تقدمت الصين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية بشأن قرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم مكافحة الدعم على المركبات الكهربائية الصينية، مصعدةً نزاعاً يؤثر على علاقتهما المتوترة بالفعل.
وأحالت الصين القضية إلى آلية تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية وذلك بهدف حماية الحقوق والمصالح التنموية” لصناعة المركبات الكهربائية.
وتقول الصين بأن الحكم في الاستنتاج المؤقت للاتحاد الأوروبي يفتقر إلى الأساس الواقعي والقانوني وبذلك يكون الاتحاد الأوروبي قد انتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بشدة وقوّض التعاون العالمي في التعامل مع تغير المناخ
واستحوذت العلامات التجارية الصينية على 11 بالمائة من سوق السيارات الكهربائية الأوروبية خلال يونيو الماضي، محققة أرقاماً قياسية من تسجيلات السيارات الجديدة.
علاقات متوترة
وصلت علاقة بكين بالاتحاد الأوروبي إلى مستويات متدنية جديدة في الأشهر القليلة الماضية، مع سعي التكتل لتبني سياسة قريبة من التي تنتهجها الولايات المتحدة إزاء الصين. إذ فرض الاتحاد خلال شهر تموز/يوليو رسوماً جمركيةً مؤقتةً على بعض واردات السيارات من الصين والتي من شأنها أن ترفع الرسوم إلى 48 بالمائة بعد تحقيق استمر شهوراً حول المساعدات الحكومية الصينية لصانعي السيارات الكهربائية.
الصين تهدد
سارعت الصين بالتنديد بالخطوة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي وهددت الصين بالفعل باتخاذ إجراءات انتقامية من المزارعين وشركات صناعة الطائرات الأوروبية، وفتحت تحقيقاً لمكافحة الإغراق يستهدف صناعة المشروبات الفرنسية.
فائدة ضعيفة من منظمة التجارة العالمية
تكون فائدة قضية منظمة التجارة العالمية في هذه الحالة بين الصين والاتحاد الاوروبي محدودة، إذ من المرجح أن تستغرق عامين على الأقل حتى يتم البت فيها. حتى لو فازت الصين في النهاية، فستجد سياراتها الكهربائية صعوبة في استعادة حصتها السوقية المفقودة في الاتحاد الأوروبي
رسوم قياسية
باتت التوترات التجارية والجيوسياسية تؤثر بشكل متزايد على قطاع السيارات الكهربائية مع انتقال العالم بعيداً عن محركات الاحتراق الداخلي. وأصبحت الصين رائدةً على مستوى العالم في هذا المجال، لأسباب منها استثمارها الكثير من الأموال بعد الاعتراف بالأهمية الحاسمة للسيارات الكهربائية بالنسبة للبيئة والاقتصاد.
كما سعت الولايات المتحدة إلى الحد من دخول المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين، وفرض رسوم جمركية تزيد عن 100بالمائة إذ تزعم أن بكين تغمر العالم بالسلع الرخيصة، وخاصةً في الصناعات الحديثة المراعية للبيئة. وتدرس كندا حالياً خطوات مماثلة.