأقل منطقة باردة ومظللة – ونزيل بعدها أي ملابس غير ضرورية.
ويقول من المفضل إذا أمكن أن نقيس درجة حرارة الجسم الأساسية للشخص، بعدها نضع كمادات الثلج على الإبطين والفخذ والرقبة والظهر لأن هذه المناطق غنية بالأوعية الدموية القريبة من الجلد، فإن تبريدها قد يقلل من درجة حرارة الجسم.
ومن المفضل غمر المريض في حمام أو حوض فيه ماء بارد، (ليس مثلجاً).
ويلفت خضر إلى أنه إذا كان الشخص شابًا وبصحة جيدة وعانى ضربة شمس أثناء ممارسة الرياضة بقوة – ما يُعرف بضربة الحرارة الجهدية – يمكننا استخدام حمام ثلجي للمساعدة في تبريد الجسم.
ولكن لا نستخدم الثلج للمرضى الأكبر سنًا أو الأطفال الصغار أو المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو أي شخص أصيب بضربة شمس من دون ممارسة تمارين شاقة، ففعل ذلك يمكن أن يكون خطراً.
ويختم خضر حديثه لـ”هاشتاغ”: “يفضل الانتباه من التعرض لأشعة الشمس في فصل الصيف، خصوصاً في أوقات الذروة، مثل الأطفال والأشخاص الذين تكون أعمالهم خارج المباني”.