تتجه الأنظار مجدداً نحو الحدود اللبنانية، مع حصول ثلاث عمليات خطف متتالية، داخل القرى السورية الواقعة شمالي منطقة الهرمل.
ويختبئ في الهرمل عشرات الفارين المطلوبين للعدالة، الملاحقون من الجيش اللبناني بمؤازرة دوريات لفرع المخابرات في البقاع، وفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط”.
توقيف المتورطين
تعيد حوادث الخطف المتكررة في منطقة البقاع الشمالي في شرق لبنان، تسليط الضوء على الواقع الأمني بمنطقة الحدود اللبنانية مع سوريا، التي يُنظر إليها على أنها متفلتة أمنياً.
وأسفرت المداهمات عن توقيف أقارب لمتورطين في الهرمل وفي شمالي الهرمل، في ظل انتشار عسكري وأمني كثيف للجيش اللبناني على الجانب اللبناني المحاذي للقرى السورية.
وأدت تلك الإجراءات، يوم الأربعاء الماضي، إلى تحرير ثمانية فلسطينيين من سكان مخيم برج البراجنة، وقعوا في شباك عصابات الاتجار بالبشر من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان هؤلاء الفلسطينيين قد استدرجوا وخطفوا من منطقة البقاع، بعدما أوهمتهم عصابات الخطف بتأمين سفرهم إلى الدول الأوروبية عن طريق البحر.
تحرير مخطوفين
كما تمكن فرع مخابرات في منطقة البقاع يوم الخميس، من تحرير ثلاثة مخطوفين وهم: الشيخ منير مكارم “سوري”، بشار سامر حمزة “لبناني”، ومجد بو قنصور “سوري”.
وتم استرداد المخطوفين من داخل الأراضي السورية شمالي الهرمل إلى لبنان، بعد يومين من خطفهم.
وتتكرر عمليات الخطف أثناء دخول وخروج أشخاص وعائلات من التابعية السورية، وهم يتوجهون إلى الأراضي اللبنانية من خلال المعابر غير الشرعية، وبالعكس.
أما جديد هذه العمليات فقد تمثل بخطف سيدة سورية وطفلها، أثناء محاولتها دخول الأراضي اللبنانية من خلال أحد المعابر، القريبة من بلدة زيتا الحدودية السورية التي يسكنها لبنانيون.
وتواصل خاطف السيدة وطفلها مع ذويها في لبنان، مطالباً بفدية مالية قدرها 25 ألف دولار أميركي.
وتقول مصادر الصحيفة السعودية، إن الاتصالات جارية مع المعنيين في الجانب اللبناني، بهدف متابعة القضية من أجل التوصل إلى حلول تقضي بتحرير المرأة وطفلها.
وغالباً ما تحصل عمليات تعذيب وتصوير فيديوهات، ترسل لذوي المخطوفين وهم يطالبون أهلهم بتحريرهم.
غياب الأجهزة الأمنية
إلى ذلك، يؤكد مصدر أمني أن هناك 14 بلدة حدودية سورية يسكنها لبنانيون، 9 منها محاذية للحدود اللبنانية السورية من الجانب السوري، ولا وجود فيها لأي جهاز أمني لبناني أو سوري.
كما لا يمكن التدخل في هذه القرى من الجانبين إلا بتنسيق مسبق، كما حصل مرات عدة.
وكان آخرها، عملية كشف جريمة مقتل باسكال سليمان، منسق حزب “القوات اللبنانية” في منطقة جبيل.
وكان الجيش اللبناني قد قام بعدد من المداهمات توغل فيها في هذه القرى، وعمل على توقيف مطلوبين وإعادة مسروقات.
مداهمات منسقة
يذكر، أن محاولات ومداهمات وعمليات نوعية محدودة منسقة تجري بين الطرفين اللبناني والسوري.
ويتم فيها التوغل لمسافات بعيدة داخل هذه الأراضي البعيدة عن رقابة الدولتين بجانب الحدود، في قرى خارجة عن سيطرة الدولتين.
حيث يلجأ إليها تجار المخدرات والمطلوبين بجرائم القتل، والفارين من وجه العدالة ومن ملاحقات ومداهمات القوى الأمنية.
علماً بأنه تم توقيف عدد لا بأس به من هؤلاء المطلوبين، بمجرد عودتهم إلى الداخل اللبناني.
http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام