هاشتاغ – حسن عيسى
يعيش جنوب لبنان حالة من التوتر السياسي والأمني بعد حادثة مجدل شمس، إذ أضحت المنطقة مركزاً للتكهنات والتحليلات حول إمكانية نشوب حرب شاملة بين “حزب الله” و”إسرائيل”، مع احتمالية جر أطراف إقليمية ودولية إلى ساحة الصراع.
حادثة مجدل شمس وتأثيرها
وقعت حادثة مجدل شمس في ظل تصاعد التوترات بين “إسرائيل” وحزب الله، وهذا أدى إلى مزيد من المخاوف من اندلاع صراع واسع النطاق.
بحسب التقارير، نفذت “إسرائيل” هجوما على سكان مجدل شمس العرب السوريين، وهي الخطوة التي وصفها المحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض في حديثه لـ “هاشتاغ” بـ “المجزرة”، والتي أُثير حولها الكثير من الشكوك والانتقادات.
ويرى عوض أن احتمالية تطور التصعيد بين حزب الله و”إسرائيل” إلى حرب شاملة ما زالت ضئيلة في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن “إسرائيل” تسعى إلى التهويل والافتراء لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية خاصة بها، منها محاولة إيقاف الدعم الذي يقدمه حزب الله للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وأكد عوض أن القيادة الدرزية السياسية والدينية في لبنان أحبطت المحاولات الإسرائيلية لاستغلال حادثة مجدل شمس، إذ فشلت “إسرائيل” في زرع الفتنة بين الدروز والمقاومة اللبنانية.
حرب وجود وليست نزاعات عابرة
من جهتها، ترى الباحثة في الشأن السياسي ميس الكريدي في حديثها لـ “هاشتاغ”، أن الوضع في جنوب لبنان مفتوح على الاحتمالات جميعها، مشيرةً إلى أن الاستعداد للحرب واضح من الأطراف جميعها، وهذا يُظهر طبيعة الصراع الحالي الوجودية.
وتؤكد الكريدي أن هذا النوع من الصراعات قد يفضي إلى إعادة رسم خرائط سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة في المنطقة.
وتضيف: “ليست هناك قابلية للتكهن بمستقبل الأمور، إذ إن طبيعة الصراع بين الدول الكبرى تشير إلى أن لا أحد يستطيع أن ينتصر على الآخر نصراً شاملاً، وهذا التوازن هو ما يجعل الحروب ممتدة”.
حرب عالمية بمشاركة دولية!
في حال نشوب الحرب، ترى الكريدي أن الصراع قد يجر أطرافاً دولية وليست فقط إقليمية.
وعلى الرغم من أن الصراع يجري حالياً في إطار احتواء دولي، فإنها تعتقد أنه يمكن أن يكون هناك جر لأطراف عالمية مثل الولايات المتحدة، التي أظهرت دعماً واضحاً لـ “إسرائيل” خلال زيارة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
وتضيف الكريدي أن تحول الحرب إلى صراع عالمي شامل يبدو مستبعداً، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تدمير كامل للمنطقة وربما تحولها إلى حرب عالمية ثالثة.
وتشير الكريدي إلى أن الخيار الدبلوماسي ما زال هو السائد بين الدول الكبرى، مشيرةً إلى أن الصراع الدائر بين هذه الدول يتخفى خلف الدبلوماسية في ظل توازنات عالمية معقدة، وهذا يساهم في إطالة أمد الصراع وتجنب الدخول في مواجهات شاملة.
السيناريوهات المحتملة
يشير ميخائيل عوض إلى أن التصعيد قد يكون مدفوعاً بحوادث عابرة أو حماقات إسرائيلية، وقد يرى محور المقاومة أن الوقت قد حان لتحرير فلسطين وإزالة “إسرائيل” من الوجود.
وفي حال نشوب الحرب، يشير عوض إلى أنها لن تقتصر على حزب الله و”إسرائيل” فقط، بل قد تتوسع لتشمل أطرافاً أخرى مثل سوريا وإيران والعراق واليمن.
ويضيف عوض أن العقلاء والخبراء العسكريين في “إسرائيل” يدركون أن سوريا ستكون جزءاً من الحرب في حال حدوثها، مع احتمالية أن تكون الجولان الساحة الأولى للعبور والمواجهة.
ويؤكد أن المقاومة ومحورها جاهزون لتحويل المواجهة إلى حرب شاملة تهدف إلى إنهاء الوجود الإسرائيلي والأطلسي في المنطقة.
الآفاق المستقبلية وخيارات الحل
على الرغم من الحديث المتزايد عن الحرب، لا تزال هناك فرص للحلول السلمية، إذ تدعو بعض الدول الكبرى، بما في ذلك روسيا وفرنسا، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات لحل النزاع.
يرى عدد من المحللين أن الدبلوماسية يمكن أن تؤدي دوراً حاسماً في نزع فتيل الأزمة.
ميس الكريدي تؤكد أن “الخيار الدبلوماسي لا يزال حاضراً وقوياً، والدول الكبرى تدرك أن أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة ويؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى العالم”.
وتشير إلى أن التوازنات الحالية بين القوى الكبرى قد تمنع اندلاع الحرب، إذ إن التكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية ستكون هائلة للجميع.